متابعات ينبوع العرفة:
على خُطى أسطورة “طائر الفينيق” القديمة التي تتحدث عن كيفية إعادة إحياء نفسه بعد احتراقه، يمشي متحف معرة النعمان.
فذاك الصرخ التاريخي لم يلبث أن نجا من حرب الـ13 عاماً، حتى عاد وهزّه زلزال السادس من فبراير/شباط في تركيا وسوريا.
أضرار جسيمة بسبب الحرب والزلازل
ورغم هذه الضربات، بادرت مديرية آثار إدلب بتوجيه من المديرية العامة للآثار والمتاحف، بالخطوات اللازمة لبدء ترميم المتحف المشهور بفسيفسائه الرائعة.
وأكد القائمون على المشروع أن أعمال ترميم واسعة النطاق ستبدأ بعد أن طالت البناء أضرار جسيمة بسبب سنوات الحرب وموجة الزلازل الأخيرة.
بدوره، رأى مدير الآثار في إدلب غازي العلو، أن هناك ضرورة ملحة لبدء أعمال الترميم في أسرع وقت، وذلك خلال زيارته الأخيرة للمتحف، وفقا لوكالة “رابتلي” الروسية.
وشدد على أن المتحف يعد أحد أهم المواقع الأثرية في المدينة من العصر الإسلامي، كاشفاً أنه تعرض لأضرار جسيمة كانهيار الممرات على الجانبين الشرقي والشمالي الغربي، وانهيار أجزاء من السقف والأجنحة.
كذلك أوضح أن الزلزال الأخير أدى إلى تفاقم الدمار في جميع أنحاء المتحف، بما في ذلك القبة حيث أضحت متصدعة، مع انهيارات ببعض الأسقف.
أما المهندس المشرف على أعمال الترميم حازم جركس، فألقى الضوء على الإجراءات الدقيقة المتبعة، موضحاً أنها بدأت بتفكيك الأجزاء المتضررة إما بسبب الحرب أو الزلزال، وإعادة بنائها واستبدال الأحجار المفقودة بأخرى متطابقة تقريبا.
ولفت إلى أن أعمال الترميم تتم وفقا للمواصفات الفنية التي وضعتها المديرية العامة للآثار والمتاحف، باستخدام الأدوات والخبرات التقليدية المتوافقة مع السمات المعمارية والفنية الفريدة للمتحف.
وأشار إلى أنه تم تطوير دراسة هندسية لتوجيه عملية الترميم التي تجري على مراحل متعددة، على أن تستغرق المرحلة الأولية 8 أشهر، وستتبعها مراحل لاحقة حتى اكتمال التجديد الشامل.
جوهرة معمارية
يشار إلى أنه وبمجرد اكتمال أعمال الترميم، سيعرض المتحف الذي تم ترميمه مرة أخرى اللوحات الفسيفسائية الرائعة التي جذبت الزوار من سوريا وخارجها، ما عزز مكانته كواحد من أهم المؤسسات الثقافية في كل من سوريا والشرق الأوسط.
من داخل المتحف
ويتمتع هذا المتحف، المعروف أصلاً باسم مراد جلبي باشا كارافانسراي، بأهمية تاريخية وأثرية كبيرة في سوريا، كما يمثل جوهرة معمارية من العصر الإسلامي.
وبني الصرح عام 1564م (971هـ) على يد مراد جلبي باشا، كاتب حسابات السلطان العثماني، وقد صمد مع مرور الوقت حتى تسببت الآثار المدمرة للصراع والكوارث الطبيعية في خسائره.
الجدير بالذكر ان خبر “وقف بوجه الحرب والزلازل.. جوهرة سوريا ينهض مجدداً” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.