مراسلو الجزيرة نت
28/5/2023–|آخر تحديث: 28/5/202305:00 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
طهران- بعد جولات مكوكية قامت بها وفود سياسية وعسكرية وتجارية رفيعة المستوى وتبادُل رسائل خطية بين قادة طهران ومسقط، بدأ سلطان عُمان هيثم بن طارق، اليوم الأحد، زيارة رسمية إلى إيران تستمر ليومين، وفي جعبته ملفات ثنائية وإقليمية ودولية.
وعشية الذكرى الأولى لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى مسقط يونيو/حزيران 2022، تسهم الانفراجات المستجدة على صعيد العلاقات الإيرانية الخليجية، وعلى رأسها استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، في أن يحمل سلطان عمان رسائل عربية وأخری غربية في أول زيارة له إلى إيران منذ توليه الحكم في يناير/كانون الثاني 2020.
ولطالما انتظرت طهران استقبال السلطان هيثم بن طارق على مدى العامين الماضيين. ويقول وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان إن الزيارة “تشكل منعطفا في علاقات البلدين على شتى الصُعد”. في حين كشف السفير الإيراني لدى مسقط علي نجفي خوشرودي عن وساطة عمانية بين طهران والمنامة.
أجندة الزيارة
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من زيارة سلطان عمان إلى مصر حيث تحدثت تقارير إعلامية عن إثارته هناك ملف تطبيع العلاقات بين طهران والقاهرة.
ويعتقد مراقبون في إيران أنه إلى جانب العلاقات الثنائية المتصاعدة بين طهران ومسقط، فإن إطلالة البلدين على مضيق هرمز الإستراتيجي تجعلهما معنيين بأمن المياه الخليجية، كما أن دور الوساطة الذي تقوم به السلطنة بين جارتها الشمالية من جهة والولايات المتحدة والدول الأوروبية من جهة أخری، يزيد من أهمية الزيارة التي قد تكون آخر محاولة لإحياء الاتفاق النووي.
وكانت الخارجية العُمانية قد أعلنت يوم الجمعة الماضي نجاح مساعي السلطنة في تبادل السجناء بين إيران وبلجيكا و”تسوية قضية الرعايا المتحفظ عليهم” لدى البلدين.
من ناحيته، يرى الباحث في العلاقات الدولية حسن بهشتي بور أن السلطان هيثم بن طارق سيبحث خلال الزيارة مصالح بلاده المشتركة مع إيران والأمن الإقليمي والقضايا الشائكة بين طهران وواشنطن، لا سيما الاتفاق النووي المجمّد وملف تبادل السجناء، لافتا إلى أن الزيارة تأتي في أعقاب مستجدات جيوإستراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي.
ولخص بهشتي بور، في حديث للجزيرة نت، الأجندة التي يحملها سلطان عمان بجعبته إلى طهران في “ثالوث الملفات الثنائية والإقليمية والدولية”؛ موضحا أنه فضلا عن توقيع الاتفاقيات الثنائية بين طهران ومسقط، من شأن الزيارة الجارية أن تحرك المياه الراكدة في العلاقات المتوترة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة؛ إذ سبق وأعلن الجانب الأميركي أنه يرغب في حل الخلافات مع طهران عبر الدبلوماسية.
مبادرة هرمز
ويعتقد الباحث الإيراني أن حل الخلافات بين بلاده والولايات المتحدة يمر عبر اتخاذ الجانبين خطوات عملية وحقيقية في سبيل خفض التوتر وإنهاء السياسة العدائية المتواصلة منذ أكثر من 40 عاما، واصفا الرسائل الأميركية عبر الوسطاء بأنها أقرب إلى “استعراض إعلامي” وأنه لا يعول كثيرا على الوساطات الإقليمية والدولية لحسمها.
واستدرك أنه كان الأحرى بالإدارة الأميركية الحالية رفع جزء من العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة على طهران من أجل تحفيز الأخيرة على إظهار ليونة حقيقية في المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي وكذلك إنجاز صفقات جديدة لتبادل السجناء.
أما الجانب الإقليمي لزيارة سلطان عمان إلی طهران، فينطلق من ثمرة تطبيع العلاقات الإيرانية السعودية، وفق بهشتي بور الذي أوضح أن بلاده كانت قد دعت الدول الخليجية عام 2019 إلى الانضمام إلى “مبادرة هرمز للسلام” الداعية للتعاون الإقليمي في ضمان أمن المنطقة، لافتا إلى أن المبادرة كانت مجمّدة حتى الآن بسبب الخلافات بين طهران والرياض.
#السلطان_هيثم_بن_طارق سلطان #عمان يبدأ غدا زيارة إلى #طهران .
الزيارة ستنعكس ايجابا على الأمن والاستقرار بالمنطقة ومزيد من سياسة الحوار والانفتاح بين الخليج و #ايران في ظل مصالحات متعددة تشهدها المنطقة ، والتي لعبت #سلطنة_عمان دورا ايجابيا فيها . pic.twitter.com/aTsvGG9BOS— جابر الحرمي (@jaberalharmi) May 27, 2023
انفراجة نووية
من جانبه، يقرأ السفير الإيراني السابق لدى النرويج وسريلانكا والمجر، عبد الرضا فرجي راد، زيارة سلطان عمان إلى طهران في سياق الانفراجة على مستوى العلاقات الإيرانية الخليجية، مؤكدا أنه إلى جانب الوساطة العمانية بشأن الملف النووي سيكون الملف اليمني في صلب محادثات السلطان هيثم مع الجانب الإيراني.
وفي حديثه للجزيرة نت، يشير الدبلوماسي الإيراني السابق إلى تأجيل موعد زيارة سلطان عمان إلى طهران عدة مرات، مؤكدا أن توقيت الزيارة يدل على تحريك المياه الراكدة في الملف النووي، وعبّر عن أمله في أن يتمكن السلطان هيثم من ربط ما قطعه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في هذا الملف.
وبشأن التسريبات الإعلامية عن استضافة مسقط جولات من الحوار بين طهران وكييف حول مسألة الدعم الإيراني العسكري لروسيا في حربها على أوكرانيا، يرى فرجي راد أن اتهامات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأخيرة لإيران حول إمدادها روسيا بالطائرات المسيرة دليل على فشل تلك المباحثات. واستبعد أن يكون ملف الخلافات بين إيران وأوكرانيا مطروحا على جدول أعمال لقاءات السلطان هيثم بن طارق مع المسؤولين الإيرانيين.
وكان زيلينسكي قد وجه رسالة للشعب الإيراني اتهم فيها طهران بتزويد موسكو بطائرات مسيرة، والمشاركة في الحرب ضد بلاده، ودعا إيران للوقوف في الجهة الصحيحة من التاريخ، وفق تعبيره. وهو ما نفته الخارجية الإيرانية متهمة الرئيس الأوكراني “بترويج دعاية مناهضة لإيران بهدف الحصول على مزيد من الأسلحة والمساعدات المالية من دول الغرب”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.