قالت صحيفة فزغلياد الروسية إن الصحافة الغربية أقرّت بإخفاق الهجوم الأوكراني، موضحة أن ذلك سيولّد مشكلات كبيرة لكييف، وسيؤثر في الدعم الأميركي لأوكرانيا، وتساءلت عن تأثير ذلك في الانتخابات الأميركية.
وأضافت بأن تلك الهزيمة ستمكّن الجمهوريين من تشديد الخناق على الرئيس الأميركي جو بايدن؛ بسبب الأموال التي دفعتها واشنطن لدعم الحليف الأوكراني.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى ما نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية من أن توقّع انتصار أوكرانيا وتعليق أمل على تخلّي الجنود الروس عن خنادقهم وهروبهم من ساحة المعركة، ظلّت مجرد تخيلات تبدّدت مع الهجوم.
ونسبت إلى السيناتور الأميركي تومي تابيرفيل وصفه القوات الأوكرانية بأنها “فريق من طلاب المدارس الإعدادية”، غير قادرين على كسب الحرب دون قوات حلف الشمال الأطلسي (الناتو).
معارضة الأميركيين
وذكرت الصحيفة أن شعبية زيلينسكي داخل الولايات المتحدة ستتأثر سلبًا بتعثر الهجوم الأوكراني، مضيفة أن معارضة الأميركيين للدعم العسكري لأوكرانيا بلغت نسبته 55%.
ونقلت عن ديمتري سوسلوف -نائب مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة في المدرسة الروسية العليا للاقتصاد- قوله إن الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة أصبح أكثر ارتباطًا بالعامل الخارجي.
وأضاف بأنه إذا كان الوضع الاقتصادي الأميركي الداخلي مزدهرًا قبل الانتخابات، فإنه لن يكون للصراع العسكري في أوكرانيا تأثير في الانتخابات، أما إذا تدهور الوضع الاقتصادي فإنه سيعطي الجمهوريين الفرصة لاستخدام العامل الأوكراني ولوم بايدن على الأموال التي تُخصّص لأوكرانيا.
وقال إن الحملة الانتخابية الأميركية ستنطلق في الربيع القادم، وفي حال لم تتمكّن أوكرانيا بحلول ذلك الوقت من إظهار أي نجاحات جادة على ساحة المعركة، فمن المستبعد أن تحافظ الولايات المتحدة وحلف الناتو على المستوى العالي الحالي من الدعم.
بايدن سيقاوم
ومع ذلك، يقول سوسلوف إن بايدن يتّبع منطقه الشخصي، إذ يعدّ هذا الصراع وجوديًا بالنسبة للولايات المتحدة، لذلك من غير المرجّح أن تقطع إدارته التمويل عن أوكرانيا، حتى لو لم تكن احتمالات النصر مرتفعة وتكبّد الجيش الأوكراني خسائر أكثر.
وأضاف سوسلوف بأن حاشية بايدن لا تريد الاعتراف بالهزيمة، مع إجماع مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية بأن الضرر الناجم عن الاعتراف بهزيمة أميركا يفوق حجم التكاليف التي ينفقونها على دعم أوكرانيا.
وقد اتّبعت الولايات المتحدة هذا المبدأ في العديد من الحالات، آخرها كانت أفغانستان.
وبيّنت فزغلياد في تقريرها أن استياء الأميركيين جرّاء الإنفاق على أوكرانيا مستمر وآخذ في التنامي، الأمر الذي ينذر بهزيمة بايدن في الانتخابات القادمة؛ بسبب عدم قدرته على التكيّف مع متطلبات الناخبين، ما ينبئ بوصول وجوه جديدة إلى السلطة يمكنها وقف الإنفاق غير المُجدي على نظام كييف.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.