لسبب غريب.. ظهرت العلاقة التجارية الروسية الصينية

متابعات ينبوع العرفة:

منذ القديم، لعبت الدبلوماسية ولغة الحوار دورا هاما في ظهور المفاهمات والعلاقات التجارية بين مختلف الدول، وخلافا لهذا التقليد، تطورت العلاقات التجارية الروسية الصينية بفضل لغة الحرب والسلاح، فخلال النصف الثاني من القرن السابع عشر، ساهمت حرب حدودية في تطور ونمو التجارة بين هاتين الدولتين.

وبفضل ذلك، ازدهرت مدينة كياختا (Kyakhta) الروسية، التي نشأت ما بين عامي 1727 و1728، الواقعة على الطريق الرابط بين أراضي الإمبراطورية الروسية وإمبراطورية تشينغ (Qing)، نسبة لسلاسة تشينغ الحاكمة بالصين، وتحولت للقلب التجاري النابض بين البلدين تزامنا مع توافد كميات هائلة من السلع عليها.

صورة لبطرس الأول

خلاف حدودي وحصار

وقبل نشأة كياختا بنحو قرن من الزمن، حاول عدد من التجار الروس التوجه للصين عام 1618 حاملين معهم بعض السلع الروسية لمقايضتها وفتح قنوات تواصل تجاري بين الدولتين. وبالسنوات التالية، تكررت هذه المحاولات دون أن تثمر عن ظهور حركة تبادل تجاري هامة بين الروس والصينيين.

بحلول العام 1652، اندلعت بعض المناوشات العسكرية الحدودية بين الصينيين والروس بمناطق سيبيريا المتاخمة لنهر آمور (Amur). وبتلك الفترة، حاول كلا الطرفين بسط نفوذه على هذه المنطقة التي عجت بالموارد الطبيعية واستغلها الصيادون للصيد والحصول على الفرو.

من جهة ثانية، وجد سكان هذه المناطق، المتاخمة لنهر آمور، أنفسهم بين نارين حيث استغلهم الروس والصينيون للحصول على المواد الغذائية بالقوة. وبالتزامن مع ذلك، اتجهت سلطات سلالة تشينغ لفرض ضرائب مرتفعة عليهم.

إلى ذلك، بلغت حدة التوتر الصيني الروسي أشدها عام 1686. فخلال ذلك العام، فرضت القوات الصينية حصارا على حصن ألبزين (Albazin) الذي تحصن داخله عدد هام من الجنود الروس. ومع عجزهم عن الظفر بهذا الحصن، تلقى جنود تشينغ أوامر بتجويع المتواجدين داخله عن طريق فرض حصار مطول عليه. وعقب أسابيع من الحصار، توفي نحو 600 جندي روسي بسبب الجوع والأمراض كالتيفوس والكوليرا. وفي المقابل، خسر الصينيون نحو 1500 من قواتهم بسبب الطقس البارد ونقص الغذاء.

ازدهار التجارة الصينية الروسية

أملا في وقف العمليات القتالية، أرسلت الإمبراطورية الروسية، أثناء فترة الحكم المشترك بين إيفان الخامس وبطرس الأول، عددا من الدبلوماسيين نحو بكين. وعقب جملة من المفاوضات، توصل الطرفان لاتفاقية نيرشينسك التي وقعت بحلول آب/أغسطس 1689. وبموجب هذه الاتفاقية تخلت روسيا عن ألبزين لصالح الصينيين واحتفظت في المقابل بمدينة نيرشينسك (Nerchinsk) الحدودية.

عقب هذه الاتفاقية، ازدهرت التجارة الروسية الصينية. وبادئ الأمر، اعتمد الطرفان على مدينة نيرشينسك لتبادل السلع قبل التنقل فيما بعد لمدينة كياختا. وبينما استورد الصينيون سلعا كالثياب والجلد، استورد الروس كميات هائلة من الشاي الصيني. ومطلع القرن العشرين، تحولت روسيا لأبرز مستورد للشاي الصيني حيث استوردت سانت بطرسبرغ، عاصمة روسيا حينها، حوالي 60 بالمائة من صادرات هذا المنتوج الصيني.

بحلول العام 1917، أنهت الثورة البلشفية الإزدهار التجاري الروسي الصيني الذي استمر لأكثر من قرنين. فمع حصولهم على السلطة، وضع البلشفيون حدا للإمتيازات التي تمتع بها التجار الروس والصينيون بالمنطقة.


الجدير بالذكر ان خبر “لسبب غريب.. ظهرت العلاقة التجارية الروسية الصينية” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.

Previous post سقوط قذائف مدفعية على سوق جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم | البرامج
Next post 51 بطولة تزين مسيرة نهلة سامح قائدة سيدات طائرة الأهلي بعد إعلان الاعتزال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *