“طاقة” وإنجي ينجزان صفقة لتمويل “المرفأ2” بـ 620 مليون دولار

وسيتم تمويل المشروع بشكل رئيسي (78 بالمئة) بواسطة قروض من قِبلِ مجموعة من المصارف المحلية والدولية، بما فيها:

• مصرف أبوظبي الإسلامي
• بنك “بي إن بي باريباس
• مؤسسة “سوميتومو ميتسوي المصرفية”
• بنك “نورينتشوكين”
• بنك “بي إن بي باريباس”
• بنك “كي إف دبليو آبيكس – جي إم بي إيتش”.

ويأتي ذلك بعد توقيع “طاقة” و”إنجي” اتفاقية شراء المياه مع “مياه وكهرباء الإمارات” في شهر فبراير الماضي.

وستنتج محطة “المرفأ 2″، التي ستصبح ثالث أكبر محطة لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي في دولة الإمارات، 120 مليون جالون مياه يومياً عند دخولها حيز التشغيل بشكل كامل، وهذه الكمية تعادل 550 ألف متر مكعب تقريباً من المياه الصالحة للشرب.

ويتوقع أن تدخل المحطة حيز التشغيل في الربع الأخير من 2025، وستمتلك “طاقة” حصة 60 بالمئة من المحطة، و”إنجي” حصة 40 بالمئة، وستتولى الشركتان تشغيل وصيانة المحطة بواسطة شركةٍ تتوزع ملكيتها بين “إنجي” بحصّة 60 بالمئة، و”طاقة” بحصة 40 بالمئة. أما “مياه وكهرباء الإمارات” فستشتري المياه التي تنتجها المحطة لمدة 30 عاماً.

وسوف تستخدم محطة “المرفأ 2” لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي تقنية عالية الكفاءة بفعالية تصل إلى 6 أضعاف فعالية التقنيات الحرارية التقليدية المستخدمة في تحلية المياه. وتُمكِّن هذه التقنية أيضاً من الحدّ من انبعاثات الكربون عبر فصل عمليات توليد الكهرباء عن تحلية المياه، وبالتالي دعم الجهود في قطاع الطاقة لخفض التكاليف وتحقيق أهداف الاستدامة.

وسيعود هذا المشروع الذي يتميز بهذا الحجم والنوعية بالفائدة على الاقتصاد المحلي، حيث سيتولى أعمال الإنشاء والهندسة والمشتريات كلٌّ من شركة “النصر للمقاولات”، وهي إحدى شركات المقاولات في أبوظبي، إلى جانب الشركة العالمية لتحلية المياه (سيدم).

وبهذا الصدد، قال فريد العولقي، المدير التنفيذي لوحدة أعمال توليد الكهرباء وتحلية المياه في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة): “إن شركة “طاقة” فخورة بالاستثمار في تطوير، وامتلاك، وتشغيل هذا المشروع الحيوي للمياه في أبوظبي، الأمر الذي يساهم في دعم مساعي دولة الإمارات الرامية لإزالة الكربون، إلى جانب المساهمة في تعزيز جهود “طاقة” نحو تحقيق أهدافها المتعلقة بخفض الانبعاثات. ويأتي هذا المشروع تماشياً مع استراتيجيتنا للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، واستراتيجية النمو لدينا، واللتين تهدفان إلى توسيع استثماراتنا في مجال تحلية المياه باستخدام تقنية التناضح العكسي عالية الكفاءة لتشكل ثلثي إجمالي قدرتنا الإنتاجية بحلول عام 2030. ومحطة “المرفأ 2” ستمكننا من تسريع وتيرة جهودنا لفصل عمليات توليد الكهرباء عن تحلية المياه في محطاتنا بهدف تخفيض بصمتنا الكربونية بشكل أكبر. إضافة إلى ذلك، يقدم هذا المشروع الدعم الحيوي لـ “طاقة” لتتمكن من مواصلة جهودها لتعزيز قدراتها في مجال التشغيل والصيانة، التي تُعدّ جزءاً رئيسياً من طموحنا الاستراتيجي لتحقيق النمو بحلول عام 2030.”

