عشبة الأشواغاندا.. حل سحري للتخلص من الأرق أم علاج وهمي؟ | أسلوب حياة

أصبحت عشبة الأشواغاندا حديث الكثيرين في الشهور الأخيرة، بعد انتشارها عبر منصات التواصل الاجتماعي، فقد اعتبرها البعض حلا سحريا لخفض التوتر وتعزيز المناعة، بينما رآها آخرون صيحة جديدة لمؤثري مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لمنتج جديد. فما فوائد الأشواغاندا وما أضرارها المحتملة؟

علاج طبيعي للإجهاد والتوتر

الأشواغاندا (Ashwagandha) هي عشبة دائمة الخضرة تنمو في آسيا وأفريقيا. وتعرف بالكرز الشتوي، وتستخدم عادة لخفض الأرق والتوتر، إذ تحتوي على مواد كيميائية يحتمل أنها تساعد في تهدئة الدماغ وتقليل الالتهابات وخفض ضغط الدم وتحفيز جهاز المناعة.

وتساعد الأشواغاندا الجسم على مقاومة الإجهاد البدني والعقلي. وفي بعض الحالات تستخدم لعلاج الأرق والشيخوخة، وفق بعض الدراسات.

فوائد الأشواغاندا

• تقليل مستويات الكورتيزول

تشير الأبحاث إلى أن مكملات الأشواغاندا قد تساعد في تخفيف القلق. وخفض مستويات الكورتيزول الذي يعرف باسم هرمون الإجهاد.

وفي دراسة محدودة شارك فيها 58 شخصا، فإن أولئك الذين تناولوا 250 أو 600 مليغرام من مستخلص الأشواغاندا لمدة 8 أسابيع، انخفض لديهم بشكل كبير مستويات هرمون الكورتيزول مقارنة مع أولئك الذين تناولوا مكملات غذائية أخرى.

أولئك الذين تناولوا مكملات الأشواغاندا شهدوا أيضًا تحسنًا في جودة النوم، فقد وجدت دراسة أخرى أجريت على 60 شخصًا أن أولئك الذين تناولوا 240 مليغراما من مستخلص الأشواغاندا لمدة 60 يومًا، كان لديهم انخفاض كبير في مستويات القلق ومن ثم استمتعوا بنوم هادئ.

• تعزيز الأداء الرياضي

أظهرت الأبحاث أن الأشواغاندا قد تكون لها آثار مفيدة للأداء الرياضي.

واشتمل تحليل لـ12 دراسة أجريت على الأشخاص الذين تناولوا جرعات الأشواغاندا بين 120-1250 مليغراما يوميا، وأشارت النتائج إلى أن العشبة قد تعزز الأداء البدني بصورة ملحوظة.

كما وجد تحليل آخر، من خلال مراجعة 5 دراسات، أن تناول الأشواغاندا يعزز بشكل كبير من استهلاك الحد الأقصى للأكسجين (VO2 max) لدى البالغين والرياضيين الأصحاء.

و(VO2 max) هو الحد الأقصى لكمية الأكسجين التي يمكن لأي شخص استخدامها أثناء النشاط المكثف، وهو قياس لياقة القلب والرئتين.

ويعد الحصول على الحد الأقصى للأكسجين (VO2 max) أمرًا مهمًّا للرياضيين وغير الرياضيين على حد سواء.

ويرتبط انخفاض (VO2 max) بزيادة مخاطر الوفيات، في حين يرتبط ارتفاع (VO2 max) بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

بالإضافة إلى ذلك، قد تساعد الأشواغاندا في زيادة قوة العضلات.

• مقاومة الاكتئاب

تشير بعض الأدلة إلى أن تناول الأشواغاندا كمكمل غذائي قد يساعد في تقليل أعراض بعض حالات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب.

وكشف الباحثون أن تناول ألف مليغرام من مستخلص أشواغاندا يوميا لمدة 12 أسبوعًا، يساعد على انخفاض أكبر في مستويات الاكتئاب والقلق.

• زيادة الخصوبة

أظهرت بعض الدراسات أن مكملات الأشواغاندا تزيد من خصوبة الذكور وترفع من مستويات هرمون التستوستيرون.

وفي إحدى الدراسات، تناول 43 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 40-70 عاما، يعانون من زيادة الوزن والتعب الخفيف، أقراصًا تحتوي على خلاصة الأشواغاندا لمدة 8 أسابيع.

