كيف تحمين طفلك من الإصابة بالخرف الرقمي؟ | مرأة


يعتمد أطفالنا على الأجهزة الرقمية للبحث عن المعلومات واسترجاعها، فلا يحفظون جدول الضرب، ولا يسجلون ملخصات الدروس بالقلم والورقة، وتراجعت قدرتهم على التذكر، واستغنوا عن التواصل المباشر بالرسائل النصية، وصرنا نسمع عن أمراض نفسية وعقلية تهدد مستقبلهم، و”الخرف الرقمي” آخر تلك الأمراض، وفق متخصصين.

ما الخرف الرقمي؟

ابتكر عالم الأعصاب والطبيب النفسي الألماني، مانفريد سبيتزر، مصطلح “الخرف الرقمي”، في عام 2012، عندما نشر كتابه “الخرف الرقمي”، وأوضح فيه أن الدماغ يشبه العضلات، فينمو عند استخدامه، ويضمر عند إهماله.

وترتبط كفاءة العقل بكم وعمق التمارين التي يؤديها، لكن في العصر الرقمي صرنا نخزن جهات الاتصال على الهاتف، ونجمع الأعداد على الآلة الحاسبة، ونتذكر مواعيدنا من خلال تنبيهات “غوغل”.

أما بالنسبة لأطفالنا، فإن اعتمادهم على الويب لاسترجاع حاصل ضرب عددين، أو الكتابة على لوحة المفاتيح بدلا من استخدام الورقة والقلم، سيحول دون نمو دماغهم وتطور مهاراتهم.

وظل “الخرف الرقمي” مصطلحا تشاؤميا منذ ذلك الوقت، إلى أن صار واقعا، فنشرت مجلة “علم الأعصاب التكاملي”، العام الماضي، نتائج لدراسة تنبؤية، وكشف تقرير الدراسة أن التعرض المفرط للشاشة خلال الفترات الحرجة من النمو في جيل الألفية سيؤدي إلى ضعف إدراكي خفيف في بداية مرحلة البلوغ حتى منتصفها، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالخرف المبكر في مرحلة البلوغ المتأخرة.

كما يزيد التعرض المفرط للشاشات من أخطار الاضطرابات العقلية، ويضعف مهارتي التذكر والتعلم، ويهدد بخطر الإصابة بمرض التآكل العصبي في مرحلة البلوغ، ثم تتبعه أعراض فقدان الذاكرة، والخرف المبكر.

وتوقع الباحثون زيادة معدلات مرض ألزهايمر والخرف بدرجة كبيرة بين عامي 2060 و2100، وستفوق الأعداد التقديرات المتوقعة لمراكز السيطرة على الأمراض بمقدار ضعفين إلى 6 أضعاف.

يزيد التعرض المفرط للشاشات من أخطار الاضطرابات العقلية، ويضعف مهارتي التذكر والتعلم (بيكسابي)

الأطفال العرب في خطر

أكدت نتائج دراسة أجرتها باحثتان في كلية التربية، بجامعة الكويت، عام 2018، على قدرة الأطفال الكويتيين الأصغر من سن 5 سنوات على تشغيل الأجهزة المحمولة، واستخدامها على نحو أكبر من الأطفال في أميركا، كما يعرفون كيفية الرد على الهواتف، والتقاط الصور، ومقاطع الفيديو، وتشغيل الألعاب، والاستماع إلى الأغاني.

إلى جانب ذلك، نشرت صحيفة “غولف نيوز” (gulfnews) نتائج استطلاع أجراه موقع “نورتون” للأمان الرقمي، لعام 2018، وأكد أن الطفل السعودي والطفل الإماراتي يتصدران المركزين الثالث والخامس، في قائمة الاستخدام الأطول للهواتف بين الأطفال أقل من سن 5 سنوات على مستوى العالم، كما امتلك 2 من كل 5 أطفال هاتفا خاصا قبل بلوغ سن 10 سنوات.

أما في مصر، فامتلك 91% من الأطفال أول هاتف محمول قبل سن 12 سنة، واستخدم 55% منهم الإنترنت على هواتفهم، وتواصل 71% منهم مع غرباء على منصات التواصل الاجتماعي.

كيف تحمين عقل طفلكِ؟

قدم أطباء الأعصاب نصائح عدة لمقاومة إصابة طفلكِ بـ”الخرف الرقمي”، عبر تقرير على موقع “ألزهايمر.نت”:

1- حددي احتياجات طفلكِ: لا تنصح الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بوجود سن مناسب لتعريض طفلكِ إلى شاشة الهاتف أو تخصيص هاتف له، لكنها أوصت بتجنب اعتباره وسيلتكِ في تهدئة طفلكِ، ونصحتكِ بمراقبة المحتويات المعروضة عليه، والتطبيقات التي يستخدمها.

كما أوصت الأكاديمية بعدم تعريض الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين إلى ضوء الشاشات، إلا في حالة مكالمات الفيديو، كما نصحت بألا يتعرض الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات لضوء الشاشات لمدة أطول من ساعة واحدة في اليوم.

2- شجعيه على قراءة الكتب: تثير القراءة الخيال، وتقوي الذاكرة، وتضيف مفردات لحصيلة طفلكِ اللغوية، وتقلل من مستوى توتره، وتلك محاسن لا تقدمها الأفلام الكرتونية لدماغ طفلك.

يمكنك تشجيع طفلكِ على القراءة من خلال خلق دافع داخله، مثل مناقشة تفاصيل قصة مشوقة قبل النوم، أو تحفيزه بهدية إذا أكمل عدد صفحات محددة، أو فرصة لإلقاء القصة أمام جمع عائلي.

3- خصصي وقتا للأنشطة المشتركة: إن وقت الوالدين مع طفلهما أمتع الأوقات لأي طفل، ومن المؤكد أن اللعب في الحديقة بالكرة، أو تمثيل المسرحيات، أو ألعاب بنك الحظ والدومينو ستسعد طفلكِ بدلا من الفيديوهات عديمة المحتوى على “يوتيوب”.

لا لتحديق الأطفال في الشاشات قبل سن سنتين
لا تؤمن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بوجود سن مناسب لتعريض طفلكِ إلى شاشة الهاتف أو تخصيص هاتف له (شترستوك)

4- حددي جدولا زمنيا: حددي أوقاتا خالية من الهواتف، مثل أوقات المذاكرة، وقبل النوم بساعتين وأوقات تناول الطعام، وتجمع العائلة، على أن يستخدم طفلكِ هاتفه في أوقات الفراغ فقط، وألا يتجاوز ذلك الوقت ساعة واحدة.

5- استخدما ذاكرتكما: إذا نسي طفلكِ شيئا فناقشي معه كيفية استرجاع المعلومة، وما الاحتمالات الأقرب، وكيف يمكن تتبع أثرها بدون استخدام الهاتف، مثل تذكر طريق العودة إلى المنزل، أو تذكر عيد ميلاد شقيقته، أو تذكر موعد تدريبه.

6- ساعديه على تعلم مهارة جديدة: قد يفضل طفلكِ عزف آلة موسيقية، أو تعلم لغة جديدة، أو تعلم رياضة جديدة، وتلك الطرائق تخرج عقله من منطقة الراحة، وتسرع من نمو عقله وذكائه.

7- كوني قدوة: يتعلم الطفل دروسا من والديه بدون ملاحظتهما، وإذا لاحظ طريقتكِ في قضاء وقت فراغكِ سيحاكي طريقتكِ، ولن يتقبل محاولاتكِ لإجباره على اتباع طريقة أخرى، لذلك قللي من وقتكِ أمام هاتفكِ، واشغلي وقت فراغكِ بأنشطة إيجابية.


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post مجلس النواب يحيل طرد جورج سانتوس إلى لجنة الأخلاقيات
Next post “تجول بفوضوية”.. نيازك نادرة تكشف سراً عن كوكب المشتري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading