يقولون في المثل الشعبي “حبيبك يأكل لك الزلط (الحصى) وعدوك يتمنى لك الغلط”، أي أن من يحبك يحتمل منك ما لا يطاق، في حين أن عدوك يتمنى لك الخطأ دائما.
لكن ماذا لو لم يعد هناك أناس يحتملون منك “الزلط” ووجدت نفسك بلا أحباء أو أصدقاء نتيجة سلوكياتك التي تدفع الجميع بعيدا عنك.
بعض السلوكيات السامة الشائعة قد تستنزف كل من حولك وتجعل من الصعب عليهم تقبلها -خصوصا مع تكرارها- فيبتعدون في النهاية بلا رجعة، ويأتي على رأس هذه السلوكيات الشكوى المستمرة والنقد اللاذع لكل من حولك واتهام أصدقائك باستبعادك ونشر الطاقة السلبية وعدم الالتزام بمواعيدك وغيرها.
وفي ما يلي بعض أشهر هذه السلوكيات:
الغضب
وفقا لموقع “سيكولوجي توداي” (Psychology Today)، فإن التعبير المستمر عن الغضب أمام الآخرين يشعرهم بالحرج ويجعلهم غير مطمئنين لوجودهم من حولك، لأنك قد تقلب الموقف رأسا على عقب في ثوان معدودة، كذلك فإن الغضب على الأشخاص أنفسهم يؤدي إلى نتائج يصعب إصلاحها.
الاستعجال
لا يستطيع الأشخاص الذين يعيشون في حالة ملحة من الاستعجال أن يستمتعوا بالحاضر، حيث ينصب تركيزهم على المستقبل ولا يمكنهم أن يكونوا حاضرين بشكل كامل في ما يجري في الوقت الحالي، وهذا مجهد لمن حولهم.
الإحباط
الإحباط يسلب فرحة أي شيء جيد أو بهيج، ولا يمكن لأحد أن يوجد حول شخص غير متسامح مع كل صغيرة وكبيرة، خصوصا إن كان يتفاعل بسرعة وبشكل سلبي عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي كان يتوقعها، ويضطر الآخرون إلى تهدئته في كثير من الأحيان.
أنت مركز الكون
من الصعب جدا تقبّل شخص يرى نفسه محور الكون فلا يتحدث سوى عن ذاته ويسرق نصيب الأسد من كل تفاعل ولقاء، وهو كذلك لا يهتم بسؤال الآخرين عن رأيهم ولا أحوالهم ولا يشاركهم أحزانهم ولا يتابع قضاياهم.
التأخير المزمن
السبب الأكثر شيوعا للتأخير المزمن هو أنه لا يمكن لهؤلاء الأشخاص التخلي بسهولة عما يفعلونه ولا يخططون لوقت كاف للانتقال من مكان إلى آخر، وهذا ما يثير جنون الآخرين ممن يضطرون لانتظارهم مرارا وتكرارا، وهذا سيؤدي في النهاية إلى إثارة المشاكل وتجنب لقائهم.
الغيرة
القليل من الغيرة مفيد للتحفيز، لكن الكثير منها سيئ لكل من حولك، وفي حين أن الشعور الطبيعي بالغيرة يمكن أن يدفع الناس إلى أن يصبحوا أفضل فإن الشعور المستمر بها هو سبب دفع الناس بعيدا، لذا حوّل غيرتك إلى وقود لتتطور كشخص وليس لإزعاج من حولك.
تتصرف كأنك ضحية دائما
الاعتقاد بأنك ضحية وأنك عاجز عن السيطرة على حياتك هو سلوك سام يبعد الآخرين عنك، لذا توقف عن الشكوى ولا تعش دور الضحية وستجد أنك أقوى مما تدرك، ما عليك سوى قبول الواقع والرضا به والتعامل وفقا له.
الهوس بالأفكار السلبية
من الصعب للغاية أن توجد بشكل دائم حول أشخاص يرفضون التخلي عن السلبية، فهم يجترون ويتحدثون باستمرار عن الأشياء الفظيعة التي يمكن أن تحدث وتلك التي حدثت بالفعل والازدراء الذي عانوا منه وظلم الحياة لهم، هؤلاء الأشخاص يرفضون رؤية الجانب الإيجابي من الحياة وعليهم أن يتغيروا حقا إن أرادوا حياة اجتماعية صحية من حولهم.
إصدار أحكام سطحية على الآخرين
وفقا لمدونة “مارك آند أنغل” (Marc And Angel)، فإنه لا يجب الحكم دائما على الشخص من خلال ما يظهره لك، فما رأيته في كثير من الأحيان هو فقط ما اختار هذا الشخص أن يظهره لك، وقد يكون ذلك بسبب معاناته وتأكد أن آخر شيء يحتاجه الآن هو السخرية منه.
القسوة وعدم التعاطف
أحد أكثر السلوكيات السامة هو القسوة وعدم الشعور بالرحمة تجاه الآخرين، وهذا ينبع من الافتقار التام إلى التعاطف أو القلق على الآخرين، وبالطبع فإن القسوة والطعن بالظهر والنميمة وإيذاء الآخرين لأي سبب أمر منفر.
عدم قبول النقد
عدم قبول الانتقادات بجميع أشكالها حتى البناءة منها يمكن أن يجعل الناس عن غير قصد يشعرون كأنهم مضطرون إلى السير على قشر البيض من حولك.
وعموما، يعتمد نجاح العلاقات على مهارات الاتصال ورغبتك في قبول كلا النوعين من العلاقات الإيجابية وردود الفعل السلبية، عليك تقبّل نسبة من النقد البناء ولا تهاجم من يحاول نصيحتك، وفكّر في إجراء التغييرات التي تجد أنها ستضيف إلى شخصيتك.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.