انطلقت المهمة في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي على متن الصاروخ فالكون 9 التابع لشركة “سبيس إكس” اليابانية، من محطة كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأميركية
قبل ثوان من هبوطها على سطح القمر، أمس الثلاثاء، انقطع الاتصال بين المهمة القمرية الإماراتية “راشد” والقاعدة الأرضية، وحاول المهندسون المختصون عبثا معاودة الاتصال مع المركبة طوال 10 دقائق، إلا أنها لم تستجب.
محاولات لم تنجح
وبحسب شركة “آي سبيس” اليابانية المشغلة للمهمة الإماراتية، لم تنجح محاولات المهندسين المختصين إعادة الاتصال بالمركبة، ما يعني فقدانها، وترجح الشركة أن تكون المركبة قد تحطمت خلال محاولتها الهبوط على سطح القمر.
مركز محمد بن راشد للفضاء قال في تغريدة عبر حسابه الرسمي على “تويتر” اليوم الأربعاء، إنه حتى الساعة 8:00 صباحًا بتوقيت اليابان (3 صباحًا بتوقيت دولة الإمارات)، لم يتم الاتصال بين مركبة الهبوط “هاكوتو آر”، ومركز التحكم بالمهمة، وبالتالي تم تأكيد عدم وجود إمكانية لتحقيق هبوط ناجح على القمر، والاتصال بالمركبة.
أكدت شركة “آي سبيس” أنه حتى الساعة 8:00 صباحًا بتوقيت اليابان (3 صباحًا بتوقيت دولة الإمارات)، لم يتم الاتصال بين مركبة الهبوط “هاكوتو آر”، ومركز التحكم بالمهمة، وبالتالي تم تأكيد عدم وجود إمكانية لتحقيق هبوط ناجح على القمر، والاتصال بالمركبة.
— MBR Space Centre (@MBRSpaceCentre) April 26, 2023
وفي تغريدة تالية أكد المركز أن الفريق المختص ببناء المركبة قد اكتسب بهذه التجربة خبرات وتجارب علمية قيّمة من هذه المهمة، سيستفيد منها في تحقيق مزيد من الإنجازات في مجال استكشاف الفضاء.
بيان من مركز محمد بن راشد للفضاء حول مشروع الإمارات لاستكشاف القمر “المستكشف راشد”. pic.twitter.com/qq4tnSPs6l
— MBR Space Centre (@MBRSpaceCentre) April 26, 2023
من جانبه، قال تاكيشي هاكامادا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “آي سبيس” إنه “على الرغم من أننا لا نتوقع إكمال الهبوط على سطح القمر في هذا الوقت، فإننا نعتقد أننا أنجزنا تماما ما تنطوي عليه هذه المهمة من أهمية، بعد أن اكتسبنا قدرا كبيرا من البيانات والخبرة من خلال القدرة على تنفيذ مرحلة الهبوط”.
شريكان تجاريان ومركبة عربية
المهمة كانت قد انطلقت في 11 ديسمبر/كانون الأول 2022 على متن الصاروخ “فالكون 9” التابع لشركة “سبيس إكس”، من محطة كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأميركية، ثم وصلت إلى محور القمر واستمرت بالدوران حوله على ارتفاع 100 كيلومتر، إلى أن أرسلت لها القاعدة الأرضية أمرا بالنزول إلى سطح القمر.
وتم تصميم “راشد روفر” (Rashid Rover) من قبل مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي بالإمارات العربية المتحدة، وهي بذلك أول مستكشف جوال عربي للقمر من هذا النوع، سميت على اسم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي حكم دبي عند إنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة في 1971.
وقد تعاون مركز محمد بن راشد للفضاء مع شركة “آي-سبيس” (iSpace) اليابانية، لبناء مركبة هبوط تحمل المستكشف راشد وتهبط به إلى القمر لينطلق في رحلته البحثية، سميت المركبة “هاكوتو -ر” (HAKUTO-R)، وبذلك تكون “آي-سبيس” أولى الشركات التجارية التي ترسل مركبة من هذا النوع للهبوط على القمر.
وكان مشروع “هاكوتو” (الكلمة التي تعني “الأرنب الأبيض” باللغة اليابانية) هو أحد المشاريع التي وصلت إلى المرحلة النهائية من مسابقة “غوغل لونار إكسبرايز” (Google Lunar XPRIZE) والتي تهدف لتحفيز الوصول إلى القمر بأسعار معقولة ومنح رواد الفضاء منصة شرعية لتطوير نماذج أعمال طويلة الأجل حول النقل القمري، لكن المسابقة لم تعلن عن فائز نهائي حيث لم تتمكن أي شركة من إنزال روبوت إلى سطح القمر قبل الموعد المحدد في عام 2018.
وبموجب شروط الاتفاقية الموقعة بين مركز محمد بن راشد وشركة “آي-سبيس”، فالمفترض أن تقوم الشركة اليابانية بالعمل على هبوط مركبة راشد على سطح القمر، وتوفير الاتصالات والطاقة للمركبة خلال رحلتها فوق سطح القمر، والتي كان من المفترض أن تتم خلال 14 يومًا أرضيا تقريبا.
مهمة بسيطة لكن ذكية
وكانت مركبة راشد الجوالة بسيطة نسبيا في تركيبها، إذ كان على متنها 6 أدوات علمية؛ منها كاميرتان عاليتا الدقة، وكاميرا مجهرية لالتقاط التفاصيل الصغيرة، وكاميرا تصوير حراري.
وبشكل رئيسي، استهدفت “راشد” دراسة البيئة القمرية بحيث تساعد المهام القمرية القادمة من أي مكان بالعالم على التكيف بشكل أفضل مع هذه البيئة، ولأجل ذلك كان هدف المهمة الأول هو دراسة الخصائص الحرارية والجيولوجية لسطح القمر، إلى جانب الحصول على معرفة جديدة متعلقة بجزيئات الغبار القمري وحركتها على سطح القمر، بتفاصيل مجهرية لأول مرة في تاريخ أبحاث القمر.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.