30/5/2023–|آخر تحديث: 30/5/202312:58 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
أعلنت قوات حفظ السلام الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي في كوسوفو تعزيز وجودها في 4 بلديات، شمالي البلاد، عقب صدامات بين الأقلية الصربية وقوات الأمن الكوسوفية.
ودعت قوات حفظ السلام المعروفة بـ “كفور” جميع الأطراف للامتناع عن الأعمال التي تؤجج التوتر أو تسبب التصعيد، مؤكدة أنها على استعداد لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان “بيئة آمنة بشكل محايد ونزيه”.
كما أضافت “كفور” حواجز جديدة في محيط مبنى بلدية زفيتشان مع استمرار توافد المحتجين الصرب إلى المكان، وحثت بلغراد وبريشتينا على الانخراط في الحوار الذي يقوده الاتحاد الأوروبي، للحد من التوترات.
وأكدت هذه القوة الدولية أنها تسعى إلى منع مزيد من التدهور في الموقف في كوسوفا بعد الاشتباكات التي شهدتها المنطقة أمس.
? Dhunë, gaz, tension: Zhvillimet në veri në dy minuta
Fillimisht gaz lotsjellës e më pas dhunë. Kështu është karakterizuar e hëna e 29 majit në tri komunat në veri të Kosovës, me shumicë serbe: Zveçan, Zubin Potok dhe Leposaviq.
?https://t.co/xqZrgCQlBg pic.twitter.com/32oy8du67F
— Radio Evropa e Lirë (@evropaelire) May 29, 2023
وقال إلير بيتشي رئيس بلدية زفيتشان المنتخب أخيرا (من الأقلية الألبانية بالبلدة) إنه سيتوجه إلى مكتبه اليوم لعقد عدد من الاجتماعات، مؤكدا أنه على اتصال مع قوات “كفور” وشرطة كوسوفو.
ويستمر المحتجون الصرب في التظاهر أمام مباني 3 بلديات شمال كوسوفو لليوم الثالث رفضا لتنصيب رؤساء بلديات جدد من الأقلية الألبانية في تلك البلديات بعد انتخابات قاطعتها الأقليةُ الصربية، ولم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 4%.
وكانت شرطة كوسوفو قالت أمس الاثنين إن اشتباكات دارت بين الشرطة ومواطنين من القومية الصربية، حاولوا السيطرة على مبنى بلدية “زفيتشان” شمالي البلاد.
كما شهدت هذه البلدة مواجهات بين الأقلية الصربية وقوات حفظ السلام التي يقودها حلف الناتو في محيط مبنى البلدية.
عشرات الإصابات بقوة “كفور”
وقد أصيب أكثر من 30 عنصرا في قوة حفظ السلام في كوسوفو، أمس خلال تلك المواجهات.
وقالت القوة المتعددة الجنسيات إنها تعرضت لهجمات “غير مبررة” بعدما اشتبك متظاهرون مع الشرطة وحاولوا أن يشقوا طريقهم إلى مبنى حكومي في بلدة زفيتشان الشمالية.
ومن جانبه، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إنّ 52 صربيا أصيبوا، ثلاثة منهم بجروح خطرة، بينما أصيب أحدهم “بعيارين ناريين أطلقتهما قوات خاصة من (إثنية) ألبانية”.
أما وزير الدفاع المجري فقد أشار في تعليق على فيسبوك إلى أن “أكثر من 20 جنديا مجريا” بين المصابين، سبعة منهم بحال خطرة، ولكن وضعهم مستقر.
ومن ناحيته قال وزير الخارجية الإيطالي إن 3 جنود إيطاليين أصيبوا بجروح خطرة، في حين عبّرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مساء الاثنين عن “تنديدها الشديد” داعية “كل الأطراف إلى أخذ خطوة إلى الوراء وخفض التوترات”.
وفي باريس، قالت الخارجية الفرنسية إنها تدين بأشد العبارات أعمال العنف هذه، داعية كلا من بلغراد وبريشتينا إلى “العودة إلى طاولة المفاوضات” بهدف التوصل إلى تسوية.
وأضافت الوزارة الفرنسية في بيان “لا يمكننا أن نتساهل مع تعرض الاستقرار الإقليمي للخطر في مثل سياق دولي حرج كهذا. هذه مسألة تتعلّق بأمن أوروبا”.
مواجهات متكررة
وتشهد كوسوفو (الإقليم الصربي السابق الذي أعلن استقلاله عام 2008) مواجهات متكررة بالشمال، حيث تشجع بلغراد الصرب على تحدي سلطات البلاد التي تسعى لفرض سيادتها على المنطقة بأكملها.
ويعيش نحو 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، أغلبيتهم الساحقة من الألبان.
ويسعى المحتجون لمنع رؤساء بلديات ألبان منتخبين من تولي مناصبهم في بلدات ذات أغلبية صربية شمال كوسوفو.
وتولى رؤساء البلديات مناصبهم بعد الفوز بانتخابات محلية نُظمت الشهر الماضي في 4 بلديات معظم سكانها من الصرب الذين قاطعوا هذه الانتخابات إلى حد كبير، ولم يشارك بالاقتراع سوى 1500 ناخب من أصل 45 ألفا مسجلين.
ويطالب المحتجون أيضا بانسحاب قوات الأمن الخاصة المنتشرة في المنطقة منذ عدة أيام.
وقاطع الصرب -الذين غادر ممثلوهم السياسيون الإدارات المحلية شمال كوسوفو في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في سياق مواجهة بين بلغراد وبريشتينا- الانتخابات البلدية التي نظمتها حكومة كوسوفو في أبريل/نيسان لإنهاء الفراغ المؤسسي.
يشار إلى أن الرئيس الصربي أمر جيش بلاده يوم الجمعة الماضي بأن يكون في حالة تأهب و”بالتحرك” نحو الحدود مع كوسوفو.
وفي وقت سابق، أعلنت قوة “كفور” أنها زادت عدد أفرادها في مقاطعات شمال كوسوفو، بعد التطورات الأخيرة بالمنطقة.
وطالبت “كفور” كل الأطراف بالابتعاد عن أي أفعال قد تزيد التوتر وتؤدي إلى التصعيد، مؤكدة استعدادها لاتخاذ أي إجراءات ضرورية لحفظ السلم والاستقرار بكل حياد.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.