متابعات ينبوع العرفة:
اتجه الإتحاد السوفيتي في العقود الماضية، لتجنيد الحيوانات وتدريبها بهدف القيام بمهمات خاصة لخدمة مصالحه، ففي خضم الحرب العالمية الثانية، لم يتردد السوفييت في الاستعانة بالكلاب لمهاجمة الدبابات الألمانية.
وبتلك الفترة، تلقت الكلاب تدريباً يقضي بتزويدها بأحزمة ناسفة، تفجر عن بعد، تزامناً مع تعويدها على البحث عن طعامها تحت الدبابات.
وعقب تجويعها لفترات طويلة، يقوم السوفييت بإطلاق هذه الكلاب تجاه الدبابات الألمانية قبل تفجيرها عن بعد.
في خضم الحرب الباردة، لم يتردد السوفييت في الاعتماد على الحيتان والدلافين لحماية مصالحهم والتجسس على الدول الأخرى حيث جنّدت هذه الحيوانات ودربت على دخول مياه الدول المعادية لتصوير ونقل معلومات عن تحركات قواتها البحرية.
برنامج الحياة البحرية السوفيتي
وفي أوائل ستينيات القرن الماضي، اتجهت البحرية الأميركية لتدريب الثدييات البحرية لاستعادة الأجسام الموجودة تحت الماء وتحديد السباحين المتسللين.
وقد اتجه الأميركيون حينها للاعتماد على الحيتان والدلافين بفضل قدرتها العالية على تحديد الأشياء تحت الماء اعتمادا على الصدى والمستوى العالي من الذكاء الذي تمتعت به هذه الحيوانات.
فضلا عن ذلك، مثلت الدلافين أداة هامة لتحديد الألغام البحرية وسحب السباحين المتسللين نحو السطح عن طريق محاصرتهم وإجبارهم على الصعود نحو الأعلى.
صورة لأحد الرجال الضفادع التابعين للبحرية البريطانية
وبحسب العديد من المصادر، اعتمدت البحرية الأميركية سابقاً على الدلافين وأسود البحر لحماية سفنها بخليج كام رانه (Cam Ranh Bay) بفيتنام وتحديد مواقع الألغام البحرية بعدد من البحار حول العالم.
أما خلال منتصف ستينيات القرن الماضي، أطلق السوفييت برنامج الحياة البحرية الخاص بهم بالبحر الأسود بسيفاستوبول (Sevastopol) عند شبه جزيرة القرم.
ووجه هذا البرنامج، الذي اعتمد على الثدييات البحرية، لأغراض عسكرية كانت أبرزها المهام التجسسية ضد مواقع حلف الناتو بالمنطقة. وعام 1984، افتتح السوفييت مركزا ثانيا بالمحيط المتجمد الشمالي ضمن ما عرف بمعهد الأحياء البحرية بمورمنسك (Murmansk).
الدلافين السوفيتية المدربة
إلى ذلك، اتجه السوفييت لتجنيد وتدريب الثدييات البحرية خوفا من عمليات التخريب التي قد تقودها فرق الكوماندوز التابعة لحلف الناتو ضد أهداف سوفيتية بكل من البحر الأسود والبلطيق.
وبتلك الفترة، تمتع الناتو بتفوق هام على السوفييت في مجال عمليات الكوماندوز البحرية بفضل خبرة الإيطاليين الذين استخدموا بالحرب العالمية الثانية الرجال الضفادع لشن عمليات خاصة ضد سفن الحلفاء وإعطاب العديد منها.
صورة لغواصة أميركية
وبحسب تقارير للمخابرات المركزية الأميركية عام 1976، واجه برنامج السوفييت لتجنيد وتدريب الثدييات البحرية العديد من المصاعب بسنواته الأولى حيث نفق عدد هام من الدلافين حينها بسبب النظام الغذائي الغير ملائم ونقص الرعاية الطبية وعدم قدرة بعض الدلافين على التكييف مع تغييرات المناخ بالمناطق التي وضعوا بها.
وأملاً في الحصول على دلافين ملائمة للعمل العسكري، اتجه السوفييت لاحقا للحصول على خدمات عمال السيرك والملاهي المائية لتدريب الدلافين وحيتان البلوغة المعروفة لدى البعض بالحيتان البيضاء أو الدلافين البيضاء.
واستخدمت هذه الثدييات المدربة حينها بشكل مكثف في عمليات استرداد الأجسام العالقة بأعماق البحر والاستطلاع كما تم الاعتماد عليها أيضاً في مهام تحديد مواقع الغواصات التابعة لحلف الناتو.
برنامج جديد لتدريب الدلافين
لكن مع سقوط الإتحاد السوفيتي مطلع التسعينيات، حصلت أوكرانيا على مركز تدريب الثدييات البحرية الواقع بالقرم عقب ضم المنطقة لأوكرانيا. وخلال العام 2001، لم يتردد المسؤول الروسي على البرنامج بوريس زوريد (Boris Zhurid) في بيع عدد من الدلافين المدربة لإيران.
وعام 2016، أصدرت الحكومة الروسية مناقصة لشراء 5 دلافين مدربة لأغراض عسكرية من حوض التدريب Utrish Dolphinarium مقابل مبلغ يعادل 26 ألف دولار.
صورة لغواصة سوفيتية
واشترطت الحكومة الروسية حينها حصولها على دلافين خالية من العيوب، 3 ذكور وأنثيين، لإتمام هذه الصفقة. ومنذ تلك الفترة، سلطت السلطات الروسية الضوء على برنامج جديد لتدريب دلافين قادرة على شن هجمات قاتلة ضد غواصي العدو.
في المقابل، رفضت السلطات الأميركية هذا البرنامج وتحدثت عن رفضها لفكرة تدريب دلافين وحيتان قاتلة.
الجدير بالذكر ان خبر “لماذا جنّد الإتحاد السوفيتي الدلافين بالقرن الماضي؟” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.