نشرت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) تقريرا عن دراسة سُمّيت “صحة كوكب الأرض”، التي قالت إن العلماء قاموا بفحصها وتقييمها وأفادوا بأنها وصلت إلى مستوى مقلق من السوء.
ونقل مراسلا الصحيفة فيكتوريا بيسيت وإلين فرانسيس عن يوهان روكستروم مدير معهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثير المناخ والمؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت هذا الأسبوع؛ قوله إن البشرية قريبة جدا من تحول لا رجوع منه، قائلا إنها المرة الأولى التي يتم فيها تقديم حدود قابلة للقياس لتقييم صحة الكوكب، وليس فقط قياس استقرار النظم البيئية للأرض، ولكن أيضا تقييم رفاهية الإنسان والمساواة بين الناس.
انتهاك 7 من 8 عوامل
وأوضح تقرير الصحيفة أن التقييم في الدراسة، التي أنجزها فريق من كبار العلماء في المجال، شمل 8 عوامل أساسية ضرورية لحماية الحياة على الأرض وأن الأنشطة البشرية أدت إلى انتهاك 7 من هذه العوامل.
وذكر التقرير أن المجالات الثمانية التي تم قياسها هي: تغير المناخ، الهباء الجوي (تلوث الهواء)، سطح الماء، المياه الجوفية، سماد النيتروجين، سماد الفوسفور، سلامة النظم البيئية الطبيعية، والسلامة الوظيفية لجميع النظم البيئية.
وقيّمت الدراسة التي نُشرت في مجلة “نيتشر” (Nature)، كل منطقة مقابل عتبتين: الأولى ما إذا كانت المنطقة ستظل “آمنة”؛ أي ضمن المستويات المطلوبة حتى تتمكن أنظمة الأرض من دعم البشر والكائنات الحية الأخرى. والثانية ما إذا كانت المستويات يمكن أن تضمن العدالة بين الأنواع والأجيال الحالية والمستقبلية وبين البلدان والمجتمعات.
وبيّنت الدراسة الحدود “العادلة” على أنها حدود تقلل من “التعرض لضرر كبير” بما في ذلك “الخسائر الكبيرة في الأرواح وسبل العيش والدخل، وفقدان إمكانية الوصول إلى مساهمات الطبيعة للناس، وفقدان الأرض، والأمراض المزمنة، والإصابة، وسوء التغذية، والنزوح” للبلدان أو المجتمعات أو الأفراد.
وضع مقلق للغاية
وقال مدير معهد بوتسدام الألماني، إنه في جميع المجالات، كان الوضع “مقلقا للغاية”، موضحا أن آثار خرق هذه الحدود واضحة بالفعل.
وقال إن البشر يتعرضون لمزيد من الأحداث المتطرفة، والمزيد من الجفاف، والفيضانات، وانعدام الأمن الغذائي، وانهيار النظام البيئي، ثم فقدان الموارد السمكية وتدمير أنظمة الشعاب المرجانية، وسبل العيش لنحو 500 مليون شخص، مستشهدا بالفيضانات المدمرة في باكستان العام الماضي، كمثال على كون الناس خارج مناخ آمن وعادل.
وأضاف أن التقرير أوضح أن الأرض قد تجاوزت بالفعل كل من الحدود الآمنة والعادلة في معظم المناطق التي تم قياسها.
الهباء الجوي هو الأفضل بين جميع العوامل
وبالنسبة لتغير المناخ، تقول الدراسة إن الكوكب تجاوز الحدود العادلة، ولكن ليست الآمنة، مما يعني أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية قد تم اختراقه وأدى إلى الإضرار بحياة الإنسان، لكنه لم يؤد حتى الآن إلى اضطراب استقرار الكوكب.
وكان الهباء الجوي (تلوث الهواء) هو العامل الوحيد الذي لم يحدث فيه خرق للتدابير الآمنة أو العادلة.
وقال تقرير الصحيفة إنه رغم النتائج المقلقة، يحرص العلماء على التأكيد على أنه لم يفت الأوان على كوكب الأرض، ويأملون أن يحفز تقريرهم الحكومات والشركات على إجراء التغييرات المطلوبة.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.