صدر حديثا كتاب “صافرة الحلم” للصحافي اليمني محمد القاضي في 28 موضوعا بعدد أيام المونديال.
وحاول القاضي المقاربة بين متابعة جماهير كرة القدم للحدث الكروي الحلم من مختلف أصقاع الأرض بمختلف اهتماماتهم الكروية، لاسيما أولئك البسطاء في الريف اليمني الجميل الذين كان المؤلف على اتصال دائم بهم، وأولئك الذين عايشوا الحلم، وشهدوا تفاصيل منافساته اليومية، وما رافقها من حراك ثقافي واجتماعي وسياسي.
ويقول القاضي إنه دوّن في هذه الصفحات -وهو غارق في خضم يوميات الحلم ولياليه- بعضا من مشاهداته، وبعضا من انطباعات الآخرين التي شكلت حالة إجماع غير مسبوق في هذا الحدث.
ويضيف في مقدمة كتابه “ أجدني مسكونا بوطني، أعيش أوجاعه وهمومه، وأفكر دائما في أقرب مخرج له من هذا الفخ الكبير الذي وقع فيه، تستوقفني تجارب الدول المتطورة، وتستهويني قصص القادة الناجحين”.
ويروي أنه ذات تغطية ميدانية وساعة المونديال تلتهم الوقت الأخير الذي يفصل عن صافرة البداية، “كنت أنصت بشغف لزميلي المصور وهو يتحدث عن قطر منذ وصوله إليها في السنوات الأولى لانطلاق الجزيرة، وكيف كانت شوارعها وخدماتها وأسواقها، وكيف صارت اليوم”.
ويردف “ كل ما أشاهد النقلة النوعية التي حققتها دولة قطر خلال الـ20 سنة الأخيرة والتوظيف الذكي لدافعية استضافة كأس العالم في تحريك عجلة البناء والتحديث والتطوير بشكل سريع وشامل، تقفز إلى ذهني أهمية الرؤية المستقبلية وحضورها الدائم في ذهن القائد، كحلم متقد لا يخبو ولا ينطفئ مهما كانت الظروف والتحديات”.
ويعتبر المؤلف أنه من نافلة القول التأكيد أن مونديال قطر تعدى رمزيته الكروية إلى ما هو أكبر وأبعد من ذلك، فقد أسهم في توجيه أذهان العرب نحو اكتشاف أنفسهم من جديد، وأنهم قادرون -متى ما توافرت الإرادة- على استضافة مثل هذه الأحداث العالمية وتنظيمها، ووضع بصمتهم الخاصة عليها.
كما أكدت منافسات كأس العالم قطر 2022 على فاعلية القيم الإنسانية المشتركة، وأن بإمكان البشرية التعايش بسلام، بعيدا عن حملات الكراهية والعنصرية وجنون الحروب، التي يصر تجارها على إشعال فتيلها من وقت لآخر.
وأخيرا، يقول المؤلف، إن لكل حلم صافرة بداية؛ فإما أن تمتلك الجرأة لإعلانه وتنطلق في تحقيقه، كما ينطلق لاعب كرة القدم وراء حلمه ويقاتل بشراسة حتى اللحظة الأخيرة، وإما أن تبقى أسير التسويف والتردد، ومن ثم تتقهقر تحت ذريعة الإمكانيات والصعاب والمؤامرات، وما إلى ذلك من المثبطات والأعذار التي لا حصر لها.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.