مبادرات أهلية ونوعية لدعم نازحي الخرطوم.. هكذا يتضامن السودانيون لمواجهة مآسي الحرب | البرامج


رغم المعاناة التي يواجهها أهل السودان بسبب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، يظهر تكافل السودانيين وتضامنهم مع بعضهم في هذه الأوقات الصعبة، عبر مبادرات تهدف إلى مساعدة الفارين في المناطق والقرى التي يمرون عبرها في رحلة النزوح.

ومنذ الساعات الأولى للاشتباكات منتصف الشهر الجاري، سعى مواطنون سودانيون ومقيمون لمغادرة الخرطوم برا، حاملين معهم أغلى ما يملكون، هربا من الاقتتال، وتصاحبهم في رحلتهم تلك حالة قلق وخوف على أنفسهم مما قد يواجهونه أثناء سفرهم ومما هم مقبلون عليه.

إلا أن حالة من الاطمئنان تقاطعت مع هذا القلق، بعد أن تلقاهم أهل قرى ومدن صادفوها في رحلتهم بترحاب وتقديم مساعدات مختلفة، حيث لا يكادون يتجاوزن إحدى مجموعات هؤلاء المتطوعين حتى تقابلهم مجموعة أخرى؛ مما هوّن عليهم شيئا من قسوة رحلة النزوح.

ورصد برنامج “شبكات” (2023/4/26) شهادات لبعض من خرجوا من الخرطوم يسجلون فيه جانبا من تلك المشاهدات، حيث يقول أحدهم “فوجئنا بمجموعات توقفنا وتقدم لنا الماء البارد وكميات كبيرة من التمر إضافة إلى الفاكهة”. كما رصد البرنامج تقديم نشطاء مبادرات نوعية لمواجهة آثار الحرب وتداعياتها.

وأبدى مؤسس مبادرة “مودة ورحمة” لجمع المساعدات محمد عز إعجابه بمنظر شباب القرى على الطريق السريع وهم واقفون في نصف الشارع، حيث يوقفون الحافلات المسافرة والسيارات ويقدمون لمن عليها الماء البارد، ويتكرر هذا المشهد بعد كل 5 كيلومترات، متناسين أنهم شركاء مع النازحين في الخطر والاستهداف، فقراهم معرضة لأن تكون على خط النار.

ولم تتوقف المبادرات على تقديم الماء والفاكهة، حيث عرض عدد من النشطاء تقديم خدماته الاختصاصية للمساعدة في مواجهة الحرب وآثارها، ومن ذلك ما كتبته هيفاء (وهي اختصاصية تحاليل طبية) “أنا مستعدة للعمل من دون مقابل لمدة سنة في أي مستشفى، وأعمل في ترميم ما أفسدته الحرب”.

كما كتب مجتبى أحمد (وهو مهندس مدني) “سأسخر كل خبراتي العلمية والعملية في الإشراف على أي أعمال إعادة تعمير لخسائر الحرب من دون أجر سواء للقطاع الخاص أو العام”.

وغرد محمد حمزة “نحن شباب من بورتسودان عاملين مبادرة لاستقبال المعتمرين إللي ما يقدرو يسافروا مباشر لولاياتهم، وجهزنا ليهم أماكن تسكين، وأضفنا ليهم ناس الخرطوم اللي عايزين يجو بورتسودان”.

في حين أظهر مقطع فيديو الفاشِر (غربي السودان) أهالي المدينة وهم يضعون متاريس في شوارع وأحياء المدينة لحماية أنفسهم من أي هجمات للعصابات المسلحة أو قطاع طرق.

إعجاب وتقدير

وتابعت حلقة البرنامج تفاعل السودانيين مع تلك المبادرات، إذ رأى حيان أنها تعبر عن “كرم وتعامل وشهامة شعب السودان الحقيقي”. مضيفا “والله حاجة تدمع لها العين لمن تشوفهم وتشوف جشع واستغلال أزمات الناس من أصحاب المواصلات والتجار بطريقة حقيرة”.

كذلك يرى يونس القاضي أن الأزمة أظهرت معادن الناس. كما غرد صالح “والله دا أكتر شعب ما بيستاهل البحصل ليو دا (الذي يحصل له)، يتم إمداد المياه، البلح والفول السوداني مجانا على المسافرين وهم عابرين على بعض المدن والقرى بالطرق السفرية خارج الخرطوم”.

كما علق أمين بتغريدة كتب فيها “جود وجمايل أهل الشمالية، ناس دنقلا وحلفا وغيرهم دي حتكون فوق رؤوسنا ليوم الدين! الواحد اليوم كلو خجلان من حسن المعشر والكرم دا، الناس دي اتحدت الحكومة وفتحت البيوت والمدارس وغيره لإيواء الناس”.

وفي السياق، يعرف تطبيق “سلامات سودان” بالخدمات الأساسية في مختلف الولايات السودانية، مثل أماكن الأطباء، ووجود الدواء، ومحطات الوقود التي تعمل، ووسائل التنقل، وغيرها من الخدمات الأساسية والضرورية في حالات الحرب.

إلا أن جميع هذه المبادرات فردية، وهو الأمر الذي لن يغطي الاحتياجات والآثار الواسعة للحرب، حيث حذرت الأمم المتحدة من نقص الغذاء والماء والأدوية، وارتفاع أسعار المواد الأساسية ووسائل النقل، واحتياج ملايين السودانيين إلى المساعدة العاجلة.


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post رون ديسانتيس يوقع مشروع قانون لمكافحة جرائم الكراهية أثناء وجوده في إسرائيل
Next post لم نلمس رغبة حقيقية من طرفي النزاع بوقف النار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading