يقول مقال في موقع “ذا هيل” (The Hill) الأميركي إن الديمقراطيين يشعرون بقلق بالغ من أن مرشح رئاسي من حزب ثالث تدعمه “مجموعة بلا تسميات” قد يكلف الرئيس الأميركي جو بايدن الانتخابات الرئاسية لعام 2024 مما يمنح الفوز للمرشح الجمهوري، الذي ربما يكون الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأضاف كاتب المقال الباحث ميريل ماثيوز من معهد “ابتكار السياسات” في دالاس، ولاية تكساس، أن الديمقراطيين محقون في قلقهم، لكن على الجمهوريين أن يقلقوا أيضا، مشيرا إلى أن مرشحي الطرف الثالث شائعون إلى حد ما في الانتخابات الرئاسية الأميركية وانتخابات الولايات، إلا أنه من النادر ما يكون لهم تأثير كبير على النتيجة.
ولكن في 4 انتخابات رئاسية على الأقل منذ عام 1900، اجتذب مرشح من حزب ثالث عددا كافيا من الأصوات لتغيير النتيجة، وتأثر الديمقراطيون باثنين من هذه الخسائر، وكذلك تأثر الجمهوريون باثنين.
من قصص تلك الانتخابات الأربعة
كان الرئيس الأميركي الأسبق تيدي روزفلت نائب الرئيس الجمهوري وليام ماكينلي، الذي اغتيل في 1901 خلال فترة رئاسته الثانية، قد أصبح رئيسا خلفا لماكينلي، ثم فاز بسهولة بإعادة انتخابه عام 1904. لكنه وعد بعدم الترشح لولاية ثالثة عام 1908. ونتيجة لذلك، أصبح وليام هوارد تافت مرشحا للحزب الجمهوري وفاز في انتخابات 1908.
ووضع الحزب الجمهوري تافت لإعادة انتخابه عام 1912، لكن تيدي روزفلت لم يكن راضيا لأن الجمهوريين لم يدعموا سياساته التقدمية، لذلك ترشح روزفلت على بطاقة طرف ثالث، وهو الحزب التقدمي، الذي أسسه آنذاك. وقد كان أداؤه جيدا، ولكن ليس جيدا بما يكفي. وحصل تافت على 23.2% من الأصوات الشعبية بينما حصل روزفلت على 27.4%، مما أدى إلى تقسيم أصوات الجمهوريين. وهكذا، فاز المرشح الديمقراطي، وودرو ويلسون، بنسبة 41.8% وأغلبية ساحقة بلغت 435 صوتا في الهيئة الانتخابية.
بيل كلينتون في 1992
وفي عام 1992 هز رجل الأعمال الثري روس بيرو الانتخابات الرئاسية، مثلما فعل دونالد ترامب عام 2016. وفي الواقع، كانت أوجه التشابه بين بيرو وترامب مذهلة؛ فكلاهما من أصحاب المليارات العصاميين، ولم يتم انتخابهما من قبل لأي منصب. وهما شعبويان، حيث قاما بحملات غير تقليدية كان لها صدى لدى جزء كبير من الناخبين غير الراضين. وكان كلاهما ينتقد الحزبين السياسيَين الرئيسيين، ومع ذلك اجتذب كلاهما ناخبين متقاطعين.
وقد يكون الاختلاف الكبير هو أن بيرو تجنب الأحزاب، بينما ترشح ترامب بوصفه جمهوريا حديث العهد.
وفاز بيل كلينتون في انتخابات 1992 بنسبة 43% فقط من الأصوات الشعبية. وحصل جورج بوش الأب الرئيس القائم آنذاك على 37.4%، بينما حصل بيرو على 18.9%. ويعتقد العديد من الخبراء أن بيرو هو السبب في إعادة انتخاب بوش.
آل غور وبوش الابن
عام 2000 فتحت رئاسة كلينتون الباب لـ”آل غور” نائب الرئيس للترشح للبيت الأبيض عام 2000، وكان خصمه الجمهوري هو حاكم ولاية تكساس جورج دبليو بوش. لقد كانت انتخابات متقاربة للغاية، وكانت ولاية فلوريدا تلعب دورا حاسما. وبعد عدة عمليات إعادة فرز للأصوات والتحديات القانونية، ومناقشات لا حصر لها، فاز بوش بالولاية بفارق 537 صوتا فقط.
ولإكمال قصة تلك الانتخابات، كان “رالف نادر” مرشح حزب الخضر قد حصل على 97 ألفا و488 صوتا في فلوريدا. وبالنظر إلى تقارب أهداف الديمقراطيين والخضر، فمن المحتمل جدا أن يصوت معظم من صوت لنادر لصالح آل غور، مما يمنح الأخير الفوز بفلوريدا والفوز برئاسة أميركا.
هيلاري كلينتون وترامب
وفي 2016 فاز ترامب بولاية بنسلفانيا بأغلبية 47 ألفا و292 صوتا، وميشيغان بـ10 آلاف و704 أصوات، وويسكونسن بـ22 ألفا و748 صوتا؛ وهي أقل هوامش ممكنة. وحصل مرشح الحزب التحرري، حاكم ولاية نيو مكسيكو السابق غاري جونسون، على ما بين 2.5% و3.6% من الأصوات في تلك الولايات. لكن من المستحيل معرفة كيف كان هؤلاء الناخبون سيصوتون لو لم يكن جونسون على ورقة الاقتراع.
وقال الكاتب إن الأمر المؤكد هو أن أصوات ناخبي حزب الخضر بزعامة “جيل شتاين” كانت ستذهب لصالح هيلاري كلينتون. وكانت شتاين قد حصلت على عدد أكبر من الأصوات في كل من تلك الولايات الثلاث الرئيسية مقارنة بهامش ترامب. لذلك يمكن القول إنه لو لم تكن شتاين مرشحة، لهزمت كلينتون ترامب.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.