غالبًا ما يُصوّر الحب للنّاس بوصفه حالة رومانسية مليئة بالبهجة والسعادة، وممّا لا يُتنبّه إليه أنّ الحبّ يأتي وتأتي آلامه وجراحه معه أيضًا، هل يمكن التفكير بالحبّ بدون آلام؟ آلام الشوق والحنين؟ أو جراح الأذى وسوء الفهم وعدم الاهتمام؟ الحبّ ثقة وإفصاح عفوي عن الذات وهذه الثقة تتضمّن أن تكشف للآخر نقاط ضعفك وأن تكون على سجيّتك وطباعك وعفويتك، وأن تشارك الآخر مخاوفك وآمالك، هواجسك وتتطلّعاتك، ولذا فإنّ الحبّ سيكون قصّة سعيدة فقط إذا وُفّقنا بشريك وزوج أو زوجة يحملون صفات الطيبة والخير والإخلاص، لكن هل بإمكانك أن تتخيّل ماذا سيحدث لو كان الشخص الذي تورّطت بحبّه أو بزواجه شخص سيّء بالأساس، مُتلاعب عاطفيًا وبهذا القرب ولديه كلّ هذه المعلومات عنك وعن مخاوفك وضعفك؟
من هنا يأتي هذا المقال، كي نكون أكثر وعيًا بالعلاقات السامّة، نُجيب فيه على سؤال: كيف يمكن لأي منا أن يتنبّه إلى بوادر تحول الحب الصحي إلى سُمّي؟ كيف أتعافى نفسيا من علاقة سامّة؟ هذا المقال سيساعدك بالتعرّف على هذا كلّه.
ما ينبغي أن تعرفه عن العلاقات السامة
تترك العلاقة السامة فينا جرحا ليس من السهل التداوي منه ببساطة، فحكمنا على الأمور وتقديرنا لها ولأنفسنا وثقتنا قد اهتزت، يظهر ذلك في قسوتنا على أنفسنا والشعور بالألم والغضب والامتهان أو الخيانة. لذا، فإن الانفصال عن علاقة عاطفية سامة أصعب من العادية، ربما لأنه قد نمت لدينا ببطء سلوكيات سامة ونحتاج إلى مقدار من الوقت لاستبدالها بأخرى صحية.
تشرح “كاتي هود”، المديرة التنفيذية لمؤسسة الحب الواحد (One Love) الفرق بين الحب الصحي وغير الصحي، ابتداءً بتصريحها في إحدى المقاطع أنّ 100% من النّاس سيقعون فريسة سلوكيات غير صحية في العلاقات، لكن بحسب نفس النسبة فلا بد أنّنا نقترف أشياء غير صحية أيضا، لأنّ الخطأ والإساءة العاطفية جُزء من طبيعتنا البشرية، وفي أسوأ الأحوال سيظهر الضرر الذي نلحقه بأحبائنا على هيئة إساءة وعنف مباشر(1). وبحسب إحصائية لمنظمة الصحة العالمية فإنّ الإساءة في العلاقات أمر تواجهه واحدة من كل 3 نساء، وواحد من كل 4 رجال في حياتهم(2).
لكن مَن هي العلاقة السامّة؟ تُعرِّف الدكتورة “ليان جلاس” الأشخاص السامين، في كتابها الذي يحمل اسم “أشخاص سامّون (Toxic People)”، بأنها علاقة يغيب فيها الدعم وينعدم الاحترام ويحضر التنافس والصراع إلى حد يحاول فيه طرف فرض سيطرته على الطرف الآخر(3). وكي نتخيّل بشكلٍ أفضل هذه الفكرة، إليك عزيزي القارئ مثال من كتاب “الشفاء من العلاقات السامة: 10 خطوات أساسية للتعافي من التلاعب النفسي والنرجسية والإساءة العاطفية” لمؤلفته “ستيفاني سركيس” حيث ستتضح لنا الرؤية بعض الشيء(4):
نضجت “جين” في كنف أم تنتابها نوبات من الغضب الأعمى تصبه عليها وعلى أشقائها في لحظات الثمالة من شدّة تناول الكحول، وكثيرًا ما يحدث خلال هذه النوبات أن تلومهم على إفسادهم لحياتها، متمنية لو أنهم لم يولدوا بالأساس. اعتادت جين على سوء معاملة والدتها وإذلالها وإبراحها ضربا أحيانا، بل وتشجيع شقيقتها على إساءة معاملتها أيضا. وكلما لجأت جين إلى والدها صفق باب غرفته بوجهها قائلا: حاولي فقط ألا تثيري غضب والدتك. كبرت جين، وفي شبابها وجدت بعض الراحة في الفوضى، ولم تنل فرصة في العالَم الاجتماعيّ في الخارج كي تحظى بعلاقة صحية. وهكذا صارت ردود أفعال “جين” أكثر وضوحًا، وصارت تجفل وترتعش كلّما علا صوت أحدهم أمامها مُبدية رد فعل مبالغا فيه تصم فيه أذنيها محاولة الانفصال عن الحدث مكانيا أو نفسيا، ولتعويض إحساسها أنها لم تكن أبدا كافية، أجهدت جين نفسها في العمل إلى حد دفع المقربون منها بوصف تفانيها في العمل بوصفه إدمانًا غير مُبرّر. فقدت جين عملها، ومنذ ذلك الحين بدا لها وكأن العالم قد تهاوى.
في مثال آخر تطرحه نفس المُؤلّفة، تلاقى شخصان “كين” و”سابرينا” في المدرسة الثانوية، ونشأت بينهما علاقة نتيجة لتشابه ظروفهما وعائلتهما المفككة، كان أبواهما يتشاجران بحدية كل ليلة، فحذا كلاهما نموذج والديه في علاقتهما دون أي وعي منهما، فكانت علاقتهما متوترة مليئة بالمشاحنات والتدافعات أحيانا. انقطعت علاقتهما وعادت عدة مرات، لكنهما استمرا بدافع الحب، وفي حياة جامعية أجبرتهما على الوجود على مسافة متباعدة استطاعت صابرينا للمرة الأولى أن تعي أنها تشعر بالسلام ببعد كين عنها.
يجمع علماء النفس على صعوبة التعرف على الإنذارات الحمراء (Red Flags) في بداية العلاقة، إذ عادة ما يختبر الطرفان في بداية العلاقة عواطف اندفاعية جارفة، ومن ثمّ يمرّان بعد ذلك بتصاعدات وانتكاسات وإشكالات جوهرية في العلاقة. لذا، وجب التريث قليلا قبل المضي قدمًا في العلاقات الجذّابة منذ بدايتها ووزن الأمر بشكل أكثر عقلانية، فمن الطبيعي مثلا أن يتعلق الطرفان ببعضهما بداية، لكن محاولة أحدهما لاحقا لعزل الآخر ومحاصرته طيلة الوقت هو المؤشر غير الطبيعي. يوجز المختصون ذلك في كلمة: لا يهم كيف تبدأ العلاقة، ما يهم هو كيفية تطورها.
في معظم العلاقات السامة تتوقف العلاقة عن كونها مصدر سعادة، ويحضر تدريجيا نوع من الإساءة اللفظي أو النفسي أو الجسدي، وانعدام احترام. لذا، فإنه من المهم الإلمام بطبيعتها. تقص “كاتي هود” التي ذكرت آنفا قصة القائمين على منظمة “One Love” قائلة: قتلت ابنتهم على يد صديقها السابق، وحين تمكنوا أخيرا من النظر إلى الوراء تبين لهم وجود علامات منذرة لم يفهموها في حينها، علامات لو انتبهوا إليها ربما كانت ابنتهم معهم اليوم.
فيما يلي بعض مما ذكره المختصون لإرشادنا إن كنا في علاقة سامة، لكنها علامات لا ترتبط بتطبع الشخص على سلوك بعينه أو ظرف يمر به أحدهما بقدر ما هي مرهونة بمدى استمراريتها:
- كثرة الكلمات الجارحة وإساءة الفهم
غالبا ما تنقلب محاولات التحاور والتواصل بين الطرفين إلى شجارات أو إساءة في الفهم، وتتغير اللهجة إلى العدائية، وقد تقال كلمات جارحة يصعب تجاوزها بسهولة.
- وجود أحد أشكال العنف أو العدوان
بحسب منظمة الصحة العالمية، تتعرض امرأة واحدة من كل 3 نساء، أي حوالي 736 مليونا، للعنف الجسدي أو الجنسي من قبل شريكها أو للعنف الجنسي من غير الشريك، وهو رقم ظل دون تغيير إلى حد كبير خلال العقد الماضي(5). يبدأ هذا العنف مبكرا: فواحدة من كل 4 شابات من الّلاتي يتعرضن للعنف يتراوح عمرها بين 15 و24 عامًا.
- التحكم المستمر بآرائك وتفضيلاتك
يحاول أحد الطرفين فرض سيطرته ونظرته ورغباته على الآخر في جميع الجوانب الحياتية والتضييق عليه، وذلك بالتلاعب به أو بالإكراه، ناهيك بالشك والغيرة الزائدة ونقص الثقة به.
