نشر موقع “إندبندنت” (The Independent) البريطاني مقالا عن إعادة الجامعة العربية نظام الرئيس السوري بشار الأسد لشغل مقعد سوريا بالجامعة وما تعنيه هذه العودة، قائلا إنها تعني فتح فصل جديد قاتم في عالم مظلم.
وأشار المقال الذي كتبه الباحث فارع المسلمي في “مركز تشاتام هاوس” البريطاني إلى أن الجامعة العربية رحبت بأذرع مفتوحة بعودة نظام الأسد ومشاركته في اجتماعاتها رغم مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين على يد هذا النظام.
وقال المسلمي إن الأنظمة الاستبدادية بعد أكثر من عقد من الربيع العربي أعادت في جميع أنحاء المنطقة تأكيد سيطرتها، وأرسلت رسالة واضحة مفادها أنه لن يحدث أي تغيير وستستمر الأنظمة السياسية القائمة مهما وقع.
تضامن الأنظمة الاستبدادية
وأضاف أن أكثر ما يلفت الانتباه الآن هو تضامن هذه الأنظمة واستعدادها لتنحية الخلافات السابقة جانبا لمصلحة سياسة “الواقعية”، مشيرا إلى أنها لم تعد ترى فائدة في الصراعات بالوكالة، وبدلا من ذلك فهي على استعداد لإعطاء الأولوية للتعاون مقابل جهود الإصلاح في المنطقة.
وأوضح أن لسان حال الأنظمة العربية يقول للنظام السوري حاليا: “حتى لو عارضناك من قبل، ما دمت تحافظ على السلطة في قبضتك فستحظى بالترحيب بك مرة أخرى في الحظيرة”، مضيفا “وتلاشت في لحظة سنوات من العزلة الدبلوماسية التي تعرض لها نظام الأسد”.
ورصد الكاتب بالتفصيل عودة الدكتاتورية إلى كل الدول العربية التي شهدت ثورات الربيع العربي، قائلا إن عواقب هذا الانبعاث الاستبدادي مدمرة لكل من شعوب المنطقة ومستقبل الديمقراطية. وأشار في الوقت نفسه إلى انزلاق السودان إلى تجدد أعمال العنف التي تهدد باندلاع حرب أهلية واسعة.
استمرار الأمل
وقال إن الأنظمة الاستبدادية العربية تأمل أن تكون شعوبها منهكة بسبب الصراع والقمع، ولا تمتلك الإرادة لإعطاء الأولوية لدعوات التغيير.
ومع ذلك، يقول المسلمي إن مستقبل المنطقة لا يزال في متناول يد من يؤمنون بالديمقراطية، لافتا الانتباه إلى أن الجيل المعاصر يعيش صحوة سياسية بعد أن شاهد عيانا هشاشة الأنظمة القمعية. وأوضح أن الواجب يقتضي أن تعيد قوى التغيير تجميع صفوفها، وأن تجد مناهج وأدوات جديدة للنضال المقبل.
ودعا الكاتب المجتمع الدولي إلى دعم جهود الإصلاح الديمقراطي السلمي، وعدم التضحية بها على مذبح النفعية السياسية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.