2/8/2023–|آخر تحديث: 2/8/202306:31 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
نجلاء بودن رمضان أستاذة جامعية حاصلة على درجة الدكتوراه في علم الجيولوجيا، وأول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في تاريخ تونس، من مواليد عام 1958. تولّت منصبها يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2021 في ظرف سياسي متوتّر بعد إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 يوليو/تموز 2021 تفعيل الفصل 80 من دستور تونس 2014 وحل الحكومة وتعليق العمل بمجلس النواب ثم حلّه نهائيا في خطوة لاحقة.
عرفت فترة توليها رئاسة الحكومة التونسية عديدا من الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، التي زادها تعقيدا إخفاق فريقها الحكومي في إبرام اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي وتراجع تصنيف تونس من طرف وكالات التصنيف الائتماني في يونيو/حزيران 2023 من “بي سالب” (-B) سنة 2021 إلى “سي سي سي سالب” (-CCC).
وأعلن الرئيس التونسي إنهاء مهامها في الأول أغسطس/آب 2023 بعد أقل من سنتين من توليها منصب رئاسة الحكومة التونسية، في فترة عرفت فيها السوق التونسية نقصا حادا في العديد من المواد الغذائية الأساسية لا سيما الخبز.
المولد والنشأة
ولدت نجلاء بودن رمضان يوم 29 يونيو/حزيران 1958 في حي “حومة الباي” بمحافظة القيروان وسط البلاد، من عائلة تونسية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة حرصت على تعليم أبنائها عقب استقلال البلاد في 1956.
والدها محمد بودن كان أستاذا للتاريخ بمعهد الصادقية بتونس العاصمة، ثم تولى إدارة المعهد العلوي، ووالدتها تنتمي لعائلة قوتة من الساحل التونسي.
لها شقيقان وشقيقتان، وهم سلمى بودن التي تعمل في مجال الصيدلة، وأسماء بودن المختصة في الطب النفسي للأطفال بمستشفى الرازي بتونس العاصمة، وشقيق يعمل في الطب البيطري وآخر في القطاع الفلاحي.
تزوّجت من طبيب العيون التونسي كمال رمضان وهي أمّ لطفلين.
الدراسة والتكوين
أنهت نجلاء بودن مرحلة التعليم الثانوي في المعهد العلوي بالعاصمة، ثم انتسبت إلى المدرسة الوطنية للمهندسين، وحصلت سنة 1983 على شهادة في الهندسة الجيولوجية.
تابعت دراستها في باريس، حيث نالت شهادة الدكتوراه من المدرسة الوطنية العليا للمناجم في الهندسة الجيولوجية عام 1987.
الوظائف والمسؤوليات
بعد عودتها من باريس وحصولها على درجة الدكتوراه في علم الجيولوجيا، عينت نجلاء بودن أستاذة جامعية في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس في مادة الجيولوجيا.
مثّلت سنة 2011 بداية التدرج في السلّم الوظيفي لنجلاء بودن، حيث وقع تعيينها في منصب مدير عام للجودة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتونس.
عام 2015 تمت ترقية نجلاء بودن لتعيّن بمنصب مكلّفة بمهمة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي شهاب بودن.
في سبتمبر/أيلول 2016، كلّفت برئاسة وحدة التصرّف حسب الأهداف لتنفيذ برنامج إصلاح التعليم العالي، الذي يهدف إلى رفع نسبة تشغيل حاملي الشهادات الجامعية.
يوم 29 سبتمبر/أيلول 2021، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد تكليفها بتكوين الحكومة الثالثة في عهده، وأدت القسم يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول رئيسة للحكومة.
وضع البلاد تحت رئاستها للحكومة
عرفت فترة رئاسة نجلاء بودن للحكومة التونسية عديدا من الأزمات والصعوبات التي طغت على الساحة السياسية، ومنها ما كان له ارتدادات على المستوى الدولي، وأثارت موجات من الانتقادات الحادة على غرار أزمة المهاجرين والتعاطي الحكومي معها.
كما تراجعت تونس 48 مركزا في مجال حرية الصحافة، حسب تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود” الصادر مايو/أيار 2023، لتحتل المرتبة 121 من جملة 180 دولة، بعد أن كانت في المرتبة 73 سنة 2021.
وانتقدت المنظمة الحقوقية الدولية “هيومن رايتس ووتش” إجراءات رئيس الجمهورية قيس سعيد في تقريرها السنوي 2023، والذي نشرته يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، وهي الإجراءات التي عملت حكومة نجلاء بودن على تنفيذها.
وحذرت الجمعية مما وصفته بالتراجع الكبير في الحريات و”تواصل الانتهاكات الحقوقية الجسيمة”، وأبرزت في تقريرها الذي يغطي أحداث سنة 2022 في 100 دولة، أن الانتهاكات في تونس شملت “القيود على حرية التعبير والعنف ضد النساء والقيود التعسفية” بموجب قانون حالة الطوارئ التونسي.
واعتبرت أن ما وصفته بـ”استحواذ” الرئيس قيس سعيّد على السلطة في يوليو/تموز 2021 “أضعف المؤسسات الحكومية المصمَّمة لتشكل ضوابط على السلطات الرئاسية وأعاق التحول الديمقراطي في البلاد”.
وفي عهدها أوقفت وسجنت شخصيات سياسية تونسية معارضة لحكومتها ولمسار الرئيس سعيّد، بسبب ما أعلنت عنه رواية السلطات التونسية من “شبهة الاعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة والتآمر على أمن الدولة الداخلي” وغيرها من التهم ذات العلاقة بالأمن.
تأثر الاقتصاد التونسي بمجموعة من التحديات، منها زيادة عجز الميزان التجاري وانعدام الوصول إلى التمويل الدولي، مما جعل تمويل الدين المحلي أمرا صعبا مع تواصل تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
وصول معدل التضخم في تونس إلى 10.4% في فبراير/شباط 2023، نظرا لارتفاع أسعار الطاقة والغذاء. بالإضافة للنقص الحاد في تزويد الأسواق التونسية بعديد من المواد الغذائية الأساسية، منها أزمة الخبز التي طفت على الساحة منذ يونيو/حزيران 2023.
الجوائز والتكريمات
منحها الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي وسامًا بمناسبة اليوم الوطني للعلم إلى جانب عدد من المديرين في وزارة التعليم العالي عام 2016.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.