قد يتخذ هذا السلوك هيئة غضب مزمن ومزاجي ومتفجر يهيج فيه الشخص السام على الشخص الآخر بوصفه نوعا من التحكم.
- التوجس المبالغ فيه من ردة فعل الآخر
يستمر أحد الطرفين في القلق من رد فعل الطرف السام الذي يتسم بالتقلب وإبداء ردود أفعال مبالغة وغير عقلانية، فيلازمه الخوف من إثارة غضبه.
- الاستخفاف بمحاولاتك وأقوالك العفوية
يترصد الشخص السام أفعالا وأقوالا عفوية من الآخر ويجعلها مادة للنقد والسخرية أو اللوم، مؤكدا رأيه في أي مما يقوم به الآخر، مقللا من شأنه أو من شيء ما، فيشكك الأخير مع الوقت في قيمه أو نفسه شيئا فشيئا.
- الشعور بالاستنزاف والإرهاق العاطفي
على غرار مثال كين صابرينا، فإن الوجود مع الطرف السام سيكون مرهقا، وستشعر بقدر أكبر من الراحة في البعد حتى وإن ظللت محتفظا بمشاعر قوية تجاهه.
- تمركز أحاديث الآخر حول نفسه
لن يقلق الطرف السام من تأثير كلماته على من يحب، سيغيب الاحترام والرحمة والمودة من العلاقة، ليأخذ قرارات دون وضع الطرف الآخر في الاعتبار، ومع تجاهل احتياجات الآخر أو عدم الإفصاح عنها.
- الغش والخداع وكثرة الكذب
يكذب الشخص السام باستمرار ويخادع، مانحا وعودا كاذبة بالتغيير، قد يصل الأمر إلى الخيانة.
- الشعور بالهامشية وتدني تقدير الذات
تدعم العلاقات الصحية الاستقلالية، لا تجعلنا في مقاربة حزينة مع أزواج سعداء، ولا نفقد أنفسنا فيها أو نتغير للأسوأ، ولا يحذرنا المقربون منها.
لماذا ينجذب إلينا الأشخاص السامون؟
قد نستمر في خوض علاقات سامة نتيجة اندفاعاتنا المفرطة وتجاهل العلامات الحمراء في حال تجليها لنا، تلحظ عالمة النفس وخبيرة العلاقات “سيلفيا كونغوست” أنه ربما تواتينا الشكوك حول صحية العلاقة، لكننا نظن أنه بإمكاننا إصلاحها، أو أنه يتعذر علينا تصور الحياة دون الطرف الآخر حتى وإن لم ترق لنا العديد من أفعاله. يعدد الخبراء أسبابا أخرى، كالإحساس بعدم الجدارة وافتقاد الأمان -كالمثالين السابقين- وتدني احترام الذات أو المعاناة جراء المرور بفترة عصيبة مثل فاجعة أو فقد مفاجئ.
تزداد احتمالية انجذابنا لأشخاص سامين، بل وتحوُّلنا إليهم حال نشأنا في عائلة سامة، إذ ثبت غالبا أن المتسببين في إلحاق الأذى بشركائهم ولو على مستوى اللاوعي قد مروا خلال طفولتهم بعلاقة سامة. أحيانا ما يتعلم السامون سلوكياتهم في الطفولة لتلقيهم سلوكيات سامة من الآخرين.
تفسر الدكتورة “تريسي مارك” سبب انجذابنا لشخص سام قائلة: لأننا يمكن أن نكون قد تعرضنا في الصغر لعلاقة سامة، فقد أصبحت السلوكيات المؤذية مألوفة بمرور الوقت إلى درجة لا ترى فيها غضاضة وإن لم نستسغها، فنستمر فيها لا لشيء سوى أن المألوف مريح على صعيد ما.
تستشهد مارك بنظرية علاقات الشيء (OBJECT RELATIONS THEORY)، يتعلق الأمر فيها بكيفية ارتباطك بما هو مركزي في حياتك، كعلاقتك بوالدتك. فلو أننا اختبرنا ذلك سلبا مبكرا فقد نميل للارتباط بمن يحمل نفس سماتها، لأننا بشكل غير واعٍ نريد لتلك الرابطة التي لم تتحقق في الماضي أن تحدث، وللجرح أن يبرأ، نريد أن نسيطر على ما لم يكن لنا يد فيه لنثبت كفايتنا. هكذا نسير في نمط واحد ومتكرر في صداقاتنا وعلاقاتنا العاطفية ما لم ندرك السبب(6).
