واشنطن- تستعد إدارة الرئيس جو بايدن للتعامل مع طوفان من المهاجريين غير النظاميين الأسبوع المقبل. ويعمل البيت الأبيض على نشر عدة آلاف من قوات الجيش بمحاذاة الحدود الجنوبية مع المكسيك، تحسبا لوصول آلاف من الساعيين لعبور الحدود بأي طريقة ممكنة.
وتشير تقارير أميركية إلى وجود ما لا يقل عن 40 ألف مهاجر يخيّمون على طول الحدود في شمال المكسيك بانتظار نهاية العمل رسميا بقانون يُعرف باسم “المادة 42” يوم 11 مايو/أيار.
ويختص القانون بسياسة استخدمتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وسمحت بموجبه للحكومة بإبعاد أعداد كبيرة من المهاجرين بسرعة عند وصولهم الحدود كجزء من إجراءات مواجهة جائحة كوفيد-19 الاحترازية. وبعد انتهاء العمل به، يُتوقع زحف الآلاف إلى الحدود الأميركية الجنوبية.
وكانت إدارة بايدن قد استمرت في تبني هذا القانون، إلا أنه مع انقضاء حالة الطوارئ الصحية العامة المرتبطة بوباء كورونا رسميا في 11 مايو/أيار، سيتوقف العمل بقانون “المادة 42″، وهو ما يسمح نظريا بدخول آلاف المهاجريين غير النظاميين، وخاصة طالبي اللجوء منهم بطرق غير قانونية للأراضي الأميركية.
وتراجعت المواجهات بين ضباط الهجرة الأميركيين والمهاجرين غير النظاميين في وقت مبكر من هذا العام، لكنها زادت في الآونة الأخيرة. وتُقدر تقارير أعداد المهاجرين غير النظاميين ممن يعبرون الحدود الجنوبية بما يزيد على 7 آلاف شخص يوميا.
الدفع بآلاف الجنود
ومع توقع فيضان من المهاجرين، لجأ البيت الأبيض للبنتاغون لتوفير أعداد كبيرة من الجنود للقيام بمهام لوجستية إدارية عند الحدود الجنوبية، وتحاول السلطات إرسال رسالة مفادها أن الحدود ليست مفتوحة. في حين ذكر أحد سكان مدينة “يوما” الحدودية بولاية أريزونا للجزيرة نت، أن هناك “استعدادات واضحة للتعامل مع قفزة كبيرة في عدد المهاجرين الذين يعبرون الحدود خلال الأيام القادمة”.
وفي هذا الإطار، وافق وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، على طلب وزارة الأمن الداخلي بتوفير عدة آلاف من أفراد الجيش للتعامل مع طوفان المهاجرين المتوقع. وكذلك تزويد إدارة حماية الحدود بـ1500 جندي، إضافة إلى 2500 آخرين يساعدون في حماية الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة، وسينتشر هؤلاء بصورة مؤقتة تمتد 90 يوما.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع باتريك رايدر، إنهم سيكلفون بمهام إدارية مثل فحص الحافلات والمراقبة الأرضية، وإدخال البيانات، ودعم المستودعات، ولن يشاركون بشكل مباشر في أنشطة لإنفاذ القانون.
تنسيق مشترك
حاولت إدارة بايدن ثني المهاجرين عن عبور الحدود ببساطة، ووعدت بأن الأشخاص الذين يتم القبض عليهم سيتم إبعادهم وربما منعهم من العودة مرة أخرى.
ونسّقت واشنطن مع كولومبيا وغواتيمالا لإنشاء مراكز إقليمية لقبول طلبات المهاجرين للقدوم إلى الولايات المتحدة قبل أن يحاولوا القيام برحلة شاقة عبر دول أميركا الوسطى والمكسيك. وتأمل واشنطن أن تثني هذه المراكز آلاف المهاجرين عن القدوم بطرق غير شرعية مع توفير طريقة قانونية وآمنة ومنتظمة لدخول الولايات المتحدة.
وبمجرد انقضاء قانون “المادة 42″، ستعود الولايات المتحدة إلى استخدام ما يعرف باسم “المادة 8” لترحيل أي شخص يصل إلى الحدود بشكل غير قانوني، ومنعه من العودة إلى الولايات المتحدة لمدة 5 سنوات على الأقل.
قوانين الهجرة
وعادت قضية الهجرة والمهاجرين غير النظاميين لصدارة الأخبار بعد اتهام المهاجر غير النظامي فرانسيسكو أوروبيسا بقتل 5 أشخاص من جيرانه، لأن أحدهم طلب منه التوقف عن إطلاق النار من بندقية في فناء منزله حتى ينام طفل رضيع في منطقة كليفلاند بولاية تكساس. وسبق أن رُحّل أوروبيسا 4 مرات على الأقل من الولايات المتحدة، مما يُعد دليلا على فشل تطبيق قوانين الهجرة الحالية.
ومنذ وصول بايدن للحكم قبل أكثر من عامين، لم يقدم البيت الأبيض تصورا شاملا لإصلاح سياسة الهجرة القديمة والعقيمة التي لا يرضى عنها الحزبان الديمقراطي والجمهوري.
وخلال حملته الانتخابية، تعهّد بايدن أن يصدر في أول أيام حكمه عدة قوانين تتعلق بزوايا مختلفة لقضية الهجرة. وقال إنه سيصدر تشريعا شاملا للهجرة يخلق مسارا للحصول على الجنسية الأميركية لـ11 مليون مهاجر يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وهو ما لم يحدث. بينما يلقي كل حزب باللوم على الحزب الآخر في عرقلة التوصل لسياسة واضحة تجاه قضية الهجرة.
ومن المفارقات الكبيرة في النقاش السياسي الأميركي، اتفاق مختلف الأطراف على أن بلادهم تحتاج المزيد من المهاجرين لمعالجة نقص العمالة ودعم برامج وخطط بايدن لإصلاح البنية التحتية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.