يواجه مسجد ناجياينغ في مقاطعة يونان الواقعة جنوبي الصين خطر الهدم، بسبب ما تقول السلطات إنه حكم قضائي صدر عام 2020 بعدم قانونية أعمال توسعة أجريت فيه.
ويقع المسجد في مقاطعة يونان ذات الأغلبية المسلمة، والتي -بطبيعة الحال- تغلب عليها المظاهر الإسلامية، ومنها المساجد، وقد بني في القرن الـ13 الميلادي، وأصبح الآن يعد مركز عبادة وتعليم لأقلية هوي المسلمة في الإقليم.
ويفرض الحزب الشيوعي الصيني الحاكم قيودا على مظاهر التدين أيا كانت، وتصاعدت هذه القيود في الفترة الأخيرة، حيث استحدث زعيم البلاد شي جين بينغ مفهوم “تصيين الدين” بجعل الولاء لسياسة الدولة فقط.
وأجريت توسعة المسجد على مر السنين، وفي عام 2019 تم تصنيف المبنى الأصلي ضمن التراث الثقافي المحمي، لكنه بات مهددا بالهدم بسبب حكم قضائي يعود إلى عام 2020 تحت دعوى عدم قانونية أعمال التوسعة.
وسعيا لمنع هدم المسجد تجمع مئات المسلمين الصينيين أمام المسجد متظاهرين لمنع هدمه، وتحولت المظاهرات إلى اشتباكات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين، وعلى إثرها قامت الشرطة باعتقال العشرات.
ورصد برنامج “شبكات” (2023/5/30) جانبا من تعليقات مغردين على الأمر، ومن ذلك ما كتبه محمد الخالدي “الصين والهند تماديا في غيهما وفي طائفيتهما وعنصريتهما، والمؤسف أن الحكومات العربية والإسلامية لا تعترض حتى ولو شفويا، فالمصالح الاقتصادية لها الأولوية!”.
محو ثقافي
كما كتبت شريا بهارتي “بعد محو المساجد من تركستان الشرقية ينتقل تركيز الحزب الشيوعي الصيني إلى مقاطعة يونان، المحو الثقافي قائم في الصين”.
أما سعيد عيد فيحكي تجربته مع المسجد عبر تغريدة كتب فيها “مش مجرد مسجد، ده مركز لتعليم أصول الدين، مسجد يتسع لـ3 آلاف مصلٍ مسجد تاريخي، صلاة الجمعة تشعر أنك في الحرم المكي من كمية الجنسيات المختلفة اللي بتصلي جنبك، أنا جربت الشعور ده، وأقسم بالله شعور عظيم بالفخر”.
في المقابل، يقول تيم “لا يمكن أن يكون الدين فوق القانون، فقد بني هذا المسجد على أرض لا تخص المسلمين، وهذا أمر غير قانوني ويجب هدمه، وفي الصين المسلمون مسيطرون جدا وغالبا ما يتنمرون على شعب الهان”.
وفي حادثة مشابهة عام 2018 نفذ الآلاف من مسلمي الهوي في نينغشيا شمال غربي البلاد اعتصاما استمر 3 أيام لمنع السلطات من هدم مسجد حديث البناء، وانتهى الأمر بتراجع الحكومة المحلية حينها عن هدم المسجد، لكنها استعاضت في ما بعد عن قباب المسجد ومآذنه بأبراج صينية تقليدية.
وتعد قومية هوي في مقاطعة يونان واحدة من آخر القوميات التي تواجه التضييق الحكومي، نظرا لكونها في منطقة بعيدة، وتتميز المنطقة بالتنوع العرقي والثقافي، كما أن أبناء هذه القومية مرنون سياسيا ولا يحاولون معارضة سياسات الحزب الحاكم.
ويبلغ تعداد أبناء قومية هوي نحو 9 ملايين نسمة، ويرجع تاريخها في منطقة نينغشيا إلى أواخر عهد أسرة تانغ الملكية الصينية في القرن السابع الميلادي.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.