يرتبط السامون بشخص يتمتع بلطف زائد، غير تصادمي وغير واعٍ بالحدود الصحية في العلاقات، شخص لديه استعداد لإرضاء الآخرين إلى أبعد مدى. يشرح علماء النفس أن ذلك الشخص ربما نشأ في عائلة ارتباطها غير صحي، واختبر الإهمال أو سوء المعاملة، فباتت لديه رغبة ملحّة في البحث عن قبول الآخرين له وتحوّل سلوكه الاجتماعي إلى نمط لإرضاء وإسعاد الآخرين بغية الشعور بالتقدير، وتنخرط في علاقات اعتمادية عاطفيا، فالحرص على إرضاء الآخر سيمنعك من قول “لا” ورفض أي طلب، لأنك تخشى أن تُرفض لذاتك بالتبعية، لذا لن تدافع عن نفسك، وستُجِيز للشخص السام إساءة معاملتك على أمل أن يتغير، لأنك ستكون على الأغلب أقل عرضة للتخلي وأكثر عنادا لإصلاح الوضع، وهو ما يعتمد عليه السام لفرض سيطرته، وكلما طالت العلاقة تغير الشخص، ولو من الأكثر ثقة وقوة إلى الأقل.
لماذا يكون ترك علاقة سامة مؤلما للغاية؟
تؤكد الكاتبة والطبيبة النفسية “مادلين فوجير” ما أثبتته الأبحاث الحديثة من أن إدراك البدائل السيئة يقوي احتمالية البقاء في العلاقة، وأنه كلما زاد استثمارنا المعنوي في أي علاقة والوقت المبذول فيها زادت مثابرتنا للعمل عليها وغض الطرف عن كونها لم تنجح، ذلك الارتباط الوثيق والحب هو ما يدفع أي وعي ذاتي وحقائق أو منطق، ويجعل العاطفة هي المتحكم الأول في صنع القرار.
ويبقى الناس في علاقات كهذه بدوافع الضرورة، كالاتكال المادي أو الحياة، والافتقار إلى التواصل الصحي، والانعزال عن دوائر آمنة، ولكن إذا لاحظت أيا من هذه الأعراض تتكرر في علاقاتك، فقد يكون ذلك بسبب أنك شخص تميل إلى الاعتماد العاطفي. كما أن الافتقار إلى الوعي الذاتي أحيانا ما يجعلنا غير مدركين لتأثيرنا السلبي على الآخر أو إدراك الطرق الصحية للتواصل(7).
ماذا أفعل كي أتعافى نفسيا من علاقة سامة؟
- أولا: اقطع حبال الود والتواصل نهائيا
قاوم رغبتك الملحة في التواصل مع هذه الشخصية السامة، تحت أي ذريعة كانت. أحكم إغلاق منافذ العودة بأن تحظرها من جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا ما اضطررت للتعامل معها نظرا لأمور عالقة بينكما أو لوجود أطفال فحاول أن توكل شخصا ذا ثقة ليكون وسيطا بينكما ولو إلى حين انقضاء فترة من الزمن، أو افعل ما يلزم لتجنبها ما استطعت.
- ثانيا: تواصل مجددا مع شبكات الأمان
أحط نفسك بشبكات دعم وأمان من الأقرباء والأصدقاء والعائلة الصحيين، وأعد علاقتك بهم إن حدث أن اهترأت أو انقطعت بتحريض قديم من الشخص السام الذي عزلك عنهم أو زرع بذور الشك بداخلك تجاههم. لا تخجل من مد جسور التواصل، فهم من قد يمدونك بالشجاعة في رحلتك للتعافي.
- ثالثا: أفصح عما بداخلك وعبّر عن مشاعرك
لا تجعل الألم يحجمك عن الحديث، تحدث طويلا عما تشعر مع أصدقائك أو صديقك، طارد الكلمات التي قد تصف كل حال مررت به، لا تهرب منها، واجهها واعترف بكل ما خضت، حتى تدركه وتتماثل للعلاج منه. نازع حنينك بكتابة كل الكلمات التي لم تنطقها ولم توجهها للشخصية السامة. فض ما في جعبتك من غضب وشوق ولوم، ثم مزق تلك الأوراق أو ألقها جانبا أو لا ترسلها فحسب، حينها فقط ربما قد تشعر بالارتياح.
- رابعا: فكر للحظة إن كان هناك نمط متكرر
لا ضير أننا جميعا معرضون للدخول في علاقة سامة أو عدة علاقات، لكن فلنفكر للحظة: هل ثمة نمط متكرر في كل علاقة خضتها؟ هل ثمة ما يمكن عمله لكسر هذه الحلقة؟ اطلع على ما تعنيه العلاقات الصحية والسمية بتوسع وعمق إن استطعت، وكن منتبها للعلامات الحمراء في أي علاقة جديدة مبكرا، وتثقف كيف تحمي نفسك من الشخص المسيء والسام وتلحظه، كأن تضع حدودا، تعلّم كيفية وضع حدود صحية في علاقاتك مع الآخرين وألا تكون ودودا ولو ظاهريا إلى حد يسهل استغلاله.
