على غير ما كان يأمل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي اختتمت قمة حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) دون أن تنال بلاده عضوية الحلف، لكن أوكرانيا كانت الموضوع الرئيسي خلال القمة رغم ذلك.
فما الذي حصلت عليه أوكرانيا من قمة الحلف؟ وما أسباب الإحباط والاستياء الذي طبع تصريحات زيلينسكي في بدايتها؟
يبرز تقرير نشره موقع “فوكس” (Vox) الأميركي بعنوان “ما حصلت عليه أوكرانيا وما لم تحصل عليه في قمة الناتو” أن كييف كانت تسعى قبل انعقاد القمة إلى الحصول على توقيت زمني واضح لانضمامها إلى الحلف بدلا من وعد مبهم من الحلف بالحصول على عضويته يوما ما.
وقد كان توجه كييف هذا مدعوما من قبل بعض أعضاء الناتو، بما في ذلك بعض دول أوروبا الشرقية، لكن دولا أخرى -من بينها الولايات المتحدة وألمانيا- كانت حذرة من تقديم أي التزامات ملموسة بضم أوكرانيا وهي في خضم حرب مجهولة المآلات، لأن ذلك قد يتسبب في جر الناتو إلى صراع مباشر مع روسيا.
وقد فاز هذا النهج الحذر في نهاية المطاف، حيث نص البيان الختامي للقمة على أن الحلفاء اتفقوا على أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو ممكن عندما يتم استيفاء الشروط اللازمة لذلك، دون أن يوضح تلك الشروط أو يحددها بالضبط، وإن كان مسؤولون غربيون أشاروا إلى أنها تشمل إصلاحات سياسية وقانونية، علاوة على توقف الحرب مع روسيا.
وبما أن أعضاء الناتو لم يوافقوا على ضم أوكرانيا إلى الحلف فما المكتسبات التي خرجت بها كييف من قمة الناتو؟
إلغاء خطة العضوية
خلال القمة ألغى الحلف خطة عمل عضوية أوكرانيا -وهي سلسلة من المعايير الرسمية التي يتعين على الدول التي تريد الانضمام للناتو اتباعها- اعترافا منه بأن أوكرانيا أحرزت تقدما في الأهداف العسكرية والسياسية المشروطة للانضمام إليه.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي أول أمس الثلاثاء إن التخلي عن خطة العمل تلك سيغير مسار عضوية أوكرانيا، إذ ستصبح عملية تتطلب خطوة واحدة بدلا من خطوتين.
تشكيل “مجلس الناتو- أوكرانيا”
والمكسب الثاني الذي خرجت به كييف من قمة الناتو يتمثل في تشكيل الحلف “مجلس الناتو- أوكرانيا” الذي يمنح كييف مقعدا على طاولة تضم جميع أعضاء الناتو وشركائه.
وفي تعليق له بهذا الشأن، قال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحفي إنها خطوة قوية بالنسبة لأوكرانيا ومسار واضح نحو عضويتها في الناتو.
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لا يرى الأمور كما يراها ستولتنبرغ، فقد تحدث بلهجة حادة في بداية القمة عكست مستوى كبيرا من الإحباط، وقال إن عدم تحديد إطار زمني لمنح أوكرانيا عضوية الناتو أمر “غير مسبوق وسخيف”.
وأضاف زيلينسكي “يبدو أنه لا توجد استعداد لدعوة أوكرانيا إلى الناتو ولا لجعلها عضوة في الحلف”.
ويبرز تقرير “فوكس” أن زيلينسكي لم يكن مخطئا بشأن الاعتراف بأن الحلف ليس لديه استعداد لدعوة أوكرانيا للانضمام إليه.
مزيد من الدعم
والمكسب الثالث الذي خرجت به أوكرانيا من قمة الناتو -وفق تقرير فوكس- يتمثل في حصول كييف على مزيد من التعهدات بمنحها مزيدا من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى التي تعهدت فرنسا بتزويدها بها، وهي خطوة مهمة لكييف، حيث ترفض الولايات المتحدة حتى الآن تزويدها بصواريخ “إيه تي إيه سي إم إس” (ATACMS) بعيدة المدى على الرغم من أن إدارة بايدن وافقت الأسبوع الماضي على تزويد كييف بقنابل عنقودية لاستخدامها في هجومها المضاد ضد القوات الروسية.
كما تعهدت مجموعة الدول السبع (الولايات المتحدة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان) خلال اجتماعها على هامش قمة الناتو بالتزامات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا.
ومن المرجح أن تشمل تلك الالتزامات التي ستخضع لمزيد من التفاوض مساعدات عسكرية واقتصادية لأوكرانيا.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.