على مشارف الـ36، يمكن لليونيل ميسي أن يضع حدا لمشواره راضيا بأن مسيرته المجيدة قد اكتملت، بعدما قاد منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر العام الماضي.
فقد ضمن أسطورة برشلونة إرثه كأفضل من مرّ في جيله، وربما يجلس الآن على منصة الأساطير التاريخيين إلى جانب الراحلين مواطنه دييغو أرماندو مارادونا والبرازيلي بيليه.
لكن يبدو أنه ليس مستعداً لترك اللعبة بعد، عقب انتهاء تجربة دامت عامين في باريس سان جيرمان الفرنسي. انعكس ذلك معضلة لميسي في عملية بحثه عن وجهته التالية.
كل الأندية تبقى مستعدة وبكل سرور لضمّ الفائز بالكرة الذهبية 7 مرات، حتى بنسخة متقدمة بالسنّ.
لكن التعاقد مع ميسي الذي بلغ راتبه السنوي في باريس 30 مليون يورو (32 مليون دولار) بعد الضرائب، يبقى باهظاً رغم ذلك، مما ترك للاعب نفسه عدداً محدوداً من الأندية القادرة على ضمّه.
لذا، فإن عودته الرومانسية إلى نادي الطفولة نيولز أولد بويز في مسقط رأسه بروزاريو، تأجلت.
Sí, Muchachos? pic.twitter.com/8E3f9hb9VU
— Inter Miami CF (@InterMiamiCF) July 15, 2023
أراد برشلونة استعادة ميسي، وكادت الخطوة تكون قصة عشق أيضاً. وفي مرحلة ما، بدا الانتقال إلى الشرق الأوسط أمراً لا مفرّ منه، لكن جاذبية الدوري الأميركي لكرة القدم (إم إل إس) أثبتت أنها لا تقاوم.
بالانتقال إلى الولايات المتحدة، ماثل ميسي ما فعله بيليه في منتصف الثلاثينيات من عمره، على غرار الهولندي يوهان كرويف أيضاً.
لكن الأسطورة سيلعب مع فريق مثقل بالهزائم، وآخرها هزيمته الثقيلة في الدوري الأميركي 3-صفر أمام سان لويس سيتي بعد 7 ساعات فقط من الإعلان الرسمي عن انضمام ميسي إلى الفريق، مساء أمس السبت.
وبهذه الخسارة يبقى إنتر ميامي متذيلا الترتيب في المجموعة الشرقية بالمركز 15، إذ لم يحقق أي فوز في آخر 11 مباراة خاضها في الدوري الأميركي.
Goals are fun.
Tim Parker scores on an assist from Aziel Jackson, doubling @stlCITYsc‘s lead. ? pic.twitter.com/6aowy9ijRk
— Major League Soccer (@MLS) July 16, 2023
أيقونة عالمية
كان الإنجليزي ديفيد بيكهام آخر اللاعبين الكبار الذين انتقلوا إلى الولايات المتحدة باعتباره أيقونة عالمية فعلية، عندما انضمّ في العام 2007 في الـ32 من عمره إلى لوس أنجلوس غالاكسي.
في ذلك الوقت، كان ميسّي يبرز على الساحة العالمية، بعدما شارك للمرة الأولى مع برشلونة بعمر الـ17 في العام 2004.
Messi at his 20s was a whole different gravy. pic.twitter.com/lqDH1ac2fn
— DAM ?️ (@Futbol_DAM) July 16, 2023
لعب الأرجنتيني مرتين ضد بيكهام في الكلاسيكو، وهي مباراة سجل فيها ثلاثية عندما كان مراهقاً في التعادل 3-3 في مارس/آذار 2007.
تغيّرت كرة القدم في السنوات التي تلت، بينما أثبت ميسي نفسه كواحد من أفضل اللاعبين على الإطلاق في هذه اللعبة.
وانتقل ميسي إلى باريس سان جيرمان المملوك قطرياً في العام 2021، بعدما تعرض لطعنة في برشلونة (المثقل بالأزمات المالية والفضائح) الذي لم يعد قادراً على تحمّل كلفة تجديد عقد “البرغوث”، إضافة إلى قواعد اللعب المالي النظيف في إسبانيا.