وأضاف قائلاً: “وتزامناً مع “عام الاستدامة” واستعداداً لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP 28″، فإن من الأهمية بمكان إبراز مشاريع عالمية المستوى كهذا المشروع، والتي تجسد طموحاتنا المتعلقة بالاستدامة، وتساهم في الحفاظ على الأمن المائي، الذي يُعد من أبرز التحديات العالمية اليوم، وأحد البنود الرئيسية على جدول أعمال المؤتمر، الذي سيُعقد هنا في دولة الإمارات هذا العام.”

ومن جانبه، قال عثمان جمعة آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة “مياه وكهرباء الإمارات”: ” مشروع محطة “المرفأ 2″، تُعدّ خامس مشاريع شركة “مياه وكهرباء الإمارات” لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي منخفضة الكربون لغاية اليوم، وستكون ثالث أكبر محطة لتحلية المياه بهذه التقنية في دولة الإمارات عند دخولها حيّز التشغيل التجاري الكامل. ويعكس هذا الإنجاز الدور الذي تضطلع به شركة “مياه وكهرباء الإمارات” لدعم مثل هذه المشاريع عالمية المستوى في قطاع المرافق، وذلك بالتعاون مع أبرز الشركاء المحليين والدوليين للإسهام بشكل ملحوظ في تسريع وتيرة التحوّل في قطاع الطاقة المحلي، وتوفير إمدادات مياه مستدامة وآمنة بتكلفة مقبولة تماشياً مع استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036.”

وأضاف: “يُعدّ إطلاق مجموعة من مشاريع تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، التي تجذب المزيد من الاستثمارات ضمن قطاع المرافق جزءاً لا يتجزأ من المبادرة الاستراتيجية لشركة “مياه وكهرباء الإمارات” لفصل عمليات توليد الكهرباء عن عمليات تحلية المياه، والتي من شأنها تمكين الشركة من تحقيق الأهداف الاستراتيجية للطاقة النظيفة لعام 2035، والتي أعلنت عنها دائرة الطاقة – أبوظبي لخفض انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 75 بالمئة. ومن خلال مبادراتنا، نتطلع إلى إنتاج أكثر من 90 بالمئة من المياه المُحلاة بواسطة تقنية التناضح العكسي بحلول عام 2030، مما سيسهم في خفض انبعاثات الكربون الناجمة عن عمليات إنتاج المياه المُحلاة بنسبة 88 بالمئة”.

وفي معرض تعليقه على الإعلان، قال فريدريك كلو، العضو المنتدب لقطاع التوليد المرن والبيع بالتجزئة لدى شركة “إنجي” في منطقة آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا: “يقوم التعاون الناجح والمثمر على الشراكات القوية ذات الأسس الراسخة. لذلك، يسرّنا التعاون من جديد مع مجموعة “طاقة” لإنشاء محطة لتحلية المياه على نطاق واسع، مستفيدين من خبرتها الطويلة في مجال تحلية المياه عبر تركيزها على إنشاء محطات تعتمد على تقنية التناضح العكسي.”

وأضاف: “وانطلاقاً من الأهداف العالمية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2045، نواصل في “إنجي” البحث في سُبُل إزالة الكربون من عملياتنا القائمة حالياً، بينما نُجري المزيد من الأبحاث والدراسات حول تقنيات الأغشية الجديدة والتحسينات التي يمكن إجراؤها في محطاتنا لتعزيز فعاليتها من حيث الكفاءة في استخدام الطاقة.”

الجدير بالذكر أنّ مشروع محطة “المرفأ 2” يرسخ المكانة الرئدة لدولة الإمارات، كما يساهم في زيادة الكفاءة وتعزيز قدراتها في مجال تحلية المياه وهو أمر حيوي للغاية، خصوصاً في ظلّ التهديدات المتزايدة التي يواجهها العالم اليوم، والناتجة عن ندرة المياه بفعل التغيّر المناخي. وإضافة لما سبق، سيساهم المشروع في إعادة توجيه القيمة إلى الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل جديدة في مدينة المرفأ الواقعة في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي.