على اختلاف مضمون ومستوى مسلسلات رمضان 2023، اشتركت كثير من الأعمال هذا العام في احتواء حبكاتها على خطوط درامية أُسندت إلى وجوه جديدة من الأطفال والمراهقين، واللافت للانتباه أن غالبيتهم أجادوا تلك الأدوار، بما يبشر بنجوم جدد يُثرون الدراما والسينما خلال الأعوام المقبلة.
مسلسل “تحت الوصاية”.. الأفضل فنيا
عُرض مسلسل “تحت الوصاية” في النصف الثاني من رمضان، وهو العمل الذي توَّجه الجمهور على عرش الأفضل فنيا، ليس فقط بسبب الإخراج المميز للمخرج محمد شاكر خضير، واللوحات البصرية الملهمة وشديدة السحر والواقعية لمدير التصوير بيشوي روزفلت، بل لاكتمال عناصر العمل بين ديكور وأزياء وطاقم من النجوم مختار بعناية فائقة، ومستوى احترافي من التمثيل.
على رأس نجوم العمل يأتي الطفل عمر شريف، الذي يلعب دور ابن البطلة منى زكي، الطفل “ياسين” الذي يهرب مع والدته وشقيقته الصغيرة إلى دمياط، ورغم صغر سنه، فإنه يتحمل المسؤولية ويتعامل بنضج يفوق سنه، مُخفيا وجعه وطفولته المهدرة.
قدم عمر شريف عديدا من المشاهد الرئيسية بالعمل، مما أهله لأن يُكتب اسمه على شارة البدء ضمن الأبطال من دون تذييله بكلمة “الطفل”، علما أنه شارك من قبل بفيلم “بره المنهج” ومسلسل “البحث عن علا”.
والأغرب أن الطفلة الرضيعة التي لعبت دور شقيقته استطاعت التعبير هي الأخرى عن مشاعر مثل الخوف والحزن والهلع والسعادة رغم أن سنها خلال بدء التصوير لم يتجاوز العام ونصف العام، يُذكر أنها ليست طفلة واحدة بل هما توأمتان “فريدة وفرح” تتابعتا معا على تقديم المشاهد.
مسلسل “كامل العدد”.. الأكثر لطفا
مسلسل “كامل العدد” من ألطف المسلسلات التي عُرضت خلال النصف الأول من شهر رمضان وأكثرها قربا لقلب الجمهور، حتى أنه يُجرى التفاوض حاليا مع أبطاله على تقديم موسم ثان منه.
انتمى العمل لفئة “اللايت-كوميدي”، إذ تمحورت قصته حول طبيب أرمل أب لـ3 أبناء وشابة مطلقة أم لـ4 أبناء، يلتقيان ويقعان في الحب ويقرران الزواج، وتترتب على ذلك عديد من المواقف الطريفة والدرامية.
أحد أهم أسباب نجاح المسلسل هم الممثلون من الأطفال والمراهقين، الذين لعبوا أدوارا محورية لفتت الانتباه إليهم، ورغم عدم قصرها وكثرة تفاصيلها، فإنهم برعوا في تقديمها.
وشارك في العمل كل من حمزة دياب، جيسيكا حسام، التوأمان يوسف ويونس، سيليا محمد سعد، والممثلة المصرية الفرنسية المغربية لينا صوفيا بن حمان.
وأشاد النقاد بأداء كل من جيسيكا وحمزة، خاصة أن أدوارهم جاءت مركبة، وحملت عديدا من التطورات والنقلات الدرامية بالشخصيات التي قدموها كما يليق بمراهقين يزعجهم غياب الأب وزواج أمهم من رجل آخر يعجزون عن منحه فرصة حقيقية للتواصل.
مسلسل “الهرشة السابعة”.. الأكثر نضجا
من المسلسلات التي حققت نجاحا كبيرا أيضا خلال الموسم الرمضاني، مسلسل “الهرشة السابعة” الذي ظهر خلاله أكثر من وجه جديد من الصغار، أكثرهم تألقا ولفتا للانتباه الوجه الجديد رويا هاشمي وهي شابة في الـ16 من عمرها، مصرية من أصل أردني وتحمل الجنسية الأميركية.
“الهرشة السابعة” هو التجربة الدرامية الأولى لهاشمي بعد عدة مونولوجات ومسرحيات مرتجلة طوال 10 سنوات أشهرها مسرحية “فتاة بالزي المدرسي في حانة”، وفي المسلسل قدمت دور شابة أميركية مصرية تتعرف إلى والدها المصري الذي تخلى عنها، للمرة الأولى وهي عمرها 17 سنة، في حين تحاول التقرّب منه وتتصارع داخلها مجموعة من المشاعر المتناقضة.
أعمال أخرى
بعيدا عن مستوى الأداء وقدر الموهبة التي تمتع بها الصغار، ضمت بعض المسلسلات الأخرى وجوها شابة أو أطفالا كان لهم دور ليس بهيّن خلال الأحداث، منها الطفل منذر مهران الذي برع رمضان الماضي في دور الطفل سمير بمسلسل “جزيرة غمام” قبل أن يعود هذا العام مُشاركا بمسلسلين: “الكتيبة 101″ و”ضرب نار”.
كذلك أحب الجمهور ظهور الطفل آدم النحاس بمسلسل “جت سليمة”، بينما ظهرت كايلا رامي رضوان ابنة الفنانة دنيا سمير غانم لأول مرة كوجه جديد برفقة والدتها بالمسلسل نفسه وأشاد الجمهور بإطلالتها وموهبتها الفطرية والوراثية.
وبجانب الوجوه الجديدة من الممثلين المصريين، برع أطفال آخرون من لبنان مثل الطفلة تالينا بو رجيلي التي شاركت بالجزء الثاني من المسلسل اللبناني “للموت” برمضان الماضي، وعادت لتشارك هذا العام بالجزء الثالث.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.