بكين– بعد 15 عاما من التطوير، يمثل طراز “سي 919” (C919) من الطائرات الصينية الذي يضم 164 مقعدا، اختراقا لطموح بكين طويل الأمد، لتأسيس صناعة طائرات قادرة على تحدي اللاعبين الرئيسيين.
ومع إكمال الطائرة رحلتها التجارية الأولى من مطار شنغهاي هونغتشياو إلى مطار العاصمة بكين الدولي، أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ بالمشروع باعتباره انتصارا للابتكار الصيني، كما روجت وسائل الإعلام الحكومية للطائرة باعتبارها رمزا للبراعة الصناعية والفخر الوطني.
كيف بدأ مشروع “سي 919” الصيني؟
- 2006: أنشأ مجلس الدولة الصيني مجموعة قيادية خاصة رئيسية للطائرات الكبرى.
- 2007: الموافقة على التأسيس الرسمي لمشروع علمي وتكنولوجي كبير لتطوير الطائرات الكبرى.
- 2008: إنشاء شركة الطيران التجارية الصينية.
- 2009: إصدار الاسم الرمزي “كوماك919” (COMAC919) لأول نموذج لطائرة ركاب كبيرة.
- 2010: موافقة إدارة الطيران المدني الصينية رسميا على طلب شهادة النوع لطائرة الركاب الكبيرة.
- 2011 – 2016: اعتماد التصاميم وبدء عملية إنتاج أجزاء الطائرة واختبارها.
- 2017: نجاح الطائرة في القيام برحلتها الأولى في شنغهاي.
- 2018- 2020: بدء سلسلة من الرحلات التجريبية.
- 2021: شركة “إيسترن إيرلاينز” (Eastern Air Lines) الصينية وقعت رسميا عقد شراء 5 طائرات.
- 2022: إصدار إدارة الطيران المدني الصينية شهادة نوع، وتسليم أول طائرة للشركة المشغلة.
- 2023: أكملت طائرة الركاب الكبيرة “C919” بنجاح أول رحلة تجارية لها.
بماذا تتميز الطائرة الصينية؟
الطائرة من إنتاج شركة الطيران التجارية الصينية “كوماك” (COMAC) المدعومة من الدولة ومقرها مدينة شنغهاي، والتي تقول إنها أول طائرة ركاب رئيسية من النوع النفاث تم تطويرها بشكل مستقل وفقا لمعايير الطيران الدولي، ومع حقوق الملكية الفكرية المستقلة.
تتبنى الطائرة الكبيرة عددا من التقنيات المتقدمة الرائدة عالميا، وفق ما تقول الشركة المصنعة، بما في ذلك نظام إلكترونيات الطيران الرقمي، ومحرك الحد من الضوضاء منخفض الضغط.
وتحتوي الطائرة على ممر واحد وتتسع لـ158-164 مقعدا، وبحد أقصى 192 مقعدا، ويمكنها الطيران لمدى يتراوح بين 4075-5555 كيلومترا، وتتمتع بأداء اقتصادي جيد، ويبلغ طول جسم الطائرة 38.9 مترا، وطول جناحيها 35.8 مترا، وأقصى وزن للإقلاع 79.5 طنا.
وجاء على موقع الشركة الرسمي، أن انبعاث أكاسيد النيتروجين من الطائرة أقل بنسبة 50% من معيار منظمة الطيران المدني الدولي، وانبعاث ثاني أكسيد الكربون أقل بنسبة 12% من انبعاثات الطائرات في الخدمة الفعلية.
وحسب شركة “إيسترن إيرلاينز” الصينية، التي استلمت الطائرة وسيّرت رحلتها الأولى، فإن تكلفة الطائرة بلغت 653 مليون يوان صيني (99 مليون دولار أميركي).
كيف سيؤثر هذا الطراز على سوق الطيران؟
بحسب تقرير صادر عن شركة كوماك، فإن سوق الطيران الصيني سيضيف 9284 طائرة خلال العقدين المقبلين، وبحلول عام 2041، سيتجاوز الأسطول الوطني الصيني 10 آلاف طائرة، وهو ما يمثل 21.1% من أسطول طائرات الركاب العالمي.
وقال التقرير، إن سوق الطيران الصيني سيصبح أكبر سوق طيران منفرد في العالم، وسيوفر البحث والتطوير والإنتاج للطائرة الكبيرة فرصة تطوير ضخمة لصناعة الطيران في الصين.
ولطالما سعت بكين إلى تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية مع تدهور العلاقات مع الدول الغربية، ومع ذلك، تظل المكونات المتقدمة بما في ذلك المحركات النفاثة وإلكترونيات الطيران وأنظمة التحكم والاتصالات ومعدات الهبوط عرضة للقيود أو العقوبات الأجنبية.
وحتى في ظل وجود إمدادات آمنة، لا يزال أمام صناعة الطيران الصينية سنوات عديدة لتنضج في جميع المجالات، وحسب مراقبين، فإن الوقت مبكر للقول إن “سي 919” ستشكل تهديدا لشركتي “إيرباص” و”بوينغ” الرائدتين في هذه الصناعة، سواء داخل الصين أو في أي مكان آخر، نظرا لحداثة التجربة وعدم التأكد من الأداء والموثوقية.
في الوقت ذاته، أعلنت الشركة المصنعة، أن طلبات شراء الطائرة وصلت لـ1200 اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2023، حيث تخطط الشركة لرفع قدرتها الإنتاجية إلى 150 طائرة سنويا خلال السنوات الخمس المقبلة.
أين تتجه صناعة الطيران في الصين؟
سرّعت صناعة الطيران المدني الأعمال الأولية وبناء 100 مشروع كبير للبنية التحتية، وتم تشييد 8 مطارات حديثا، وحتى الآن، يوجد في الصين إجمالي 254 مطار نقل، و399 مطارا للأغراض العامة، و4165 طائرة نقل، و3177 طائرة للأغراض العامة، و282 مدرجا، و18 مليونا و6 آلاف متر مربع من مباني المطار، و7328 مقعدا للطائرات.
وبحسب الباحثة تشين تسي فانغ من معهد “تشونغيان بوهوا” (Zhongyan Puhua) للبحوث الصناعية، فإن صناعة النقل الجوي في الصين ستحافظ على متوسط معدل نمو سنوي بنحو 10%، وسيزداد عدد المطارات لكل مليون كيلومتر مربع بشكل كبير، وستزيد المؤشرات المختلفة، مثل كثافة الرحلات وحركة الركاب بسرعة، وستعزز الصين موقعها كسوق مهم للطيران في العالم.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.