في العام 2017، رصد باحثون من جامعة ولاية كارولينا الشمالية أكثر من 500 نوع مختلف من الآفات والحشرات في منازل الولايات المتحدة. وذكرت الجمعية الوطنية لمكافحة الآفات أن النمل الأبيض والحشرات الأخرى تتسبب في أضرار تزيد على 5 مليارات دولار سنويا للمنازل في البلاد.
وبحسب الخبراء، يمكن أن تسبب الآفات مشاكل صحية “بما في ذلك الحساسية والربو وأمراض الجهاز التنفسي وآلام الصحة العقلية”، مما يجعل من المهم التعامل معها بسرعة، ومنعها من دخول المنزل، لحماية صحة ساكنيه.
ورغم أن “الوقاية” هي أول ما يجب أخذه في الاعتبار لتفادي مثل هذه المشكلة، وكثرة الشكوى من غزو الآفات والحشرات المنزلية في موسمي الربيع والصيف، نجد أن كثيرين لا يهتمون بمقاومتها، إلا بعد الاستيقاظ على لدغ بعضها في الفراش، أو سماع صوت فأر يقرض في دهاليز المطبخ.
فللحفاظ على منزل خال من الحشرات، لا يتصرف الناس بطريقة استباقية، ويكتفون غالبا برد الفعل. مع أن الطرق الأكثر فاعلية للتعامل مع غزو الحشرات، “تبدأ قبل فترة طويلة من تسللها إلى داخل المنزل، من خلال التعرف على ما هو موجود منها في محيط المكان، وأي الأنواع من المحتمل أن تكون نشطة خلال أوقات معينة من السنة، ومن ثم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنعها من الدخول”، وفق ما ذكره مات فراي، عالم الحشرات وخبير مكافحة الآفات بجامعة كورنيل في نيويورك، لموقع “توداي” (Today).
أخطاء شائعة في التعامل مع الحشرات المنزلية
في الوقت الذي يُعد الحفاظ على منزل نظيف ومرتب “أحد أفضل إستراتيجيات الوقاية من الآفات”، كما يقول الخبراء، تبقى 5 أخطاء شائعة في مقاومة الآفات، تتسبب في عكس ذلك، وهي:
-
إهمال التفتيش المنتظم
لتكوني استباقية في مكافحة الآفات، “قومي بإجراء عمليات تفتيش داخلية وخارجية منتظمة لمنزلك للتحقق من وجود شقوق أو ثقوب، وانتبهي جيدا للأساس والجدران الجانبية والسقف والمرافق وفتحات التهوية، وأغلقي أي فتحات عند اكتشافها”.
يقول ماثيو ميلز، خبير الآفات “ابحثي عن الحشرات التي قد تدخل منزلك، من خلال التعرف على العيوب والتجاويف، ورصد العلامات التي تشير إلى وجودها، لكي يمكن معالجة المشكلة ومنع أي آفات من الدخول”.
كما ينصح فراي بعدم إهمال عمليات التفتيش المنتظمة، كلما ارتفعت درجات الحرارة، أو كان الطقس دافئا، وتفقد محيط المنزل، ولو مرة واحدة في السنة. للبحث عن أي أعشاش للحشرات اللاسعة، أو آثار لفضلات أو علامات قضم، تدل على وجود نمل أو قوارض أو عناكب أو ما شابه، والتأكد من القضاء عليها تماما، قبل أن تشق طريقها إلى الداخل.
فأفضل شيء يمكنك القيام به “هو منع الآفات قبل وصولها، ثم معالجة تفشيها على الفور قبل حدوث أضرار صحية خطيرة أو حتى أضرار هيكلية لمنزلك”.
-
تراكم المخلفات خارج المنزل
فمن المهم جدا إبقاء الأماكن حول المنزل وفي الممرات وفوق الأسطح، خالية من النفايات والمخلفات والمياه الراكدة، و”التأكد من إصلاح أي تسريب من الأنابيب أو الأجهزة لمنع المياه الراكدة، التي يمكن أن تجتذب العديد من الأنواع المختلفة من الآفات، والقضاء على أي نفايات ضارة متراكمة”.
كي لا تتحول إلى بيئة مناسبة لتجمع الآفات والحشرات وتكاثر البعوض، ينصح فراي بضرورة تشذيب النباتات وتقليم الأشجار وقص العشب، وتجنب ترك أكوام الخشب والمخلفات، التي يمكن أن تجذب الفئران.
-
الاعتماد على المبيدات الرشاشة
محاولات التخلص من حشرات مثل النمل أو الصراصير أو بق الفراش بالاعتماد على المبيدات الرشاشة يعتبرها فراي “إهدارا للمال”، لأنها تنشر مكوناتها الفعالة على الأسطح فقط، بينما الكائنات التي تستهدفها مختبئة في الشقوق والأنسجة والثنيات، لذا “قد تقتل بعض النمل الباحث عن الطعام، ولكن يتبقى منه مئات أو آلاف في الداخل لن تتأثر بذلك”.
أيضا، إلى جانب ما تحتاجه المبيدات الرشاشة من احتياطات السلامة، فهي تعتمد غالبا على مادة “البيريثرين” المشتقة من أزهار الأقحوان، والفعالة ضد الحشرات الطائرة كالذباب المنزلي، لكنها نادرا ما تخترق الشقوق لقتل الآفات الداخلية والعناكب والحشرات الزاحفة الأخرى.
“بل قد تؤدي إلى تفاقمها، جرّاء تبعثر الحشرات وتحركها بشكل أعمق نحو مناطق أخرى يصعب الوصول إليها”، بحسب العلماء، الذين يوصون بالمبيدات التي “توضع مباشرة داخل الأماكن التي يحتمل أن تختبئ فيها هذه الآفات، تحت الأسرة وخلف الأثاث وفي الأماكن الأخرى المخفية التي يصعب الوصول إليها بواسطة الرش”.
مع مراعاة استخدام أقل كمية ممكنة من المبيدات الحشرية، “حيث إن جميع المبيدات سامة ويمكن أن تسبب ضررا إذا تم استخدامها بشكل غير صحيح”.
-
تخزين الطعام لفترة طويلة
بحسب الخبراء “تمتلك الآفات قوى خارقة لتعقب مصادر الغذاء، وهذا أحد أهم أسباب استمرارها، فالنمل -على سبيل المثال- لديه ما يقرب من 5 أضعاف مستقبلات الرائحة أكثر من الحشرات الأخرى”.
لذا، بدلا من تخزين الأطعمة في المطبخ لأشهر طويلة، ينصح فراي بتخزينها في حاويات مُحكمة الغلق لإبعاد الآفات.
ولأن الحشرات قد تدخل إلى المنزل من خلال الأطعمة المجففة وأطعمة الحيوانات الأليفة، يوصي الخبراء بفحصها بحثا عن علامات على وجود آفات، وينبهون على أن الثقوب الصغيرة في عبوات الطعام قد تكون مؤشرا على وجود آفات.
-
السماح للرطوبة بالانتشار
السماح لمستويات الرطوبة بالارتفاع داخل المنزل يُغري بعض أنواع الحشرات بالدخول، لذا يوصي فراي “بالحفاظ على مستويات الرطوبة في الأماكن المغلقة أقل من 50%”، وأقل من ذلك خلال فصل الصيف.
ويقول “كلما انخفضت الرطوبة كان ذلك أفضل”. ويضيف أن “تشغيل جهاز مزيل للرطوبة، يُعد وسيلة جيدة لتحقيق ذلك”، لفائدته في خلق بيئة صحية خالية من العفن والغبار اللذين يجذبان الصراصير والعناكب.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.