متابعات ينبوع العرفة:
تنعقد جلسة مجلس النواب اللبناني، يوم الأربعاء، من دون أن يبدو الأميركيون أنهم طرف في هذه العملية، بل أبدوا حرصاً بالغاً على التمسّك بالقول أن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وتشكيل حكومة جديدة تتبنّى الاصلاحات الاقتصادية هو أمر مستعجل.
اتصال نولاند – برّي
وفي مؤشر على ضغط الأميركيين على الأطراف لاستكمال العملية الدستورية، تسرّب في العاصمة الأميركية وبيروت أن وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اتصلت برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي وقد أكد متحدث باسم وزارة الخارجية حصول الاتصال من دون الإدلاء بكثير من التفاصيل لكن ما تسرّب يشير إلى أن المسؤولة رقم 3 في الخارجية الأميركية دعته إلى قيادة العملية الانتخابية مشددة على أن الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر بدون عراقيل.
نبيه بري(أسوشييتد برس)
تسرّب أيضاً أن برّي كان متفائلاً بأن العملية الانتخابية ستحصل، ولم يتضح إن كان التزم بمتابعة الجلسات الانتخابية من دون فقدان النصاب، أو إن كان التزم بعقد الجلسات الانتخابية إلى أن تصل إلى نتيجة.
يظل الاتصال مؤشراً على اهتمام الأميركيين على مستوى رفيع أو أقلّه أعلى من السفيرة المنتدبة إلى لبنان أو مساعدة وزير الخارجية برباره ليف.
الرسائل الشخصية
شهدت الأشهر الماضية جولات من الاتصالات بين اللبنانيين والأميركيين بشأن الانتخابات الرئاسية وشخص الرئيس العتيد، وما يريد الأميركيون وما لا يريدون، ومن الواضح أن العاصمة الأميركية شهدت اتصالات باسم شخصيات عديدة.
المثير في هذه القضية أن فروع الإدارة الأميركية وموظفيها تناولت ترشيحات الرئاسة في لبنان والشخصيات المطروحة بكثير من التأرجح وفي بعض الأحيان بشكل شخصي.
أكثر الشخصيات خلافية كانت شخصية الوزير السابق سليمان فرنجيه، فالشخصيات الأميركية التي تتعاطى في الشأن اللبناني لم تبدِ اعتراضاً واضحاً عليه مع أنه مدعوم من حزب الله وحركة أمل. وقال الأميركيون للمتصلين بهم، إنه لو تمّ انتخاب فرنجيه، فسيتعامل معه الأميركيون على أنه خيار اللبنانيين، وأن المطلوب هو تنفيذ برنامج الإصلاحات في لبنان بصرف النظر عن المرشح أن الرئيس المنتخب.
عاد الأميركيون أقلّه بعض الأميركييين لقول عكس ذلك لاحقاً، وقالوا إنهم لن يساعدوا الفرنسيين في حملتهم المؤيّدة للوزير السابق وقالوا إن الاسم لا يبدو على مستوى الطموحات المطلوبة.
جهاد أزعور
أزعور
موقف الأميركيين من ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لافت في إبهامه، فالأميركيون يريدون إصلاحات اقتصادية ومالية، وجهاد أزعور يعمل في صندوق النقد وهو مسؤول عن منطقة الشرق الأوسط، ويعرف ما يريده الأميركيون والعالم العربي والأسرة الدولية، ومع ذلك لم يبد الأميركيون أي تأييد لمواصفاته، ولم يتحدثوا عن صلاتهم به، وهو موجود في العاصمة الأميركية منذ سنوات.
كما أن الأميركيين لم يقولوا أنه على مستوى الطموحات المطلوبة عندما أعلنت كتل المعارضة اللبنانية سحب ترشيح النائب ميشال معوّض، بل اكتفى الأميركيون بالقول أن المطلوب هو انتخابات في أسرع وقت.
جوزيف عون
عون
من غرائب الإدارة الأميركية أيضاً موقف موظفيها من قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، ففي يوم يبدو أن المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية يستقبلونه وتعمل وزارة الخارجية والكونغرس الأميركي على إيصال مساعدات لعناصره لكي يستمروا في عملهم، ويضعون ثقة به وبقيادته، وفي يوم آخر يضع أحد الموظفين الأميركيين “فيتو” على الرجل لأنه “خلال المفاوضات مع إسرائيل دعم المطالبة بالخط 29 “.
هذا لا يجب أن يعني أن اعتراض موظف واحد ألزم الإدارة الأميركية بالفيتو، لكن الإدارة الأميركية، أبدت خلال الأشهر الماضية تأرجحاً يصل في اختلافاته إلى حدّ القول أن فيها أجنحة.
الموقف الرسمي
يبقى أن الإدارة على رغم اللهجة و”المواقف” التي يعبّر عنها سفير أو موظف في مجلس الأمن القومي، تبقى محكومة بالموقف الرسمي ويقوم أساساً على المحافظة على الاستقرار في لبنان، وأن يترافق هذا الاستقرار مع انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جديدة تعمل على الإصلاح، ومن ثم يأتي دور الأسرة الدولية.
لقد تبنّت الأدارة الأميركية الحالية هذا الجزء الذي يربط المساعدات بالاصلاحات من إدارة دونالد ترمب السابقة فيما أدخلت إدارة بايدن نظرية الاستقرار والتهدئة منذ العام 2021 وإدارة بايدن تستعين أيضاً بالتلويح بالعقوبات ضد اللبنانيين في محاولة إضافية لمتابعة دفع المسؤولين عن عملية الانتخاب إلى متابعة عملهم، لكنها لا تبدو ناشطة بالقدر الكافي لتكون “لاعباً قوياً”.
الجدير بالذكر ان خبر “واشنطن تريد انتخابات وليس لها مرشح رئاسي في لبنان” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.