متابعات ينبوع العرفة:
وسط أجواء مشحونة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، يحيي العالم خلال هذه الأيام الذكرى 77 لنهاية الحرب العالمية الثانية على الساحة الأوروبية.
فبمدينة ريمس (Reims) الفرنسية، وقّع الألمان يوم 7 مايو/أيار 1945 على وثيقة استسلامهم، وبسبب رفض السوفييت القبول بهذه الاتفاقية الأولى، وقعت ألمانيا على معاهدة استسلام ثانية ببرلين خلال اليوم التالي الموافق للثامن من شهر مايو/أيار 1945.
وبتلك الفترة، تكفّل القائد الأعلى للجيش الألماني الفيلد مارشال فيلهلم كايتل (Wilhelm Keitel) بمهمة التوقيع على صك الاستسلام الألماني الثاني معلنا بذلك وقع إطلاق النار من قبل الألمان.
إلى ذلك، شهدت الأشهر القليلة التي سبقت نهاية الحرب على الساحة الأوروبية، موجة انتحار بمناطق عديدة من ألمانيا. فبتلك الفترة، فضّل العديد من الألمان، خاصة العسكريين، الموت على مجابهة عار الهزيمة والوقوع بقبضة الحلفاء.
دعاية نازية
وخلال الأسابيع الأخيرة التي سبقت استسلام ألمانيا، لم يتردد العديد من كبار الشخصيات بالنظام النازي والجيش الألماني في إنهاء حياتهم لتجنب الوقوع بقبضة قوات الحلفاء، وإضافة لأدولف هتلر وزوجته إيفا براون، أقدم وزير الدعاية السابق جوزيف غوبلز، رفقة زوجته ماغدا، على إنهاء حياته يوم 1 أيار/مايو 1945 ليتبعه بالأيام القليلة التالية كل من قائد الأركان بالجيش الألماني فيلهلم بورغدوف (Wilhelm Burgdorf) وزميله الجنرال هانس كريبس (Hans Krebs) والمسؤول النازي مارتن بورمان (Martin Bormann) والكابتن بفرق الأس أس جورج باشماير (Georg Bachmayer) ومفوض هتلر بالنرويج جوزيف تيربوفن (Josef Terboven) الذي انتحر يوم 8 مايو/أيار 1945 باستخدام 50 كلغ من الديناميت، وعلى الرغم من نهاية الحرب، تواصلت موجات الانتحار لاحقا لتطال مسؤولين نازيين آخرين كان على رأسهم قائد فرق الأس أس هنريش هملر (Heinrich Himmler) والرجل الثاني بالنظام النازي هرمان غورينغ (Hermann Goering).
وبتشجيع من النظام النازي، امتدت عمليات الانتحار لتطال عددا كبيرا من المدنيين والعسكريين. فخلال الأشهر السابقة، روّج النازيون لدعاية تحدثوا من خلالها عن المعاملة السيئة التي يحظى بها الألمان عقب وقوعهم بقبضة الحلفاء.
ومن جهة ثانية، تحدثت آلة الدعاية الألمانية طيلة أشهر عن تقارير حول عمليات الاغتصاب والتعذيب والإعدامات التي ارتكبها الجيش الأحمر، وفرق مفوضية الشعب للشؤون الداخلية، السوفيتي بالمناطق ذات الأغلبية السكانية الألمانية. وأواخر شهر فبراير/شباط عام 1945، ألقى وزير الدعاية الألماني جوزيف غوبلز خطابا، أذيع على الراديو، أكد من خلاله عن رغبته في وضع حد لحياته والموت “بكرامة” بدل مشاهدة انهيار النظام النازي واستسلام ألمانيا.
عمليات انتحار عديدة
منذ مطلع العام 1945، شهدت ألمانيا موجات انتحار عديدة، وقد جاء أولها خلال شهر يناير عقب نجاح السوفييت في دخول مناطق بروسيا الشرقية وسيليزيا. وبالموجة الثانية ما بين شهري نيسان/أبريل ومايو/أيار، شهد الجيش الألماني وفرق الأس أس، إضافة للحزب النازي، عمليات انتحار عديدة.
وقد شهدت تلك الفترة إقدام أدولف هتلر نفسه على وضع حد لحياته عقب رفضه مغادرة برلين المحاصرة من قبل قوات الجيش الأحمر، وبالموجة الثالثة، شهدت المناطق القابعة تحت السيطرة السوفيتية العديد من عمليات الانتحار بسبب المعاملة السيئة وعمليات الاغتصاب ضد النساء الألمانيات. وبهذه الموجة الثالثة، أقدم المئات من أهالي مدينة دمين (Demmin) على قتل أنفسهم بسبب عمليات الاغتصاب التي كان وراءها جنود الجيش الأحمر السوفيتي.
أثناء معركة برلين، سجّل شهر أبريل/ نيسان 1945 انتحار نحو 3881 شخصا بالعاصمة وحدها. وقد ارتفع هذا العدد ليتجاوز السبعة آلاف حالة انتحار ببرلين وضواحيها، كان ضمنهم نسبة كبيرة من المدنيين، بحلول شهر مايو/أيار وقرب استسلام ألمانيا.
الجدير بالذكر ان خبر “قبل 77 عاماً.. انتحر الألمان لتجنب الهزيمة بالحرب العالمية ” تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق يبوع المعرفة والمصدر الأساسي هو المعني بصحة الخبر من عدمه.
وموقع ينبوع المعرفة يرحب بكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة كافة الأحداث والأخبار اول بأول.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.