وفي الوقت الذي باتت فيه السيارات الكهربائية خياراً أكثر جاذبية للمستهلكين، من المتوقع أن يزداد حجم هذه السوق بأكثر من 4 أضعاف، ليبلغ نحو 1.4 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2027، وفقاً لما ذكرته شركة ستاتيستا للأبحاث.
تحوّل في تصنيع السيارات
هذا التحول الذي تشهده السوق، يحتم على صانعي السيارات في العالم، الانتقال من مرحلة تصنيع السيارات التقليدية إلى مرحلة تصنيع السيارات الكهربائية، وهو ما فعلته الشركات الصينية والأميركية وحتى الأوروبية، في حين سجلت اليابان التي تعتبر “إمبراطورية” في صناعة السيارات خطوات خجولة في تبني الانتقال إلى عالم السيارات الكهربائية.
وتعد اليابان عبر شركاتها المختلفة، ثالث أكبر بائع للسيارات التقليدية في العالم بعد الصين وأميركا، في حين أنها تمتلك وجوداً ثانوياً في صناعة السيارات الكهربائية، وهذا ما تؤكده الأرقام التي تظهر تمثل البلاد في المرتبة العاشرة، في قائمة أكثر 15 شركة مبيعاً للسيارات الكهربائية في 2022، بحسب visual capitalist، حيث استطاعت تحقيق هذه المرتبة عن طريق تحالف شركات رينو نيسان ميتسوبيشي، ما يعني أن المرتبة العاشرة التي حققتها اليابان جاءت عن طريق التحالف مع فرنسا وليست منفردة.
ثبات للصين وأميركا وأوروبا
وفي هذا الوقت تمكنت الصين وأميركا وأوروبا، من المحافظة على مواقعها المتقدمة في صناعة السيارات، محققة الانتقال السلس إلى عالم السيارات الكهربائية، وهو ما طرح تساؤلات حول الأسباب، التي منعت “إمبراطورية” صناعة السيارات في العالم، من مواكبة التغيير الحاصل تماماً كما فعل منافسوها.
لماذا تأخرت اليابان؟
يقول الكاتب المختص بالسيارات، زهير كركي، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إنه في الوقت الذي يُنظر فيه على أن السيارات الكهربائية باتت تشكل مستقبل صناعة النقل في العالم، نجد أن الشركات اليابانية كانت بطيئة في تبني الاندفاعة نحو السيارات الكهربائية، لدرجة بات البعض يشكك فيها بمدى قدرتها على اللحاق بالركب والمنافسة في هذه الصناعة، مشيراً إلى أن تخلف الشركات اليابانية في سباق السيارات الكهربائية هو نتيجة عدة عناصر.
مراهنة على السيارات الهجينة
وبحسب كركي فإن السبب الأول للتراجع الياباني تتحمل مسؤوليته الشركات في البلاد، التي لم تحاول مواكبة التحول نحو المركبات الكهربائية، بسبب خطأ استراتيجي في حساباتها بهذا الشأن، حيث
راهن المصنعون اليابانيون، على أن السيارات “الهجينة” (Hybrid)، أي التي تعمل بمحركين واحد على الوقود وآخر على الكهرباء، هي استراتيجية أكثر فاعلية من السيارات الكهربائية، وذلك بسبب الكلفة المرتفعة للبطاريات التي تشغل هذا النوع من السيارات والمعروفة بالليثيوم، إضافة الى فكرة شحن بطارية السيارة الكهربائية بين فترة واخرى.
خوفاً على تلاشي شبكة موردي قطع الغيار
ويرى كركي أن السبب الثاني في تتردد منتجي السيارات اليابانيين في التحول إلى السيارات الكهربائية، ناتج عن مخاوف من تلاشي شبكة موردي قطع الغيار في البلاد، وانعكاسات ذلك على اليد العاملة والتجارة، إذ لا تتطلب السيارات الكهربائية مكونات وقطع غيار بالكميات التي تتطلبها السيارات التقليدية، مشيرا إلى أن صناعة السيارات اليابانية تشكل نحو خُمس قطاع التصنيع في البلاد وتُشغل نحو 8 بالمئة من العمالة، وبالتالي فإن التحول إلى السيارات الكهربائية سيقلص من حجم سوق العمل في البلاد، وسيحد من دور اليابان في تجارة قطع الغيار.
اليابان تشكل 5% من القيمة العالمية
من جهته يقول تاجر السيارات محمد موسى، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن السيارات الكهربائية تمثل حوالي 10 بالمئة من مبيعات السيارات العالمية، حيث تسيطر شركات السيارات الصينية والأميركية والأوروبية والكورية على 90 بالمئة من مبيعات هذه السوق، في حين تصل حصة السيارات الكهربائية اليابانية الى أقل من 5 بالمئة، وهو ما يعد تراجعاً هائلاً لدور البلاد في هذه الصناعة.
ويشرح موسى أن السبب الثالث في تأخر اليابان في صناعة السيارات الكهربائية، يعود إلى ارتباط العديد من الموارد والمعادن التي تحتاجها هذه الصناعة بالصين، فالتوترات المتزايدة التي تشهدها العلاقة الصينية اليابانية، انعكست سلباً على صناعة السيارات اليابانية، خاصة أن اليابان تنحاز إلى أميركا في جميع الخطوات التي تقيد وصول الصين إلى بعض التقنيات التكنولوجية، وهذا ما أدى إلى إبطاء تقدمها في هذا المجال، لافتاً إلى أن الصين تسيطر مثلاً على 56 بالمئة من الإنتاج العالمي لبطاريات السيارات الكهربائية، حيث سترتفع هذه الحصة إلى 70 بالمئة في 2027.
تأخر اليابان أفقدها فرصة
وبحسب موسى فإن اليابان قامت مؤخراً بالتوقيع على اتفاقية مع الولايات المتحدة، تسهل حصولها على “المعادن المهمة”، المرتبطة بإنتاج السيارات الكهربائية، وذلك استعداداً منها لأن تكون لاعباً أكبر في هذا المجال، مشيراً إلى وجود قلق من عدم تمكن الشركات اليابانية، من مواكبة تعاظم الطلب على المركبات الكهربائية، فتأخرها أفقدها فرصة اكتساب خبرة كافية والتعرف على السوق أكثر، في حين تمكن منافسوها من فعل ذلك.
والجدير بالذكر أن خبر لماذا تأخرت إمبراطورية صناعة السيارات بالتحول للكهرباء؟ تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق التحرير في ” إشراق 24″ وأن الخبر منشور سابقًا على عالميات والمصدر الأصلي هو المعني بصحة الخبر من عدمه وللمزيد من أخبارنا على مدار الساعة تابعونا على حساباتنا الاجتماعية في مواقع التواصل.
نشكر لكم اهتمامكم وقراءتكم لخبر لماذا تأخرت إمبراطورية صناعة السيارات بالتحول للكهرباء؟ تابعوا اشراق العالم 24 على قوقل نيوز للمزيد من الأخبار
الجدير بالذكر ان خبر “لماذا تأخرت إمبراطورية صناعة السيارات بالتحول للكهرباء؟” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق ينبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني وتم حفظ كافة حقوقه
المصدر
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.