نقلنا لكم – بتجــرد: اختارت كاتبة السيناريو مريم نصير، ثيمة مركبة ثرية وهي “قسوة الثراء” لتعزف عليها إيقاعات نصها التلفزيوني الكويتي الجديد “قفص مخملي”، الذي يُعرض هذه الأيام على قناة “mbc” ومنصة شاهد ويلقى كثيراً من الاهتمام والمتابعة.
ونشير هنا إلى أن النسبة الأكبر من أعمال السيناريست مريم نصير، كانت من بطولة وإنتاج الفنانة هيا عبدالسلام، وكذلك فإن النسبة الأكبر من أعمال “هيا” خلال السنوات الـ5 الأخيرة، من توقيع مريم نصير التى تذهب بعمق في كتابتها وتحلل الذات الإنسانية وخلجاتها ونبضها والعواصف التى تتحرك داخلها.
وفي “قفص مخملي”، تقول “نصير” الكثير عبر حكاية ذلك القفص الذي يجمع تلك الأسرة حيث سطوة المال وربما عنفة المتوثب الدفين في الذات الإنسانية، والذى سرعان ما يتوهج في ممارسات وفعل عنيف قاس يمثل أحد وجوه المال وسطوته وجبروته.
المحور الدرامي المفصلي يتحرك حول شخصية “شاهة” التي تجسدها هيا عبدالسلام، وتعيش هذه السيدة في حياة ثرية ومترفه، وبالرغم من طبيعة حياتها الثرية، إلا أن الشخصية تتسم بعدة صفات سلبية، حيث تعامل أفراد اسرتها بشكلٍ قاس حاد عنيف متفجر في كل لحظة.
خلف تلك الشخصية والعلاقات التى تحيط بها كم من الخطوط الدرامية التى تعمل عليها الكاتبة مريم نصير باحترافية وعمق وحساسية عالية للتحليل تارة، والتفسير تارة أخرى، والغموض تارات متعددة، وكأنها تصيغ معطيات ذلك العمل الذى يظل متماسكاً بشخوصه وأحداثه ونجومه، بحضور كوكبة من الأسماء، أبرزها هيا عبدالسلام، والتي يشاركها في البطولة كل من مرام البلوشي، وبدر الشعيبي، وميثم بدر، ورهف العنزي، وغرور صفر، بالإضافة إلى فؤاد علي.
يظل العمل يتحرك ما بين الماضي والحاضر، حيث استدعاء الكثير من الإشارات والدلالات نراها ونلمسها عبرها، تخفي القسوة الضاربة والتى ظلت تمثل جانب أساسي من وجه “شاهة”، ورغم ثراءها واستقرارها والسعادة التى راحت تحيط بها إلا أنه ثمة سر دفين في الذات الإنسانية يعكس نبضاً قاسياً وممارسات عدوانية اتجاه شقيقتها “مراحب” والتى تورطها بالزواج من “عبداللطيف” إلى كم آخر من الحكايات التى كلما أمعنا النظر بها وجدنا قسوتها وحدتها وعنفها الضارب.
ونرحل مع كمية من الأحداث التى تبدأ في الحلقة الأولى مع مشهد زواج “مراحب” من “عبداللطيف” الذي يحب بدوره “أروى” في تداخل في الأحداث يأخذنا إلى كم آخر من الحكايات المكتوبة بعناية وعمق وثراء لكل شخصية وكل ثيمة، ومن بينها التنمر الذى يواجهه “براك” من زملاءه في المدرسة لتطور الصراع إلى مساحات أكبر من العنف النفسي والجسدي.
كم من الحكايات التى تمثل كل منها مسار درامي ولكنها في الحقيقة هي مسارات تغذي الشخصية المحورية التى تبطن عكس ما تظهر حيث إشارات العنف التي تتوزع على الجميع وبدرجات متفاوتة، أبرزها حينما تتذكر “شاهة” دهسها لشخص بسيارتها واعتراف “سالم” بدلاً منها بالجريمة ودخوله السجن، لنكون أمام أبواب مفتوحة على مصراعيها في تداخلات درامية كل منها يأخذنا إلى إدراك قسوة المال وهيمنة الثراء والغموض في شخصية “شاهة”.
دراما تلفزيونية ممتعة عميقة متسارعة مصنوعة باحترافية، وبالذات على صعيد كتابة مريم نصير، وإخراج علي بدر ، وأداء متناغم بين فريق العمل تحديداً هيا عبدالسلام التى تذوب في الشخصية وتحولها إلى حالة معاشة تنتقل بين الساخن والبارد والعكس بسرعة وغموض، وهكذا الفنانين بدر الشعيبي، ورهف العنزي التى نضجت كثيراً .
ولا بد من التوقف طويلاً أمام الموسيقى التصويرية الرائعة التى صاغ معطياتها وحلولها الفنان سائد الهشيم، ومدير التصوير المتميز محمد فوزي الذى قدم الكثير من الحلول البصرية الرائعة، ويبقى أن نقول: مسلسل “قفص مخملي”.. النص حينما يكون حاضراً وعميقاً.
ناقد فني
والجدير بالذكر أن خبر مسلسل “قفص مخملي”.. النص حينما يكون حاضراً وعميقاً تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق التحرير في ” إشراق 24″ وأن الخبر منشور سابقًا على فنيات والمصدر الأصلي هو المعني بصحة الخبر من عدمه وللمزيد من أخبارنا على مدار الساعة تابعونا على حساباتنا الاجتماعية في مواقع التواصل.
نشكر لكم اهتمامكم وقراءتكم لخبر مسلسل “قفص مخملي”.. النص حينما يكون حاضراً وعميقاً تابعوا اشراق العالم 24 على قوقل نيوز للمزيد من الأخبار
الجدير بالذكر ان خبر “مسلسل “قفص مخملي”.. النص حينما يكون حاضراً وعميقاً” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق ينبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني وتم حفظ كافة حقوقه
المصدر
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.