متابعات ينبوع العرفة:
فيما يتخبط السودان بصراع دام منذ 3 أسابيع بين الجيش وقوات الدعم السريع، طفت إلى السطح تساؤلات جمة حول خفوت شديد، بل غياب تام لأصوات مشاهير الرياضة فيا لبلاد، خصوصا لاعبي كرة القدم، اللعبة الشعبية الأشهر والأحب لدى السودانيين.
فلم يسمع لهم أصوات مضادة لهذه الحرب، أو حتى مجرد مشاركة في عون المنكوبين أو الضحايا كما يفعل نظرائهم بكل بلدان العالم إذا حلت بها نكبة أو تعرضت لكارثة.
استمرار الاشتباكات في السودان
الجثو على الركبة
ولعل مبعث الغرابة ينبع من أن الرياضيين السودانيين خاصة لاعبي كرة القدم، علت أصواتهم إبان الثورة ضد حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، كما شكلوا حضوراً لافتاً بميدان الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم.
حينها أظهروا تعاطفاً كبيرا مع الضحايا من المتظاهرين السلميينالذين سقطوا خلال الاحتجاجات.
ولايزال جميع السودانيون يذكرون تلك التحية الشهيرة بالجثو على الركبة ورفع أيديهم لقراءة الفاتحة على أرواح الضحايا ، عند التقاط الصور التذكارية قبيل انطلاق مباراة السودان ومصر في كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون في يناير عام 2022.
أحمد آدم
اشتثناءات.. ولكن؟!
إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الاستثناءات في الوسط الرياضي، لكن بالإتجاه المُغاير لجهود وقف إطلاق النار.
فقد ظهر لاعب المريخ السوداني “أحمد آدم” مرتديا زي الجيش، شاهرا سلاحه، لكن دون تأكيد بمشاركته فعليا بجبهات القتال الدائر.
بدوره، أعلن كابتن نادي الهلال “هيثم مصطفى” تأييده للجيش عبر حسابه الشخصي بموقع فيسبوك، الموثق بالعلامة الزرقاء، والذي يتابعه مليون مستخدم.
هيثم مصطفى كرار
أثمان باهظة
رغم ذلك، رسم صمت الرياضيين الغالب على المشهد، أكثر من علامة استفهام، خاصّة أن النشاط الرياضي بكافة أشكاله يعد واحدا من ” أكبر الخاسرين” فقد ترك القتال آثارا وخيمة عليه.
كما دفع الرياضيون أثمانا باهظة على المستوى الشخصي فعلى سبيل المثال فجع كابتن الهلال السوداني “فوزي المرضي” بمقتل ابنته الطبيبة برصاصة طائشة داخل منزلهم بحي المهندسين بمدينة أمدرمان باليوم الأول لاندلاع الاقتتال الدامي.
كذلك اسبل الجفن كابتن نادي المريخ “حامد بريمة” أحد أساطير حراسة المرمى بالسودان وأفريقيا قاطبة خلال عقدي الثمانينات والتسعينيات بالقرن الماضي، دون أن يحظى بما يليق بتاريخه الطويل في الملاعب السودانية.
هيثم كرار مع اللاعب العالمي الراحل مارادونا
“لا مبررات منطقية!”
تعليقا على هذا الصمت الرياضي، قال الصحافي ذائع الصيت محمد عبدالماجد لـ”العربية.نت”: “نعم كنا ننتظر دورا ايجابيا من القطاع الرياضي في هذه الأزمة التي تمر بها بلادنا، لعدة أسباب بينها أن الرياضة واحدة من القطاعات المؤثرة بالسودان، وبعيدة نسبيا عن التصنيفات السياسية والمصالح الخاصة، بالإضافة إلى أنها الأكثر تضررا في هذه الحرب التي عطلت النشاط الرياضي بالكامل”.
كما أضاف عبد الماجد، الذي تحظي مقالاته عادة بمتابعة جماهيرية عالية في البلاد : ” شخصيا
لا أجد تفسيرا منطقيا إزاء هذا الصمت، سوى أن البندقية كانت صاحبة الصوت الأعلى وأن الحرب اسكتت الجميع ولم يعد هنالك صوت يسمع غير أصوات الرصاص ودوي المدافع”
حراك بعد الإفاقة!
إلى ذلك، اعتبر أن “الجميع وقع تحت تأثير الصدمة وهول المفاجأة ابتداء من القوى والأحزاب السياسية والنقابات المهنية مروراً بالمشتغلين بشتى قطاعات الفن والإبداع ، انتهاءًا بالمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، وكلهم باستثناء قلة قليلة، اكتفوا بمتابعة الكوارث على أرض الواقع في انتظار ما تسفر عنه الأحداث أو تحرك المجتمع الدولي”.
وختم قائلا: مع ذلك أتوقع حدوث حراك مدني بالفترة المقبلة، بعد الإفاقة من الصدمة التي غيبت الجميع، وبعد تراجع الاعتقاد السائد لدى البعض بأن الحرب الدائرة حاليا يمكن حسمها بالبندقية، فهذا افتراض خاطئ، لأنه لا ينبغي أن تكون البندقية الفيصل بين أبناء الوطن الواحد”!
الجدير بالذكر ان خبر “يعشقهم السودانيون..فلماذا غابت أصوات مشاهير كرة القدم؟!” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.