علامات تدل على أن صديقك المقرب لم يعد كذلك | أسلوب حياة


بعد صداقة استمرت حوالي 7 سنوات، قررت المعلمة شيرين منصور، أن تنهي علاقتها بصديقتها الأقرب إليها. لم يكن الأمر يتعلق -كما بدا للآخرين- بخلاف في الرأي أدى إلى قطيعة، لكن وحدها شيرين (36 عاما) كانت تعلم أنها فقدت صديقتها منذ وقت بعيد، وليس فقط للسبب الواضح للجميع، لذا لم تنصع لمساعي الراغبين في عودة المياه إلى مجاريها قائلة “لقد تغيرنا ولم نعد صديقتين كما كنا”.

أسباب عديدة أدت إلى التحول الذي طال علاقة الصداقة بين الشابتين، فرغم فارق العمر بينهما، الذي كان يسمح لشيرين بأن تتخذ موضع الصديق المرشد طيلة الوقت، والمنقذ في أحيان كثيرة، مما زاد عليها عبئا نفسيا، كانت في غنى عنه لولا ما حتمته عليها أواصر تلك الصداقة، لكنها تقول إنها تعرضت لصدمة شديدة من صديقتها حين أخبرتها أنها تمارس عليها دور الأم.

يقول نادر عطا الله، الطبيب النفسي، للجزيرة نت، إن وقع انتهاء الصداقة يشبه لدى البعض وقع انتهاء العلاقات العاطفية، خاصة إذا تكررت أنماط النهايات لصداقات مختلفة أكثر من مرة، فيشعر المرء وكأن الخطأ فيه، وأن الجميع يتركه لأنه ليس أهلا للصحبة أو المحبة، وهذا يشكل صدمة نفسية لا يستطيع البعض تجاوزها.

إنهاء الصداقة ليس سهلا على النفس، ففي غالبية الأحيان يشعر الشخص أنه ملزم بالاستمرار في العلاقة رغم انزعاجه منها، فلا أحد يحدد ما الذي يجب أن يناله طرفا الصداقة لكي يستمر فيها.

إذا كنت تشعر بالإرهاق بعد لقاء صديقك أو تصبح المكالمة الهاتفية بينكما ثقيلة فهذه علامة على توتر صداقتكما (شترستوك)

الأمر يبدو أسهل في العلاقات العاطفية، فهناك بروتوكول ملزم للطرفين، وإذا تجاهل أي منهما واجباته نحو العلاقة، يصبح الأمر سهلا وواضحا للطرف الآخر، وعليه اتخاذ القرار، لكن في الصداقة تبدو العلامات واضحة؛ إلا أن القرار يظل صعبا على الطرفين أو أحدهما، وفق مقال لمرشدة العلاقات روكسي بسي، نشره موقع “سيكولوجي توداي” (Phychology Today).

تقول روكسي إن قوة ومتانة الصداقات تؤثر على مستويات التوتر لدى الإنسان، والصحة البدنية، والشعور العام بالإرهاق، والطريقة التي يتكيف بها مع الأمور، وكما توجد آثار إيجابية للصداقة الجيدة، توجد كذلك آثار سلبية عديدة، لا سيما عند حدوث الكثير من التقلبات التي من الممكن أن تؤثر على الصحة البدنية والنفسية.

وتحدد روكسي عددا من العلامات التي تشير إلى ضرورة وضع حد لعلاقة صداقة مسيئة، وإذا اكتشفت هذه العلامات أو بعضها فلا تتردد في إنهاء الصداقة لأن استمرارها يؤثر عليك بصورة سلبية.

علامات انتهاء الصداقة

  • اختلاف القيم الأساسية

بمرور وقت طويل على علاقة الصداقة، قد تتغير القواسم المشتركة التي أدت إليها، ومن الطبيعي أن تتحرك حياتك بمرور الوقت في اتجاه مختلف عن حياة صديقك، أحيانا قد تنجو بعض الصداقات من هذه التغيرات، وينتهي البعض الآخر بالتباعد.