- خامسا: مارس العمل التطوعي إن أمكن
يوصى بممارسة التطوع لما له من آثار عميقة على الصحة النفسية والجسدية في رحلة التعافي من علاقة سامة. أظهرت الدراسات أن تقديم المساعدة إلى الآخرين يمدنا بسكون ورضا عن الحياة، ويزيد من تقديرنا لذواتنا وثقتنا بأنفسنا، مخففا عنا التوتر، وهو ما ربطته تلك الدراسات بالإحساس الهوية وبوجود هدف، نتيجة مد يد العون للآخرين. كما أن إعادة الانخراط مجتمعيا يسهم في تلقي الدعم وتعزيز الصحة.
- سادسا: اكتشف نفسك وتعرّف على طباعك
يخبرنا علماء النفس أن الخوف من الوحدة هو ما يدفع الكثيرين للبقاء في علاقة سامة، لذا فإن الاستمتاع وحدنا لا يقل أهمية عن إدراكنا أن الوحدة خير من الوجود في علاقة غير صحية، ما يعيننا على معرفة أنفسنا عن كثب، وفهم ما نريد وما نحتاج. خلال ذلك راقب طريقة تحدثك إلى نفسك وما يقوله لك صوتك الداخلي، ينصح بكتابته لفهم نفسك، واستبدال كل فكرة قاسية وناقدة تخطر لك بأفكار داعمة، وتخيل أنك تتوجه بالحديث إلى شخص عزيز. مثال، عند ارتكاب خطأ سخيف، استبدل “يا لي من أحمق/حمقاء!” بـ”الجميع يرتكب الأخطاء. ماذا يمكنك أن تتعلم من هذا في المرة القادمة؟”.
- سابعا: حدّد ما تريده من أي علاقة مستقبلا
فكر مليا في توقعاتك واحتياجاتك وقيمك من العلاقة العاطفية التي تود أن تكون فيها مجددا. تيقن من استحقاقك لعلاقة صحية تتلقى فيها رعاية وحبا كالتي تعطيها للآخرين. لا تتسرع في الدخول إلى علاقة أخرى أو تقرير عدم الارتباط مجددا، لكن امض قدما وتغلب على مشاعرك تجاه الشخص السام وامنح نفسك وقتا بمفردك، وحين تشعر بالاستعدادية للانفتاح فكر مجددا في نوع الأشخاص الذين عرفتهم قبلا والأخطاء، وحاول تغيير اختياراتك قدر الإمكان.
- ثامنا: خذ وقتا للتعافي
تعامل مع مشاعرك بروية وإن بدت متضاربة وقوية، روّض حزنك دون مقاومة، وتقبّل اللحظات التي لا تشعر فيها أنك على ما يرام واللحظات التي تحس أنك كذلك. بمرور الوقت، وبالابتعاد تماما عن الشخصية السامة ومحاولة المضي قدما، سيخفت الحزن وتبرد نيرانه، وتتعافى نهائيا من تلك العلاقة.
أدوات ستساعدك للتعرّف على العلاقات السامة
- فيديو (1): الفرق بين الحبّ الصحّي وغير الصحّي
تتحدث الطبيبة النفسية “كاتي هود” في مقطع فيديو لتيد عن الاختلاف بين الحب الصحي وغير الصحي.
- فيديو (2): كيف تعرف العلاقة السامّة؟
في هذا الفيديو، تحدثنا الدكتورة النفسية “تريسي مارك” عن كيفية معرفة العلاقة السامة.
_________________________________________________________________
المصادر والمراجع:
- The difference between healthy and unhealthy love | Katie Hood – YouTube
- Devastatingly pervasive: 1 in 3 women globally experience violence (who.int)
- Toxic People: Toxic People: 10 Ways Of Dealing With People Who Make Your Life Miserable Paperback, Dr Lilian Glass. (2015)
- Healing from Toxic Relationships: 10 Essential Steps to Recover from Gaslighting, Narcissism, and Emotional Abuse Paperback, Stephanie Moulton Sarkis PhD (2022)
- .How to Recover From a Toxic Relationship | Psychology Today
- كيفية التعرف على العلاقة السامة – YouTube
- Volunteering and Psychological Health (purdueglobal.edu)
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.