وسط الضبابية بشأن الجهة المسؤولة عن تفجير سد نوفا كاخوفكا (جنوبي أوكرانيا) والاتهامات المتبادلة بين موسكو وكييف، يشير مسؤولون وخبراء إلى أن الحدث سيؤثر لا محالة على مجريات الحرب الروسية الأوكرانية.
فقد وصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا -في تغريدة له بحسابه في تويتر- تفجير السد بأنه “جريمة حرب فظيعة”، مرجحا أن الحدث “سيتسبب في أكبر كارثة تكنولوجية في أوروبا منذ عقود ويعرض حياة آلاف المدنيين للخطر”، وفق تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” (Foreign Policy) الأميركية.
كذلك حذرت المديرة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في أوراسيا آريان باور من التداعيات الإنسانية الخطيرة للحدث، وقالت إن “تدمير سد نوفا كاخوفكا والفيضانات الناتجة عنه تشكل تهديدًا كبيرًا للمدنيين ومنازلهم وسبل عيشهم”.
وأشارت إلى أن الحدث “يضع عشرات الآلاف من الناس في ظروف إنسانية مزرية، وإن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية قد تغرق مجتمعات بأكملها في اليأس، وتدمر حياة المدنيين”.
ووفق تقرير فورين بوليسي، فإن عدد السكان في المناطق القريبة من السد والمعرضة لخطر الفيضانات يقدر بنحو 40 ألف شخص، يعيشون في مناطق يخضع بعضها للسيطرة الروسية والبعض الآخر للسيطرة الأوكرانية.
ويقع السد على نهر دنيبرو الذي يوفر المياه لتبريد محطة زاباروجيا النووية، التي تسيطر عليها القوات الروسية وتعد الأكبر في أوروبا، وتقدر كمية المياه التي يحتوي عليها السد بنحو 18 مليون متر مكعب.
إعاقة الهجوم المضاد
وأبرز تقرير فورين بوليسي أن تدمير سد نوفا كاخوفكا يمثل فصلًا جديدًا قاتمًا في الصراع الروسي الأوكراني، وينذر بكارثة بيئية جديدة في البلد الذي مزقته الحرب، ويقود إلى فوضى في الزراعة في جنوب أوكرانيا، وقطع إمدادات المياه عن شبه جزيرة القرم.
وقالت المجلة إن تأثير تدمير السد على سير المعارك في أوكرانيا لم يتضح بعد، لكنه يأتي في وقت تستعد فيه أوكرانيا لبدء هجومها المضاد المرتقب لاستعادة بعض أراضيها التي تسيطر عليها القوات الروسية جنوبي البلاد.
وتوقعت المجلة الأميركية أن الفيضانات من شأنها إبطاء أو إعاقة خطط القوات الأوكرانية لشن هجمات صاعقة على مواقع القوات الروسية في المنطقة الواقعة شرقي وجنوبي خيرسون.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، توقع تقرير المجلة أن تؤدي تداعيات تدمير السد إلى تعميق عزلة موسكو على الصعيد الدولي مع تكشف الكارثة الإنسانية التي تسبب فيها الحدث.
وتبادلت موسكو وكييف اليوم الأربعاء الاتهامات بشأن المسؤولية عن تدمير السد الذي يقع بمنطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن، في حين أكد المندوب الأوكراني بالمجلس أن تخريب السد لا يهدد حتى الآن محطة زاباروجيا النووية، وأن الوضع معقد لكنه ما زال تحت السيطرة.
وأكد المندوب الأوكراني سيرغي كيسليتسا أنه تم تدمير 11 جزءا من سد كاخوفكا من بين 24، ويجري العمل لإخلاء 27 منطقة قرب السد، متهما روسيا بتلغيمه وتفجيره من الداخل.
كما قال كيسليتسا إن هناك مؤشرات على أن ما وصفه بـ”الهجوم الإرهابي” على كاخوفكا تم التخطيط له منذ مدة من قبل روسيا، داعيا الأمم المتحدة والمؤسسات الإغاثية لمساعدة المتضررين من الفيضان الذي نجم عن تفجير السد.
في المقابل، نفى المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا الاتهامات الأوكرانية، وقال إن كييف هي التي قامت بتخريب متعمد ضد منشأة بنية تحتية بالغة الخطورة.
وأشار إلى أن قيادة القوات المسلحة الأوكرانية كانت أعلنت صراحة عن استعدادها لتفجير هذا السد لتحقيق مكاسب عسكرية منذ العام الماضي، مشيرا إلى أن هناك حملة تضليل منسقة من الغرب ومن كييف مفادها أن روسيا هي التي فجرت السد.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.