أوردت صحيفة نيزافيسيمايا الروسية أن تحوّل فيتنام اليوم إلى إحدى النقاط الرئيسية للنشاط الدولي في آسيا يقلل من فرص روسيا في الحفاظ على مكانتها كشريك سياسي رئيسي لفيتنام في المستقبل.
وذكرت في تقرير لغريغوري تروفيمتشوك نائب رئيس مركز دراسة أنماط التنمية الإستراتيجية بموسكو، إن توسع نطاق التوترات الجيوسياسية يوضح تحوّل فيتنام إلى إحدى نقاط التداخل في العمليات الرئيسية التي تؤثر على مسار الأحداث في العالم.
وأوضح أن آسيا تشهد اليوم تحوّل فيتنام إلى نقطة تأثير جيوسياسي بعد نقل مصانع أشهر العلامات التجارية العالمية إلى أراضيها، وأن هذا الوضع لا يضر بمصالح روسيا فحسب، بل يثير حفيظتها ويضيق الخناق عليها فيما يتعلق بإمكانية مناوراتها في آسيا.
فيتنام بوابة آسيا
ونشرت الصحيفة تقريرها بمناسبة تنظيم موسكو قبل بضعة أيام “أسبوع فيتنام” الذي عقد تحت شعار “فيتنام بوابة آسيا”، والذي يعكس اهتمام موسكو ورغبتها في تحقيق التوازن الذي تحتاجه بين بكين وهانوي، إذ تعتبر موسكو كلا من بكين وهانوي شريكين إستراتيجيين لها.
وقال الكاتب إن موسكو لم تستغل الوضع القائم على مدار العقد الماضي للتوسط وتسوية النزاع الإقليمي في بحر جنوب الصين خشية إثارة غضب الصين، مع أن للنزاع تداعيات سلبية على مصالح الأعمال المشتركة مع فيتنام على الجرف القاري، وكان يمكن لتسوية النزاع حماية مصالح روسيا في المنطقة ومصالح فيتنام والصين، وهو عامل كفيل بضمان الأمن.
وأشار الكاتب إلى أن فيتنام ظلت تؤسس لعلاقات متينة مع مختلف الدول في جميع القارات، ويتجلى ذلك في الاجتماعات الرفيعة المستوى التي عقدتها مع ممثلي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتعزيزها الروابط مع كوبا.
العقوبات الأميركية
وفي “أسبوع فيتنام”، اتهم ممثلو بعض القطاعات الروسية، على وجه الخصوص قطاع الطيران، الجانب الفيتنامي بتشكيل أسطول الطيران المدني الخاص به بالكامل من قبل الولايات المتحدة، العامل الذي حال دون تنظيم رحلات إلى موسكو بسبب العقوبات.
وأضاف الكاتب أن مسألة إنشاء طريق نقل مباشر بين روسيا وفيتنام من أهم المواضيع التي طُرحت خلال أسبوع فيتنام بسبب العوائق التي تحول دون وصول البضائع في وقتها، والتي استجدت عقب العملية العسكرية الروسية.
ومن الناحية العملية وبسبب غياب حدود مباشرة تجمع بين الدولتين يعتبر تنفيذ هذه المسألة صعبا، لذلك يظل عبور البضائع عبر الصين ومنغوليا وكازاخستان أمرا لا غنى عنه.
ونقل التقرير عن خبراء أن وصول البضائع الفيتنامية التي تمر عبر الحدود الصينية إلى روسيا أصبح يتطلب وقتا طويلا، وذلك لأسباب لا علاقة لها بالشأن السياسي بل لأسباب تقنية بحتة.
ليس على حساب العلاقة مع الصين
وقال إنه حتى عام 2014، ظلت روسيا تقيم علاقات متينة متجاهلة الاتجاه الصيني، لكن وبعد هذا التاريخ، اضطرت إلى إعادة توجيه أنظارها صوب الشرق. وعلى عكس الصين، حافظت فيتنام على صورتها كصديق رئيسي لروسيا.
وأضاف أن واشنطن، هي الأخرى، تحاول مجاراة الوضع وكسب هانوي إلى صفها، وهو ما كشفت عنه الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن التي وضع خلالها حجر الأساس للسفارة الأميركية الجديدة في هانوي.
وفي ختام التقرير، شدّد تروفيمتشوك على ضرورة حفاظ روسيا على نفوذها في آسيا عن طريق التخلي عن إستراتيجيتها القديمة وتبني سياسة قائمة على الفعل لا القول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.