في 24 فبراير/شباط 2022، اليوم الأول للهجوم الروسي على أوكرانيا، عبر الروس إلى منطقة تشرنوبل من بيلاروسيا، ومكثوا 5 أسابيع، وخيموا بعض الوقت في موقع شهد أسوأ حادث نووي في التاريخ.
ورد في تقرير لصحيفة صنداي تايمز البريطانية (Sunday Times) أن هؤلاء الجنود الروس حفروا مواقع دفاعية في الغابة الحمراء، ضمن دائرة نصف قطرها 9.5 كيلومترات من المفاعل النووي رقم 4، حيث عاشوا وأكلوا وناموا لمدة أسبوعين.
مجرد غباء
وقال التقرير إنه لا أحد يستطيع أن يفهم لماذا فعل الجنود الروس ذلك، ونقل عن أوكسانا بيشنا (30 عاما)، وهي مرشدة سياحية تحولت إلى موظفة بوزارة الدولة مسؤولة عن منطقة الحظر “لا تحاولوا إيجاد منطق، إنه مجرد غباء”.
ويُطلق على المكان اسم الغابة الحمراء، لأن هذا هو اللون الذي تحولت إليه الأشجار بعد كارثة انفجار مفاعل تشرنوبل في 1986، حيث انتشرت سحابة السم عبر أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا إلى دول البلطيق والدول الإسكندنافية.
وقالت بيشنا إن حفر الخنادق فكرة خطرة للغاية “إنها أخطر بقعة في المنطقة الخاصة، لأن تحت الأرض لدينا نفايات نووية”.
اعتقدوا أنها آمنة من القصف
وحتى الأوكرانيين الذين بقوا بعد الكارثة النووية حاولوا تحذير أعدائهم. ربما شعر الروس بأمان أكبر هناك لأنهم كانوا يعلمون أن الأوكرانيين لن يقصفوا المنطقة المحيطة بالمحطة النووية.
وأكد دبلوماسيون أن بعض الجنود الروس المتمركزين في الغابة أصيبوا بالإشعاع. فمن الممكن أن يؤدي ركل الغبار أو المشي على الطحالب إلى تلوث الجسم، والحفر أسوأ بكثير.
أخيرا، في الأول من أبريل/نيسان 2022، مع شن القوات الأوكرانية هجمات مضادة من كييف (145 كيلومترا جنوبا)، انسحب آخر “المحتلين”، تاركين وراءهم أكواما من القمامة.
اليوم، عادت تشرنوبل إلى الهدوء مرة أخرى. وأصبح الجنود الأوكرانيون لوحدهم يتمركزون في منطقة الحظر التي تبلغ مساحتها 1600 كيلومتر مربع وجميعهم في مناطق آمنة.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.