وهكذا، كان ميسي لاعباً في باريس سان جيرمان عندما رفع كأس العالم في الدوحة في ديسمبر/كانون الأول الماضي مرتدياً رداء “البشت” التقليدي.
لكن ميسي لم يسر على خطى غريمه القديم البرتغالي كريستيانو رونالدو في الانتقال إلى السعودية رغم الإغراءات المادية الضخمة.
ولا تزال البطولات المحليّة الرائدة في أوروبا، ودوري أبطال أوروبا، قمّة منافسات الأندية، وقد قيل إن ميسي يريد البقاء في القارّة على الأقل حتى كوبا أميركا 2026، عندما تدافع الأرجنتين عن لقبها.
وبدلاً من ذلك، ستكون المرحلة التالية من مسيرته، وربما الأخيرة، في البلد الذي يستضيف تلك البطولة، قبل مونديال 2026 المشترك مع كندا والمكسيك.
قد يكون تكريم دولي كبير آخر، هو الشيء الأخير الذي يحفّز الرجل الذي فاز بكل شيء على مدى عقدين من الزمن، من كأس العالم تحت 20 عاماً في العام 2005، إلى المونديال العام الماضي، عندما هزمت الأرجنتين فرنسا بركلات الترجيح في النهائي.
تساءل ميسي بعد تلك المباراة التي سجّل فيها هدفين قبل أن يهزّ الشباك في ركلات الترجيح: “ماذا يمكن أن يكون هناك أكثر بعد هذا؟”.
#Messi?
استقبال بطل العالم ❤️? pic.twitter.com/WZft8vnRmv— lolo?? (@lolokt20) July 13, 2023
أفضل لاعب في التاريخ
في تلك اللحظة، حاكى ميسي إنجاز مارادونا في العام 1986، لكن أحداً لا يقدر على مطابقة ما فعله ميسي في برشلونة.
سجّل 672 هدفًا في 778 مباراة مع النادي الكتالوني، وفاز بدوري أبطال أوروبا 4 مرات، والدوري الإسباني في 10 مناسبات.
أصبح الجناح الشاب المندفع والمعرّض للإصابة قليلاً، والذي احتاج إلى برشلونة لدفع تكاليف علاجه بهرمون النمو عندما كان مراهقاً، مهاجماً وهمياً مدمراً، ولاحقاً صانع الألعاب الأفضل في العالم.
بات اللاعب القصير القامة متخصّصاً بركلات حرّة قاتلة، حتى أنه أجهد عضلات رقبته ليسجل هدفاً كلاسيكياً برأسه في نهائي دوري أبطال أوروبا 2009 ضد مانشستر يونايتد الإنجليزي.
بحلول سنواته الأخيرة، أمضى فترات طويلة من اللعب وهو يتجوّل في أطراف الملعب ماشياً، قبل أن تنبض به الحياة.
قال عنه الإسباني بيب غوارديولا، مدرب برشلونة السابق ومانشستر سيتي الإنجليزي الحالي، في ديسمبر/كانون الأول الماضي: “لقد قلت مرات عدة، إنه الأفضل بالنسبة لي. لو لم يفز بكأس العالم، فإن رأيي حيال ما فعله من أجل كرة القدم العالمية لن يتغيّر”.
ليونيل ميسي بعمر (17) عام – مع المنتخب الأرجنتيني ??
– من صغره وهو أفضل من لمس الكرة تاريخيًا.
— Ahmedöv (@a5medv) July 16, 2023
وإذا ما كان ميسي في ذروته ساحراً، فإن العامين الماضيين على مستوى الأندية كانا محبطين.
فسجّل 32 هدفاً في 75 مباراة مع باريس سان جيرمان، وصنع عدداً لا يحصى من الأهداف لكيليان مبابي، وفاز بلقبين فرنسيين.
ورغم ذلك، لم يتمكن من رفع كأس دوري أبطال أوروبا مع الفريق المتوج بلقب الدوري الفرنسي.
لقد كان الشعور بأن عبقرياً بات في حالة انحدار، وإن كانت ذروته أعلى من أي شخص قبله.
قال مدرب باريس سان جيرمان السابق كريستوف غالتييه عنه: “كان لي شرف تدريب أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم”.
يخرب بيت مرونة ميسي وخفة جسمه والله خيالي pic.twitter.com/Zs4vMqJnFZ
— A! (@88bli) July 15, 2023
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.