في ظل استمرار تعثر الهدن.. هل يمكن حسم مواجهات السودان عسكريا؟ | البرامج


قال الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، إن حسم الجيش السوداني لمواجهاته مع قوات الدعم السريع عسكريا، ممكن، لكن يحتاج إلى إعادة صياغة المقاربة العسكرية بطريقة مختلفة، لافتا في الوقت ذاته إلى أن “فاتورة تكاليف ذلك الحسم ستكون باهظة”.

ورأى -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/5/1)- أن المقاربة التي يعمل على تحقيقها الجيش، هي إضعاف قدرات قوات الدعم السريع العسكرية، بحيث يجبرها ذلك على القبول بمقاربة سياسية تعطيها الحجم الحقيقي، ولا تمنحها فرصة النزوع للسيطرة على السودان.

يأتي ذلك على خلفية، ما شهدته العاصمة السودانية في اليوم الـ17 للمواجهات، من قصف الجيش السوداني بالطائرات مواقع لقوات الدعم السريع، التي ردت من جانبها بمضادات الطائرات، فيما تدور اشتباكات عنيفة في عدد من المواقع بين الجانبين، رغم دخول الهدنة السادسة التي وافق عليها الطرفان لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ.

وقال اللواء الدويري، إن المواجهات في يوميها الأولين، شهدت إعلاناتٍ واثقةً من قبل قوات الدعم السريع لتقدمها وحديثَ منتصرٍ أوشك على حسم المواجهات، وذلك يرجع لكونها من بادرت بالاشتباك، لكن وبعد 48 ساعة، استطاع الجيش امتصاص الصدمة، واستخدام أوراق القوة التي يملكها، ليتحول القتال لصالحه.

وأضاف أن الجيش لم يتمكن من فرض سيطرة كلية على المشهد لاعتبارات سياسية، منها عقد 6 هدنات كان واقعها أقرب للتهدئة، مؤكدا أن ما يحدث من مواجهات لا يمكن وصفه بقتال المدن بالمعنى الحرفي، بل هي مواجهات منفصلة مؤطرة بأماكن محددة كمحيط القصر الرئاسي ومقر القيادة العامة والمطار.

ولفت في هذا السياق، إلى أنه في حال حدث قتال مدن بالمعنى الحقيقي، فإن مدينة بحجم الخرطوم تحتاج إلى شهور بل ربما سنوات لحسم المعركة، مشيرا إلى ما يحدث في مدينة باخموت الأوكرانية والتي يستمر فيها القتال منذ شهور رغم قلة عدد سكانها ومساحتها مقارنة بالخرطوم.

وأوضح أن الجيش في حال أراد حسم المعركة عسكريا فإنه بحاجة لتغيير إستراتيجية قتاله، وهو أمر يتطلب أمدا زمنيا طويلا، والاستعانة بقوات ذات تدريب عال لم تدخل خط المعركة بعد، والاعتماد على منظومة استخباراتية متكاملة، مؤكدا في الوقت ذاته أنه من الصعب استعادة السيطرة الكاملة على الخرطوم في المدى القريب.

اتساع رقعة الصراع

ورأى أنه في حال عدم حصول حسم عسكري سريع كسيناريو أول لمستقبل المواجهات، فإن ذلك سيقود السودان إلى اتساع رقعة الصراع ليشمل كل الولايات بعد أن كان محصورا في 3 ولايات بجانب الخرطوم، وهو ما قد يؤدي إلى تفتيت السودان وتقسيمه.

وأشار إلى أن السيناريو الثاني المتوقع، هو السيناريو الليبي، وذلك في حال استطاع الجيش السيطرة على العاصمة الخرطوم دون حسم عسكري كامل، وخروج قوات الدعم السريع إلى ولايات أخرى.

أما السيناريو الثالث، وهو ما يتأمله المجتمع الدولي -حسب الخبير العسكري- فهو أن يشعر طرفا القتال بأن إمكانية الحسم العسكري غير واردة، ويقتنعا بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات، وهو ما يشبه سيناريو المشهد الإثيوبي.

بدوره، قال محمد تورشين الكاتب والباحث السياسي السوداني، إن المعطيات على الأرض، تؤكد أن الطرفين لا يحترمان الهدن بشكل واضح في ظل استمرار الخروقات من قبلهما، واستغلال تلك الهدن في زيادة الحشد وتعزيز مكامن القوى لديهما.

ويستبعد الكاتب السوداني في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر”، إمكانية الحسم العسكري، خاصة في حال خرجت قيادات قوات الدعم السريع من الخرطوم، وتمركزت مع قواتها في محافظات أخرى، غير أنه لم يستبعد تحقيق الحسم العسكري في حال تمكنت قوات الجيش من القبض على عناصر الدعم السريع قبل تمكنهم من الخروج من الخرطوم، معتبرا أن هذا السيناريو سوف يساعد في الحد من الخسائر.

وفي حال تمكنت قوات الدعم السريع من الوصول إلى منطقة دارفور، توقع تورشين أن تكون تداعيات هذا السيناريو وخيمة على السودان وربما تؤدي إلى حرب أهلية مفتوحة في مناطق مختلفة من السودان.


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post أسعار الأسهم بالبورصة المصرية اليوم الاثنين 1-5-2023
Next post حمزة الجمل يجتمع بلاعبى الإسماعيلى فى المران استعدادا لمواجهة بيراميدز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading