لا تتحلل بسرعة كما يشاع.. دراسة: الألياف البلاستيكية في الملابس خطر على البيئة | علوم


أظهرت هذه الدراسة الحاجة إلى إجراء مزيد من الاختبارات على المواد التي يُروج لها بأنها مواد قابلة للتحلل في الطبيعة.

في الآونة الأخيرة، أصبح التلوث البلاستيكي خطرا يهدد الحياة البحرية، ففي كل عام يتراكم 10 ملايين طن تقريبا من المخلفات البلاستيكية في المحيطات.

ولا تقتصر هذه النفايات على الزجاجات والأكياس فحسب، بل تشمل الملابس المصنوعة من الألياف البلاستيكية (مثل البوليستر والنايلون) والمناديل والحفاظات، وهي جزء لا يتجزأ من الإنتاج البلاستيكي المتزايد.

أقمشة قابلة للتحلل.. هل هذا صحيح؟

وأحد الأساليب الواعدة التي توصل إليها الباحثون لمعالجة هذه الأزمة هو استخدام مواد بلاستيكية قابلة للتحلل، أو ما يطلق عليه البلاسيتك الحيوي. هذه المواد تتحول إلى غازات وماء، ولا تسبب ضررا طويل الأمد على البيئة كما تفعل المواد البلاستيكية الأخرى التي قد تبقى في البيئة لقرون.

لكن دراسة جديدة نُشرت مؤخرا في دورية “بلوس وَن” (Plos one)، كشفت أن الألياف الصناعية القابلة للتحلل والمصنوعة من البلاستيك الحيوي مثل حمض البولي لاكتيك لا تتحلل في البيئة بالسرعة المأمولة كما كان يعتقد.

النفايات البلاستيكية تشمل الملابس المصنوعة من الألياف البلاستيكية (شترستوك)
النفايات البلاستيكية تشمل الملابس المصنوعة من الألياف (شترستوك)

وحمض البولي لاكتيك هو مادة بوليمرية تتكون من سلسلة لا نهائية من حمض اللاكتيك، الذي يمكن إنتاجه من مصادر متجددة مثل الذرة أو النشا أو السكر، وله استخدامات عديدة -بجانب الألياف- مثل التطبيقات الجراحية والطبية، وطلاء الورق، وتغليف وتعبئة المواد الغذائية مثل أكواب الزبادي والعصائر والمياه.

وقالت الباحثة الأولى في الدراسة سارة روير في بيان صحفي نشره موقع “يوريك ألرت” (Eurek Alert) يوم 24 مايو/أيار الماضي، “أظهرت هذه الدراسة الحاجة إلى إجراء مزيد من الاختبارات على المواد التي يُروج لها بأنها مواد قابلة للتحلل في الطبيعة”.

لا تتحلل حتى بعد عام

قارن باحثو معهد سكريبس لعلوم المحيطات في جامعة كاليفورنيا سان دييغو (University of California, San Diego) بين 10 أنواع من الألياف -منها الألياف الطبيعية مثل القطن، والألياف الصناعية البلاستيكية المصنوعة من البترول، والبلاستيك الحيوي مثل حمض البولي لاكتيك- من حيث المدة التي تستغرقها كل الألياف لتتحلل.

ووضع الباحثون جميع العينات في حاويات في المياه الساحلية وفي قاع البحر بعمق حوالي 10 أمتار، وفحصوا هذه الألياف تحت المجهر كل 7 أيام مع التقاط الصور.

وضع الباحثون العينات في حاويات في المياه الساحلية على عمق حوالي 10 أمتار (سارة روير)
الباحثون وضعوا العينات في حاويات في المياه الساحلية على عمق نحو 10 أمتار (سارة روير-جامعة كاليفورنيا سان دييغو)

ووفقا للباحثين، فإن الألياف الطبيعية تحللت في غضون 35 يوما تقريبا، في حين لم تُظهر ألياف البولي لاكتيك أي علامات على التحلل حتى بعد مرور 428 يوما من بدء التجربة، أي أكثر من عام.

وقالت روير “نظرا لأن الألياف الطبيعية تحللت في غضون شهر تقريبا، لذلك قمنا باستبدالها واختيار أخرى جديدة، وكررنا هذه العملية 5 مرات خلال التجربة، في وقت ظلت فيه العينات البلاستيكية على حالها لأكثر من عام”.

كيف تنتقل جزيئات الألياف الصناعية إلى البيئة؟

على سبيل المثال، فإن ملابس السباحة المصنوعة من الألياف الصناعية قد تتفكك جزيئات منها بسبب حركة الأمواج أو الاحتكاك بجزيئات الرمل، فتنطلق إلى البحار والمحيطات، وأثناء عملية غسل الملابس قد تنتقل جزيئات من الألياف إلى المصارف، وقد ينتهي بها المطاف إلى البحر.

ووجدت الأبحاث دليلاً على أن الألياف الدقيقة لحمض البولي لاكتيك يمكن أن تكون سامة للكائنات البحرية، بما في ذلك قناديل البحر.

واكتشف الباحثون أنه عند تعرض القناديل لتركيزات عالية من ألياف البولي لاكتيك تتأثر قدرتها على الصيد وحنكتها في تجنب الحيوانات المفترسة، مما قد يسبب تغييرا في أعداد قناديل البحر وسلوكها، بحسب موقع “فيز دوت أورغ” (Phys.org).

عند تعرض القناديل لتركيزات عالية من ألياف البولي لاكتيك تتأثر قدرتها على الصيد وتجنب المفترسات (شترستوك)
عند تعرض القناديل لتركيزات عالية من ألياف البولي لاكتيك تتأثر قدرتها على الصيد وتجنب المفترسات (شترستوك)

ونظرا لأن العالم يتجه إلى استخدام المزيد من البلاستيك الحيوي، يجب التأكد من أنه مصنوع من مواد قادرة حقا على التحلل بسرعة في البيئة، كما أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث في هذا الصدد.

وتوصي روير بضرورة الاقتصاد في شراء الملابس واختيار ملابس ذات جودة عالية مصنوعة من ألياف طبيعية تدوم مدة أطول، واللجوء لحلول أكثر استدامة مثل فكرة شراء “الملابس المستعملة” ومقايضة الملابس مع بعضنا بعضا.

المصدر : فيز دوت أورغ + مواقع إلكترونية + يوريك ألرت


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post تسلط زيارة مودي للبيت الأبيض الضوء على الانقسامات العميقة في الشتات
Next post كانتي.. هرب من جنرال واستلهم قصة ملك قبل “خطفه”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading