أعلن مسؤول أميركي كبير، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة سترسل غواصة نووية لتتوقف في كوريا الجنوبية بهدف تعزيز قدرات الردع في مواجهة كوريا الشمالية.
وقال المسؤول إن الإجراءات التي سيتم الإعلان عنها لم ير مثلها منذ حقبة الحرب الباردة، وتأتي بهدف تعزيز قدرات الردع في مواجهة أنشطة كوريا الشمالية النووية.
وأشار المسؤول إلى أنه بالإضافة إلى الغواصات، سيكون هناك “تدفق معتاد” لمنصات كبرى أخرى “بما في ذلك قاذفات أو حاملات طائرات”، وأضاف “بالتأكيد لن تتمركز هذه الوسائل (في المنطقة)، وبالتأكيد لا أسلحة نووية”.
ومن المقرر أن يصدر الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول الذي يزور الولايات المتحدة حاليا وثيقة ستسمى “إعلان واشنطن”، ستحدد بالإضافة إلى تعزيز المظلة العسكرية الأميركية، زيادة تبادل المعلومات مع سول.
ويأتي هذا الإجراء ردا على تصعيد التوتر مع قيام كوريا الشمالية بزيادة تجارب إطلاق الصواريخ، حيث أجرت بيونغ يانغ هذا العام عددا قياسيا من التجارب، شملت خلال الشهر الجاري اختبارًا لأول صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب.
ويتوجه يون وزوجته إلى البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، في زيارة تتضمن حفل عشاء وأحداثا رسمية أخرى، تزامنا مع الذكرى السبعين للتحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
ويسعى بايدن إلى تعزيز التعاون مع أبرز حليفين إقليميين لواشنطن في مواجهة كوريا الشمالية، أي كوريا الجنوبية واليابان.
ردع موسع
وقال مسؤول اميركي كبير قبل لقاء بايدن ويون إن “الولايات المتحدة لم تقم بمثل هذه الخطوات فعليا منذ ذروة الحرب الباردة مع أقرب حلفائنا في أوروبا”، لافتا إلى أن واشنطن تسعى عبر هذه الإجراءات لتأكيد التزامها “بالردع الموسع (وأنه) أمر لا شك فيه”.
وأكد مسؤولون طلبوا عدم كشف هوياتهم، أنه لا توجد خطط لنشر أسلحة نووية أميركية في كوريا الجنوبية، خلافا للحرب الباردة عندما تم نشر أسلحة إستراتيجية أميركية في أوروبا.
وقال مسؤول كبير “سنعلن نيتنا اتخاذ خطوات لجعل قوة الردع الخاصة بنا أكثر ظهورا عبر النشر المنتظم للأصول الإستراتيجية، بما في ذلك زيارة الغواصة النووية الباليستية الأميركية لكوريا الجنوبية، وهذا أمر لم يحدث منذ الثمانينيات”.
وتابع “سنعزز تدريباتنا وتماريننا وأنشطة المحاكاة لتعزيز مقاربة تحالف الولايات المتحدة وجمهورية كوريا للردع والدفاع ضد تهديدات كوريا الشمالية بما في ذلك من خلال دمج أصول كوريا الجنوبية التقليدية مع تخطيطنا الإستراتيجي”.
وأشار مسؤول أنه يتم بالفعل اتخاذ خطوات من أجل نزع فتيل أي توترات محتملة مع بكين بسبب الموقف العسكري الأكثر صرامة.
وأضاف “نبقي الصينيين على إطلاع مقدما ونبين بوضوح بالغ سبب إقدامنا على هذه الخطوات”، مشيرا أن إدارة جو بايدن “تشعر بالخذلان من أن الصين لم تكن مستعدة لاستخدام نفوذها” على بيونغ يانغ.
ويحذر مسؤولون في سول وواشنطن منذ أوائل عام 2022 من أن كوريا الشمالية قد تجري تجربتها النووية السابعة في وقت وشيك.
وفي مارس/آذار الماضي، أمر الزعيم كيم جونغ أون الجيش الكوري الشمالي بتكثيف تدريباته استعدادا “لحرب حقيقية”، ودعا أخيرا إلى تعزيز إنتاج الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية.
وكررت واشنطن مرارا التزامها “الصارم” بالدفاع عن كوريا الجنوبية، بما في ذلك استخدام “النطاق الكامل لقدراتها العسكرية” التي تشمل “القدرات النووية”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.