قال موقع “نيوز ري” إن الاستخبارات الروسية تشتبه في أن السلطات الأوكرانية تعكف على صنع “قنبلة إشعاعية” خطيرة.
وأوضح أن تقريرا -أصدره جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية- يشير إلى أن كييف تحاول الحصول على ذخيرة من المتفجرات والمواد المشعة التي يؤدي انفجارها إلى تلوث إشعاعي يغطي مساحات شاسعة.
وقال هذا الموقع الروسي إن جهاز الاستخبارات ترى في نقل السلطات الأوكرانية مؤخرا كميات من الوقود المشع من محطة ريفني للطاقة النووية، التي تقع غرب البلاد وتحتوي على كمية كبيرة من المواد شديدة النشاط الإشعاعي، إلى محطة تشرنوبل، مؤشرا إلى عملها على تصنيع قنبلة مشعة.
ونقل تصريحا لرئيس جهاز الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين، قال فيه إن الوقود المشع سُلم إلى موقع منشأة التخزين المركزية للوقود النووي المستهلك في تشرنوبل في حاويتين خاصتين للشحن بناءً على قرار من هيئة التفتيش الحكومية للرقابة النووية في أوكرانيا.
وحذر ناريشكين من أن تداعيات تصنيع “قنبلة إشعاعية” ستكون وخيمة على الحياة والنظام البيئي في كامل أوروبا الشرقية، مشيرًا إلى أن الجانب الأوكراني لم يحط الوكالة الدولية للطاقة الذرية علمًا بتصرفاته، وهو ما نفته الوكالة لاحقًا.
ووفق تقرير الموقع، فقد نفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مزاعم الاستخبارات الروسية التي تفيد بأن الوكالة لم تكن على علم بقرار كييف إرسال شحنة من الوقود النووي المشع إلى محطة تشرنوبل النووية.
وأكدت الوكالة أنها تتبعت الشحنة منذ مغادرتها محطة ريفني للطاقة النووية إلى حين وصولها محطة تشرنوبل. ومع ذلك، مازالت روسيا تشتبه في عمل السلطات الأوكرانية على صنع “قنبلة إشعاعية” وفق تقرير الصحيفة.
هل تستطيع كييف صنع قنبلة مشعة؟
ونقل تقرير “نيوز ري” عن الخبير بمجال الطاقة النووية، أليكسي أنبيلوغوف، قوله “يصعب على أوكرانيا إنتاج قنبلة نووية بسبب افتقارها إلى مفاعل إنتاج جيد. تؤمن المفاعلات المتخصصة إنتاج البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة والضروري لصنع أبسط قنبلة نووية”.
وأضاف “أوكرانيا تمتلك مفاعلًا واحدًا من هذا النوع، للأبحاث في كييف، يعود لعام 1970. ومن حيث المبدأ، يمكن استخدام كميات صغيرة من اليورانيوم وتشعيعها هناك للحصول على البلوتونيوم الضروري لصنع الأسلحة”.
وأشار التقرير إلى أن صنع أصغر قنبلة ذرية يتطلب عشرات الكيلوغرامات من البلوتونيوم. ورأى أنبيلوغوف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتقد أن هذا المفاعل غير صالح للاستخدام، وأن أوكرانيا لم تعلن عن استخدامه.
ونقل “نيوز ري” عن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية قوله إن القنبلة النووية الإشعاعية يمكن تصنيعها من النفايات النووية عالية النشاط الإشعاعي، خلافا للرؤوس الحربية النووية.
وتمتلك أوكرانيا 4 محطات نووية كبرى في أجزاء عدة من البلاد تضم 15 مفاعلًا نوويًا نشطًا. ويحتل قطاع الطاقة الأوكراني المرتبة 12 عالميا من حيث السعة.
وبحسب تقرير الموقع فإن أوكرانيا تمتلك ما يكفي من المواد لصنع قنبلة إشعاعية في 3 من محطاتها للطاقة النووية التي ما زالت تعمل، وفي مواقع التخلص من النفايات المشعة في تشرنوبل.
وفي ختام تقريره، أبرز الموقع الروسي أن الخبراء يرون أن أوكرانيا لا تمتلك القدرة في الوقت الراهن على صنع قنبلة نووية كاملة، لكنها قادرة على صنع “قنبلة إشعاعية” محدودة التأثير وأقل خطورة من النووية التقليدية، قد لا يتجاوز مدى تأثيرها كيلومترا واحدا ولا يدوم تأثيرها الإشعاعي طويلا.
واتهمت روسيا -في أكتوبر/تشرين الأول 2022- أوكرانيا بالشروع في تنفيذ خطة لاستخدام “قنبلة قذرة” وهو اتهام رفضته كييف وحلفاؤها الغربيون، قائلين إنه مجرد ذريعة للتصعيد.
وقالت الخارجية الروسية حينها إن أوكرانيا بدأت بالفعل تنفيذ خطة لاستخدام “قنبلة قذرة” وطالبت كييف وحلفاءها الغربيين بالكف عن الخطوات التي قد تقود العالم إلى “كارثة نووية”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.