متابعات ينبوع العرفة:
اشتدت الخلافات في الأيام الأخيرة بين إيران وحكومة طالبان في أفغانستان حول تقاسم الحصص المائية من نهر هلمند أو كما تطلق عليه إيران “هيرمند”.
وتعود جذور هذا الخلاف إلى عدة عقود وليس من المعروف ما إذا كان تراشق الاتهامات في الوقت الراهن سيعقد الوضع أم سيقربه من حل يرضي الجانبين.
فقد بدأ الخلاف بخصوص حصة إيران المائية واستمر بين طهران وكابل حتى عام 1972، عندما تم إبرام معاهدة بين البلدين، تقضي بموجبها على أفغانستان أن تمنح إيران 820 مليون متر مكعب من النهر كل عام ولكن لم تحصل إلا على مليوني متر مكعب فقط.
ومع ذلك، تقول إيران إن أفغانستان رفضت توفير حصة إيران المائية خلال السنوات الماضية، من خلال بناء سد كجكي وثم سد كمال خان، حيث غيرت مجرى نهر هلمند بطريقة لم تسمح فيه للمياه بدخول منطقة “غودزره” الأفغانية حتى في حالة الفيضان.
الماء مقابل النفط
واقترح الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني حينها إعطاء إيران الماء مقابل النفط، إلا أن تصريحاته قوبلت برد فعل مسؤولي حكومة الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، فأرسل وزير خارجيته، محمد جواد ظريف، مذكرتي احتجاج إلى أفغانستان بشأن حقوق إيران المائية في نهر هلمند.
إلى ذلك، مع سقوط كابل وصعود حركة طالبان إلى دفة الحكم، اتبع الحكام الجدد في هذا البلد نفس مسار أسلافهم ورفضوا تلبية مطالب إيران بشأن تقاسم مياه النهر معللين ذلك بنقص المياه في أفغانستان نفسها، إلا أن إيران تقول إن لديها صورا جوية لسد هلمند تظهر وفرة المصادر المائية فيه.
نهر هلمند (ا ب)
وهكذا بات عدم التوافق بين البلدين حول تقاسم حصص المياه، ينذر بخطر الاحتجاج في المناطق الإيرانية التي تعاني من الجفاف.
إيران تحذر
في حين حذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سلطات أفغانستان وحكامها لكي يمنحوا الناس في منطقة سيستان وبلوشستان حقوقهم على الفور، لكن قوبل الإنذار الذي وجهه برد فوري وغاضب.
وأكدت إيران قبل أنها ستعرف كيف تتصرف إذا ثبت أن حركة طالبان منعت حصة طهران في مياه نهر هلمند. ووفقا لتصريحات نقلتها وكالة “إرنا” عن القائم بأعمال السفارة الإيرانية في أفغانستان، حسن كاظمي، أكد أنه “لو ثبت وجود المياه في سد كجكي وطالبان تمتنع عن إعطاء إيران حصتها من مياه نهر هيرمند فعليها أن تتحمل المسؤولية وحينها تكون الحجة قد تمت وتعرف الحكومة الإيرانية كيف تتصرف”.
يذكر أن الحدود المشتركة بين إيران وأفغانستان تبدأ من “مضيق ذو الفقار” حيث المثلث الحدودي بين إيران وأفغانستان وتركمانستان في الشمال وتستمر الحدود حتى جبل “ملك سياه”، حيث المثلث الحدودي بين إيران وأفغانستان وباكستان في الجنوب بمسافة 945 كيلومترا.
نهر هلمند (ا ب)
وثمة أنهار حدودية مثل “هريرود” و”هلمند” و”فراه” وهناك أنهار أصغر مثل “هاروت” و”خاسبوش” و”خاش” و”بودائي” التي تنبع جميعها من الأراضي الأفغانية وتصب في بحيرتي “بوزك” و”صبري”، الواقعتين على الحدود المشتركة بين البلدين.
ويعد نهر هلمند المصدر الرئيسي لإمدادات المياه لسهل سيستان وهو في الواقع شريان حيوي لمحافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، التي تعاني من جفاف مزمن.
الجدير بالذكر ان خبر “مياه تشعل الصراع بين طهران وكابل.. تعرف إلى نهر هلمند” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.