عمّان- الإقناع أداة مهمة لتنفيذ أفكارك وبناء شبكة داعمة لتحقيق الأهداف، إذ يولّد لدى الآخرين أسباباً للاتفاق معك والدعوة إلى اقتراحاتك في مكان العمل أو الحياة عموماً.
ويُستخدم الإقناع للترويج لأفكارك مع زملائك في العمل، واكتساب الترقيات وإقناع العملاء بشراء منتجاتك وخدماتك، إذ يمكنك استخدامه في الاجتماعات ومفاوضات العقود وحتى المحادثات غير الرسمية.
غير أن الإقناع يحتاج إلى فن أو مهارات حتى يؤدي هدفه المنشود، ومهارات الإقناع (Persuasion Skills) هي المقدرة التي يتمتّع بها بعض البشر، والتي تمكّنهم من تغيير سلوكيات وقناعات وتصرّفات شخص آخر أو مجموعة أخرى تجاه فرد أو مجموعة أفراد أو أحداث أو فكرة معيّنة.
وغالباً ما تتمّ عملية الإقناع من خلال إيصال رسالة أو مشاعر معيّنة أو معلومات أو منطق إلى الطرف الآخر، أو مزيج من ذلك.
فما الطرق الفعالة لإقناع الآخرين بأفكارك في مكان العمل؟
يجيب المستشار بالموارد البشرية والمدرب في إدارة الأعمال محمد تملي، قائلاً “لتستطيع إقناع الآخرين، لابد من كسب ثقتهم في البداية، وهذا أول ما يجب أن يقوم به أي موظف أو مدير جديد أو حتى صاحب عمل، أن يكسب ثقة من يتعامل معهم، سواء من يديرهم أو كانوا من الزملاء أو المديرين أو حتى العملاء”.
ويشير تملي إلى أن الثقة تُنزع ولا تُمنح، فالمدير لا يمنح الثقة بداية تعامله مع أي موظف، بل الموظف يحصل عليها بعمله وإنجازه الكفؤ وقلة أخطائه وأفكاره البنّاءة وقراراته الصحيحة.
وكذلك حال الموظف، إذ لن يثق الأخير في إدارته إلا بعد أن يجد أن التوجيهات والقرارات الصادرة تحقق نتائج باهرة تعود على الشركة والموظف بشكل إيجابي وتحقق الأهداف المرجوّة، وأيضاً عندما تنفذ ما توعد به موظفيها.
الثقة = الإقناع
يقول المستشار بالموارد البشرية إن الثقة تعني الإقناع، فبعد أن يثق بك المدير في العمل تستطيع إقناعه بسهولة بأي فكرة جديدة، لأنك أثبت جدارتك بالثقة لكفاءتك ودقتك في أداء المهمات الموكلة إليك.
وليطوّر الإنسان قدراته وعلاقاته ومهاراته في التواصل مع الآخرين، عليه أن يتعلم المهارات الإدارية في الاتصال والتواصل، لكونها تنعكس عليه بشكل إيجابي وتساعده في التقدم في العمل، وبالتالي تحقيق أهدافه وتميزه الشخصي والرضا الذاتي، لا سيما أنه سيكون قادراً على تسويق نفسه وخبراته وقدراته وإنجازاته، وفق تملي.
ولتعلم هذه المهارة بشكل سريع وعملي، ينصح باتباع الخطوات التالية:
- حضور تدريب متخصص يساعدك في اكتساب هذه المهارة.
- قراءة الكتب المتخصصة في هذا المجال، وخصوصاً تلك التي كتبها المؤلف ديل كارنيغي.
- تعلم أساليب المبيعات وخدمة العملاء، فهي أساس الإقناع والاتصال والتواصل.
سيناريو تنفيذ الفكرة
ترسم مدربة التنمية البشرية ومهارات الحياة ريم الكيلاني سيناريو يمكن للفرد اتباعه لإقناع الآخرين في مكان العمل، وتقول “يمكنك دراسة الفكرة أكثر من مرة، ثم تحديد الدوافع لتنفيذها، وعدد المشكلات التي يمكن أن يحلها تنفيذ الفكرة”.
وتضيف “تأمل ثم اكتب النتائج الإيجابية وتوسّع في تعرّف أثرها من جوانب عدة: اختصار الوقت والجهد وتحسين المنتج، الأشخاص المنتفعين، الأثر السريع والأثر الممتد البعيد المدى، والمردود المادي والنفسي”.
وتشجّع الكيلاني على الأمر، بالقول “اعمل بهمة وحماسة وشغف، طبق الفكرة على نفسك كأنموذج، إذ يُمَكّنك ذلك من التعرف على مواطن الضعف لديك، وحدّد الخطوات الإجرائية لتنفيذ الفكرة، ثم أتقنها، فالإتقان يُبرز مواطن القوة عند العرض وأثر حماسة مَنْ ستعرض عليه الفكرة وشغفه”.
وتكمل سيناريو الإقناع، مضيفة “استخدم أسلوباً علمياً، وأرفق عرضك للفكرة بأرقام وصور ونصوص، لتراعي أنماط التواصل وأنواع الذكاءات، ثم اطرح تساؤلات وأماني تحفّز التوجّه نحو تنفيذ الفكرة، واجعل من يستمع إليك يشعر بأنه جزء منها”.
وتختم المدربة بالقول “وثّق عملك ووثق الأصداء (التغذية الراجعة) الإيجابية، واستفد من تلك السلبية لتقيّم وتطوّر. وعليه، حاول في اتجاهات مختلفة، ووسّع دائرة العرض، ثم صل إلى النقطة الأقوى، واذكر الأصداء الإيجابية من دائرة العرض الواسعة.. تابع وتابع ثم تابع، وأخلص نيّتك وادعُ بالتوفيق وتوكّل على القوي، وتذكر أن تحقيق النجاح أكبر محفّز للاستمرار”.
طرق إقناع الآخرين
نشر موقع “إنديد” Indeed الكثير من الأساليب التي يمكن تجربتها عند إقناع الآخرين في مكان العمل، ومنها:
تقديم الخدمات: أكمل الخدمات وافعل أشياء لطيفة للذين تريد إقناعهم. ومن خلال بذل قصارى جهدك لمساعدة شخص ما، قد تبدأ في بناء اتصال شخصي وتحسين موقفه تجاه أفكارك. وإذا رآك شخص ما أنك مناسب، فقد يشعر بميل أكثر للاستماع إلى وجهة نظرك.
تحديد عدم الرضا: لإقناع شخص، لا يمكن تغيير رأيه أو اختياره، فكّر في سبب عدم رضاه عن قراره الحالي، إذ يمكن أن يساعدك التعاطف مع صراعات شخص ما على التواصل معه ويمنحك نقطة انطلاق لتغيير رأيه.
التفرّد ضمناً: اجعل الشخص الذي تريد إقناعه يشعر بأنه يتميز من خلال تطوير الشعور بالإلحاح والتفرّد حول وجهة نظرك. إذ يشعر أشخاص كُثُر بالحاجة إلى البحث عن أشياء يصعب الحصول عليها.
استخدم مصادر موثوقة: غالباً ما يتضمن الإقناع الناجح مشاركة الأدلة لدعم ادعاءاتك. لذا، من المهم التفكير في مصادرك بعناية، ابحث عن رأي الشخص الذي تريد إقناعه وحدّد أنواع المصادر التي قد تجدها مقنعة أكثر.
اطرح أسئلة إرشادية: اسمح للناس بتغيير رأيهم بشكل مستقل والاعتقاد بأنهم بدؤوا الفكرة من خلال طرح أسئلة مستهدفة. فالسماح لهؤلاء بالتحدث عن أنفسهم والشعور بالمشاركة في اتخاذ القرار طريقة رائعة لإقناعهم بالبراعة للدفاع عن أفكارك من دون طلب مباشر. لذا، استمع لوجهة نظرهم واطرح أسئلة ترشدهم إلى استنتاجك المثالي.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.