إذا كنت الطرف الوحيد الذي يبذل جهدا للحفاظ على الصداقة، فاعلم أن هذه العلاقة مهددة بالانهيار (بيكسلز)
  • أنت المدافع الوحيد عن الصداقة

إذا كنت الطرف الوحيد الذي يبذل جهدا للحفاظ على الصداقة، فاعلم أن هذه العلاقة مهددة بالانهيار، ذلك لأن نجاح أي علاقة واستمرارها يتطلب جهدا من الطرفين.

  • في اللقاء عناء وتعب

إذا كنت تشعر بالإرهاق بعد قضاء الوقت مع صديقك، أو تصبح المكالمة الهاتفية بينكما ثقيلة وتشعرك بالاستنزاف بلا طائل، فهذه علامة تشير لضرورة معرفة أسباب ذلك.

  • لماذا أنا هنا؟

عندما يتردد داخلك سؤال: لماذا أنا هنا؟ لماذا تستمر هذه العلاقة؟ حين لا يمكنك العثور على سبب وجيه ولا تجد نفعا للدور الذي تلعبه هذه الصداقة في حياتك، فهذه علامة على ضرورة انفصالك عن هذا الصديق.

  • عدم احترام الحدود

يتوقع صديقك أحيانا وجوده معك في أي مكان تتم دعوتك إليه، أو يشعر بالغيرة لقضاء الوقت مع أصدقاء آخرين، أو يريد دمجك في دوائر لا تفضلها لمجرد أنها المفضلة لديه، كل ذلك يعني عدم احترام الحدود بينكما.

إذا كان صديقك يريد دمجك في دوائر لا تفضلها فهذا دليل على عدم احترام الحدود بينكما (شترستوك)
  • تخفي تفاصيل حياتك عنه

لكل منا حياته الخاصة وأسراره التي لا يبوح بها، ولكن محاولاتك المستمرة بأن تظهر كإنسان مختلف عن شخصيتك الحقيقية، وتخفي بعض الأسرار لتبدو مثاليا، ربما خوفا من حكمه عليك، أو أنك لا تشعر بالأمان الذي يسمح لك بمشاركة التفاصيل معه، أو ربما لشعورك بأن صديقك يحمل بعض الغيرة من تفاصيل خاصة بحياتك، فهذا يعني أن علاقتكما ليست آمنة بصورة كافية لكي توصف بالصداقة. فالصديق يرشدك إن ضللت الطريق من دون أن يصدر الأحكام عليك أو يوصمك بالخطأ.

كيف تؤثر عليك الصداقات السيئة؟

تشير الطبيبة النفسية جانيت برتو في مقال على موقع “هيلث لاين” (Healthline) إلى أن الصداقات السيئة لها تأثير كبير على الراحة الشخصية، وتنتج عنها مشاعر سلبية.

وغالبا ما يستخدم الأصدقاء السيئون طرقا ملتوية في علاقتهم معك، مثل إظهار أنهم دوما ضحية، فتبدأ في الشعور بخذلانهم، وربما تأتي تلك العلاقة على حساب علاقاتك الأخرى.

وفي مقالها تشير برتو إلى أن التعامل مع الصداقات السيئة لا يعني قطعها منذ البداية، لكن يمكن إعطاء فرصة أخرى لتقويتها، لكن من الضروري أن تكون واضحا وحاسما.

إن الفرصة الثانية مهمة، لكنها ليست دائما مطلوبة، وفق برتو، فإذا لم تكن الصداقة لها فوائد إيجابية بالنسبة لك، فمنحها المزيد من الفرص سيكون مضيعة للوقت، وتؤكد أن الانفتاح على علاقات أخرى، وملء وقتك بأفكار جديدة ومفيدة سيساعدك على تخطي تلك المرحلة.


اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Previous post مقاتلات أميركية تطارد طائرة انتهكت المجال الجوي في واشنطن
Next post زيلينسكي قال بنفسه إن الحرب ستنتهي “دبلوماسياً”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading