متابعات ينبوع العرفة:
توصلت دراسة جديدة إلى أن البشر يمكن أن يكونوا ذكريات خاطئة عن الأحداث بعد ثوانٍ من وقوعها. تثبت الظاهرة، التي أطلق عليها الباحثون اسم “أوهام الذاكرة قصيرة المدى”، مدى سهولة وسرعة إعادة تخيل البشر للتجارب لتناسب تصوراتهم المسبقة، بدلاً من تسجيل ما يحدث بدقة، بحسب ما نشره موقع Live Science نقلًا عن دورية PLOS One.
عدم دقة الذاكرة قصيرة المدى
وكتب الباحثون، من جامعتي أمستردام الهولندية وساسكس البريطانية، في الدراسة: “يبدو أن الذاكرة قصيرة المدى لا تقدم دائمًا تمثيلًا دقيقًا لما تم إدراكه للتو. وإنما تتشكل الذاكرة من خلال ما توقعنا رؤيته، مباشرة من تشكيل أول أثر للذاكرة.”
لاختبار دقة الذكريات قصيرة المدى، استعان الباحثون بـ 534 متطوعًا للمشاركة في سلسلة من أربع تجارب، كل منها مصمم حول حفظ سلسلة من الحروف الأبجدية اللاتينية.
نموذج للاجتبارات التي تم عرضها على المشاركين في الدراسة
اختبار مدى الثقة
في كل جولة، عُرض على المشاركين مجموعة من الرسائل مرتبة في دائرة. ثم تختفي الأحرف ويظهر مربع في موضع معين في الدائرة، للإشارة إلى الحرف الذي يجب أن يتذكروه. كان على المشاركين أن يتذكروا كلا من هوية الرسالة والاتجاه الذي كانت تتجه إليه، حيث تم عكس وجهة البعض منها إلى اتجاه مختلف.
في بعض الأحيان، عُرض على المشاركين مجموعة ثانية من الرسائل غير ذات صلة قبل اختبار ذاكرتهم. بعد إعطاء الإجابة، طُلب منهم بعد ذلك تسجيل مدى ثقتهم، من منخفضة جدًا إلى عالية جدًا، التي خمنوها بشكل صحيح.
معدلات خطأ بنسبة 37%
عندما طُلب من المشاركين تذكر ما رأوه بعد نصف ثانية فقط، كان هناك أخطاء في أقل من 20٪ من الوقت، وارتفع معدل الخطأ إلى 30٪ عند سؤالهم بعد ثلاث ثوانٍ. عندما طُلب من المشاركين أن يتذكروا ما إذا كانت رسالة ما متجهة للأمام أو للخلف، فإن المشاركين الذين استجابوا بثقة عالية قلبوا الرسالة إلى وضعها المعتاد بنسبة 37٪ من الوقت، على الرغم من أنه تم تحذيرهم صراحةً من أن الأحرف المنعكسة ستظهر في الاختبارات ويجب عليهم تذكر ذلك، حتى لا يتم الإبلاغ عنها عن طريق الخطأ على أنها حقيقية.
أخطاء شائعة بثقة عالية
بعدئذ كرر الباحثون الاختبارات عبر ثلاث تجارب مماثلة مع مجموعة من 348 شخصًا غير مدرجين في التحليل الأصلي، والذين أظهروا نفس الميل لقلب الأحرف المعكوسة ذهنيًا. في جميع التجارب، كان هذا السلوك العقلي والميل إلى قلب الأحرف هو الخطأ الأكثر شيوعًا في الثقة العالية، مما يدل على أن دماغ الإنسان تسجل التجربة بناءً على مفاهيم محددة مسبقًا، وهي التي تمكنه من إنشاء تنبؤات أفضل حول العالم، مع تقليم الخصائص المميزة التي لا تتناسب مع تلك المفاهيم المسبقة.
أوهام الذاكرة
وكتب الباحثون في الدراسة قائلين “يبدو أن أوهام الذاكرة ناتجة عن معرفة العالم وليس التشابه البصري. وتُظهر النتائج أن المعرفة العالمية يمكن أن تشكل الذاكرة حتى عندما تكون الذكريات قد تشكلت للتو.”
تتمثل الخطوات التالية للباحثين في تصميم تجارب يمكن أن تُظهر تعديلات مماثلة للذاكرة قصيرة المدى في إعدادات العالم الحقيقي، وكذلك لأنواع أخرى من الذاكرة إلى جانب تلك المتعلقة بالمنبهات المرئية والمتعلقة باللغة.
الجدير بالذكر ان خبر “هكذا تشوه “أوهام الذاكرة قصيرة المدى” الذكريات البشرية” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.