متابعات ينبوع العرفة:
طوت الاشتباكات الجارية في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يرأسها محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي يومها العاشر، دون وجود أمل بتراجع أي من الطرفين المتحاربين أو أفق للحل حتى الساعة.
وفيما يتخوف العديد من المراقبين أن ينزلق الوضع إلى حرب أهلية وعرقية قد تتسع إلى دول الجوار أيضاً، وتخرج العديد من الميليشيات المسلحة في عدة مناطق لاسيما دارفور، رأى البعض الآخر أن الحل الأخير لن يكون إلا بالعودة إلى طاولات المفاوضات من أجل إرساء حكومة مدنية وابعاد العسكر سواء البرهان أو حمدتي عن السلطة والمشهد السياسي.
وفي هذا السياق، قال الكاتب السياسي فايز السليك، في مقابلة مع العربية/الحدث اليوم الإثنين، إنه على طرفي النزاع الجلوس بهدف التوصل لعملية سياسية تشمل حكومة مدنية وإصلاح المؤسسة الأمنية والدفاعية بإبعادها بشكل كلي عن العمل السياسي.
انخراط حركات مسلحة في النزاع
السيناريو الكابوس
وكانت مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة غير حكومية معنية بتشريح الأزمات حول العالم، ومقرها بروكسل، رأت في تقرير لها قبل أيام أن سيناريو الكابوس الذي كان كثير من السودانيين يخشونه بدأ يتحقق، مع محاصرة ملايين المدنيين بين نيران الطرفين في وقت تنفد فيه الحاجات الأساسية بسرعة.
كما حذرت من أن يتطور القتال بين الطرفين بسرعة إلى حرب أهلية طويلة الأمد، قد تهدد دول الجوار. واعتبرت أن البرهان، وحميدتي تعهدا بهزيمة بعضهما البعض بشكل كامل، وبالتالي “حتى لو قام الجيش بتأمين العاصمة في نهاية المطاف، وانسحب حميدتي إلى دارفور” – المنطقة التي بنى فيها شهرته، فإن شبح الحرب الأهلية بات يلوح بشكل متزايد.
إلى ذلك، نبهت من تأثير النيران المشتعلة في السودان على دول الجوار، كتشاد، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وليبيا، وجنوب السودان، وجميعها أصابها النزاع بالفعل بدرجات متفاوتة.
من الخرطوم (فرانس برس)
ميليشات طائفية
علاوة على ذلك، حذرت من مخاطر الميليشيات المنتشرة، لافتة إلى أن السودان مليء بعدد لا يحصى من الجماعات المسلحة والميليشيات الطائفية، والتي يمكن لأي منها أو جميعها أن ترمي بثقلها في الصراع داعمة سواء البرهان أو حميدتي ، ما يحول الحرب ذات الجانبين إلى حرب مستعرة أكثر تعقيدًا للجميع، لا سيما في المناطق المحيطة بالبلد.
أما جيفري فيلتمان، المسؤول السابق في الأمم المتحدة والمبعوث الأميركي السابق للقرن الأفريقي، فاعتبر في مقال رأي نشر بصحيفة واشنطن بوست قبل أيام أيضاً أن الجنرالين لا يمكن أن يكونا جزءًا من حل دائم.
كما رأى أن أكبر خطأ سيرتكب بالسماح للطرفين المتحاربين الجلوس مجددا والتوصل إلى تسوية ما تبقيهما في السلطة.
يذكر أن القتال بين الجنرالين والذي انطلقت شرارته في 15 أبريل الجاري، حصد حتى الآن نحو 450 قتيلاً، و2000 جريح، فيما خرجت معظم المنشآت الصحية في الخرطوم عن الخدمة، بحسب أحدث تقارير الأمم المتحدة، وسط تخوفات بألا تهدأ الأمور ما لم ينتصر طرف على آخر، ما قد يطيل أمد الصراع!
الجدير بالذكر ان خبر “كابوس السودان.. حرب مريرة قد تخرج الميليشات من القمقم” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.