مسقط – أصبحت محافظة مسقط العُمانية تضم أول مدينة ذكية في البلاد، بمساحة إجمالية بلغت 14 مليون متر مربع، وتتكون من 20 ألف وحدة سكنية، ومسطحات خضراء بمساحة 2.9 مليون متر مربع، بالإضافة إلى خدمات تكاملية متنوعة.
المشروع الذي دشّنه مؤخرا سلطان عُمان هيثم بن طارق، يعد نموذجا للمدن المستقبلية في السلطنة، كما تشكل المدينة وجهة جاذبة ومعززة للاستثمار، ونقلة نوعية في التصميم الحضري والتخطيط العمراني، بما يتوافق مع رؤية “عُمان 2040”.
المرونة في التخطيط
وسيكون للمشروع، الذي يحمل اسم مدينة السلطان هيثم، الأثر في “تحقيق متطلبات النمو الاقتصادي والاجتماعي والحفاظ على الموروث الثقافي للأجيال القادمة”، وفق تعبير المهندس المعماري حمد بن ناصر الهنائي، معتبرا أن المدينة الذكية التي تسع 100 ألف نسمة “تمثل نموذجا فريدا لمستقبل المدن العُمانية، إذ تحتوي على عناصر جاذبة للعيش والإقامة والاستخدام، وهي خطوة مهمة في تحقيق الإستراتيجية العمرانية في البلاد”.
وتتميز المدينة بسمات عدة، لعل أبرزها شبكة من الطرق تتيح تعدد خيارات الوصول من مكان إلى آخر من خلال توافر خيارات المسارات، سواء للمركبات أو المشاة، فضلاً عن التنوّع في الاستخدامات وفي الكتل العمرانية، وهذه خاصية أساسية في المدن المحبوبة لمستخدميها، بحسب حديث الهنائي للجزيرة نت.
ويشير المهندس الهنائي إلى أن مدينة السلطان هيثم الجديدة تتمتع أيضا بخاصيتي المرونة وحسن التخطيط، إذ إن الكثير من الفراغات والمباني يمكن استخدامها لأغراض مختلفة، بحيث تؤمّن لمستخدميها خيارات عدة من الاستخدامات.
شخصية وثراء المكان
كما تتميز المدينة بخاصية ثراء المكان من حيث المظهر، إذ إن تصميمها هو الأكثر تفصيلا وثراء بأدق التفاصيل من خلال اختيار المواد المتنوعة والمناسبة والمرتبطة بالبيئة المحلية، إضافة إلى تعدد المكوّنات التي تعطي انتماء إلى المكان والبيئة العمانية أو العربية، فضلاً عن تنوع استخدام التقنيات الإنشائية، وفق الهنائي.
ويوضح أن مدينة السلطان هيثم تتّسم بخاصية الهوية أو شخصية المكان، فمراحل تصميمها وُجّهت لتحقيق الصفات التي تدعم تكوين شخصية مميزة، فهي مدينة ذكية تحمل الحلول والابتكارات التكنولوجية في تصميم البنى الأساسية والتحتية واستخدامها وتشغيلها، بما يلبي التطلعات المستقبلية في بناء المدن.
5 عناصر جذب للقيمة الاقتصادية
ويلفت المهندس الهنائي إلى وجود 5 عناصر في مدينة السلطان هيثم، التي تقع في ولاية السيب بمحافظة مسقط، تشكّل في مجملها عناصر جذب للقيمة الاقتصادية للمكان، وهي:
- 1- المسارات: وتتمثل في الشوارع والممرات وخطوط العبور والقنوات والجسور، وأبرزها البوليفارد بطول 3 كيلومترات.
- 2- الحواف (city edges): وهي الحدود بين قسمين أو أكثر في المدينة، إذ يأتي الوادي الذي يقسم المدينة إلى شطرين وهو الأكثر ظهورا ومن أهم عناصرها، وقد حاز اهتمام المصممين كونه عنصرا بيئيا تتميز به طبيعة مسقط وجغرافيتها، وقد صُممت حديقة واسعة على جانبيه.
- 3- الحارات أو المناطق: وهي من العناصر المهيمنة، وهو العنصر الذي شكل الكتلة المعمارية للمدينة.
- 4- المفاصل: وهي عبارة عن نقاط التقاء المواقع الإستراتيجية في المدينة، أو البؤر المكثفة التي يوجد فيها الإنسان بكثرة، وتمثل لحظات التحوّل من كتلة معمارية حضرية إلى أخرى.
- 5- المعالم (landmarks): الذي يمثل مرجع نقاط الاستدلال، التي ستُشاهد من زوايا عدة، فالجامع والجامعة والحديقة المركزية والبوليفار هي أمثلة ستتميز بها مدينة السلطان هيثم باحترافية واضحة في التصميم.
مدينة تكاملية ومُلهمة
ويرى الرئيس التنفيذي لـ”بيت بيان للاستثمار” فهد بن محمد الخليلي أن مدينة السلطان هيثم تُعد مدينة تكاملية ومتجانسة من حيث الخدمات التي تقدمها، مما يضفي أثرا كبيرا على مختلف القطاعات في سلطنة عُمان.
ويشير الخليلي إلى أن لمدينة السلطان هيثم تأثيرا مباشرا على القطاع العقاري من حيث التنظيم والشمولية، إذ ستكون ركيزة أساسية ومُلهمة للمطوّرين العقاريين في المشاريع المستقبلية في البلاد، بما تحويه من تنظيم تكاملي للخدمات.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.