وارتبط العلاج بزيادة أكبر بنسبة 18% في هرمون DHEA-S، وهو هرمون جنسي يشارك في إنتاج هرمون التستوستيرون. وكان لدى المشاركين الذين تناولوا هذه العشبة زيادة في هرمون التستوستيرون بنسبة 14.7%.

• تحسين الذاكرة والتركيز

قد يعزز تناول الأشواغاندا وظائف المخ، بما في ذلك الذاكرة، وقد يحسّن تناولها من الوظائف الإدراكية، بما في ذلك كبار السن الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف والأشخاص المصابون بالفصام.

وأظهرت دراسة أجريت على 50 شخصًا بالغًا أن تناول 600 مليغرام من مستخلص الأشواغاندا يوميا لمدة 8 أسابيع أدى إلى تغيرات إيجابية كبيرة في الانتباه والذاكرة الفورية وسرعة معالجة المعلومات.

كما لاحظ الباحثون أن المركبات الموجودة في الأشواغاندا، لها تأثيرات مضادة للأكسدة في الدماغ، مما قد يفيد الصحة الإدراكية.

عشبة قد لا تناسب الجميع

من المحتمل أن تكون الأشواغاندا مصدرًا آمنًا لمعظم الأشخاص عند استخدامها لمدة تصل إلى 3 أشهر، على الرغم من أن آثارها طويلة المدى غير معروفة.

ومع ذلك، قد لا تكون أشواغاندا آمنة في حالات:

• الحمل لأن الجرعات العالية قد تؤدي إلى فقدان الحمل.
• الرضاعة الطبيعية.
• سرطان البروستاتا الحساس للهرمونات.
• قبيل إجراء عملية جراحية.
• اضطراب في المناعة الذاتية أو الغدة الدرقية.
• مشاكل في الكبد.

الآثار الجانبية المحتملة

إلى جانب فوائد عشبة الأشواغاندا التي يروج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تبدو سحرية، إلا أن لها بعض الآثار الجانبية المحتملة تتراوح من الصداع إلى مشكلات في الجهاز الهضمي.

وغالبًا ما تحدث هذه الآثار الجانبية بسبب تناول جرعات كبيرة من العشبة أو المكملات الغذائية التي تحتوي عليها، مما يؤدي إلى تهيج مباشر في الغشاء المخاطي في الأمعاء.

لذلك، من الضروري استشارة الطبيب قبل استخدام الأشواغاندا.

بالإضافة إلى ذلك، يتعرض الأشخاص المصابون بالسرطان والسكري ومشاكل الغدة الدرقية والذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي لخطر كبير للتأثيرات السلبية للمستخلص.

تشمل الآثار الشائعة لأشواغاندا ما يلي:

تلف الكبد: في دراسة أجريت عام 2019 حول أشواغاندا، أبلغت الدراسة عن عدة حالات إصابة واضحة بالكبد مرتبطة بالأشواغاندا.

ومع ذلك، فإن حالات إصابة الكبد المرتبطة بأشواغاندا كانت قليلة بين عينة البحث. وأفادت الدراسة بأن إصابة الكبد تتراوح بين خفيفة إلى متوسطة.

النعاس: قد توفر أشواغاندا تأثيرًا مريحًا يسمح لك بالنوم بسهولة أكبر وتعزز جودة النوم بشكل أفضل. وعلى الرغم من أن هذا الشعور صحي خلال ساعات النوم، فإنه قد يؤثر بصورة سلبية، إذ قد تعاني من الشعور بالنعاس خلال ساعات النهار.

قيء وغثيان: يشكو مستخدمو الأشواغاندا أحيانًا من الشعور بالغثيان، وذلك لأن تناول جرعات كبيرة منها، سواء في شكل مسحوق أو أقراص، قد يسبب تهيج الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى اضطراب المعدة والقيء والإسهال.

أمراض المناعة الذاتية: يجب على الأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم باضطرابات المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة تجنب تناول الأشواغاندا. وتُعالَج هذه الاضطرابات عادةً بالأدوية التي تقلل من استجابة الجهاز المناعي.

وقد تتداخل مكملات الأشواغاندا مع فعالية الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.

لذلك تحدث دائمًا مع الطبيب للتأكد من أن الأشواغاندا مكمل غذائي مناسب لك.