“ملح وسمرة”.. دراما تعالج حساسية المجتمع الشرقي وإشادة بـ هدى حسين

متابعة بتجــرد: في إطار معالجة الدراما العربية للقضايا الاجتماعية، تصدر مسلسل “ملح وسمرة” الكويتي لائحة الأعمال التي لفتت اهتمام المُشاهد العربي أخيراً.

عرض “ملح وسمرة” من بطولة النجمة العراقية هدى حسين، نصاً درامياً عن عدة قضايا حساسة عربياً مثل التنمر، والتحرش بالأطفال، والعنصرية العرقية، والأمراض المنقولة جنسياً، وتأُثير الانفصال على نفسية الأطفال.

وتصدر العمل وأبطاله مواقع التواصل الاجتماعي حال عرضه، وسط تفاعل كبير من الجمهور. ورغم انتهاء عرضه على منصة “شاهد” وقناة “إم بي سي” السعودية منذ أيام، إلا أن المسلسل وأبطاله يستمرون بحصد الثناء من المتابعين.

واعتبر الناقد الفني المصري رحاب الدين الهواري، أن الدراما الخليجية، ظلت متحفظة لسنوات طويلة عند تناولها للقضايا الاجتماعية الحساسة، من صناع الدراما، و لدى المتلقي بشكل عام.

وقال الهواري: “نقلة نوعية حققها مسلسل ملح وسمرة أخيراً”، وأضاف” “تناول العمل قضايا اجتماعية خطيرة وحساسة بطريقة جريئة ومكثّفة”، جذبت الجمهور الخليجي والعربي على حد سواء”.

وقال الهواري: “أعاد ملح وسمرة تأكيد أن الفن رسالة هادفة، بإمكانها المساهمة في نهضة المجتمع ورفعته”.

ويرى الهواري “أن الدراما الخليجية ترددت دائماً في تقديم قضايا الاعتداءات الجنسية على الأطفال، والعنصرية، والتنمر، خاصة بذوي الإعاقة، وغيرها، تفادياً لرد فعل الجمهور الذي سيضعها في مرمى الاتهامات الجاهزة بتشويه سمعة المجتمع الخليجي”.

وبالإشارة إلى النص الذي قدم بديع الحوار  للمُشاهد العربي، يشير الهواري إلى أن “الحبكة المميزة التي قدمها المسلسل، يقف خلفها نص بديع للكاتب، الدكتور حمد الرومي، صاحب الباع الطويل في السينما والمسرح والدراما”.

ويستذكر الهواري مشاركات عدة للفنانة هدى حسين مع الدكتور حمد الرومي في مسلسلي إقبال يوم أقبلت، وكف ودفوف، ما جعل الجمهور ينتظر استئناف هذا التعاون،  فجاء ملح وسمرة إلى منطقة مختلفة تماماً وغير متوقعة.

أشاد الهواري بأداء هدى حسين “فنانة كبيرة لها تاريخ عظيم، مع مخرج يمتلك أدوات مُتحضرة، هو علي العلي، الذي استطاع تطويع أدواته الإخراجية للخروج بنجاح يُراهن عليه بكل حِرفية”.

وسلط العمل الضوء على “قصة التحرش الذي تعرضت له هند، رئيس قسم التمريض في مركز طبي، وكانت تعيش حياة هادئة وسعيدة، قبل أن تفاجئ المشاهد بحياتها التي انقلبت رأساً على عقب، وهي تستعيد تعرضها لتحرش جنسي، عندما  كانت طفلة.

وأضاف هواري “عالج المسلسل تفشّي العنصرية تحديداً ضد ذوي البشرة السوداء، في سياق كوميدي أحياناً، وتطرق إلى التنمر باعتباره ظاهرة بدأت تطفو على السطح، تاركة ندوباً وأثارا خطيرة في نفوس من تعرضوا لها”.

ويشير الهواري إلى أهمية “التطرق إلى قضية زواج الكويتية من أجنبي وما يتبعه من تأثير عليها وعلى أسرتها وأطفالها مستقبلاً بسبب غياب نص قانوني يمنح الكويتية الحق في إعطاء جنسيتها لزوجها الأجنبي وأبنائها منه”.

ولفت الهواري إلى “أهمية تقديم أعمال فنية بإمكانها أن تغير القانون”، وأضاف “طيلة سنوات، كنا نغض الطرف عن مناقشة القضايا الاجتماعية الحساسة”، فجاء ملح وسمرة حاملاً على عاتقه دوراً أساسياً في معالجة القضايا الاجتماعية وطرحها بشجاعة.