بينما سارع عشرات آلاف السودانيين للهرب والنزوح خارج ديارهم إثر اندلاع الاقتتال الدائر منذ نحو 3 أسابيع بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع أصر آخرون على العودة للبلاد بعد أن بدأت الحرب وهم خارجها، رغم ما ينتظرهم من واقع مخيف.
وبينما باتت الحياة في ظل القتال الدائر شبه مستحيلة في الكثير من المناطق السودانية، يضطر العائدون للالتحاق بأهاليهم وذويهم الذين تركوهم حينما غادروا بحثا عن لقمة العيش أو لأداء مناسك العمرة أو لأهداف أخرى، حيث تملكهم القلق والرعب على ذويهم ولم يجدوا مناصا سوى العودة رغم الأهوال المرتقبة.
وأفادت تقارير إعلامية بأن الكثير من السودانيين العائدين من السعودية إلى بلادهم كانوا في مكة المكرمة لأداء العمرة وقرروا العودة إلى بلادهم سريعا رغم منحهم إعفاء مؤقتا من قبل سلطات الرياض، أخذا في الاعتبار ما عليه الأوضاع في السودان.
وأظهر مقطع قام بتصويره أحد العائدين وكان قادما من ميناء جدة مشاهد لمواطنين سودانيين عائدين إلى بلدهم على متن الباخرة التي تتسع لنحو 450 راكبا، قبل أن تنطلق إلى ميناء بورتسودان.
ونقلت وسائل إعلام عن سائق حافلة في الحدود المصرية السودانية قوله إن حافلتين تحملان نحو 40 فردا توجهتا السبت الماضي إلى الخرطوم، فيما لا يخشى بعض السودانيين ممن لديهم ظروف وواجبات أسرية واجتماعية من الذهاب إلى بيوتهم في الخرطوم.
عكس التيار
ورصد برنامج شبكات (2023/5/2) تفاعل السودانيين مع هذا السفر المعاكس للتيار في ظل الحرب، حيث كتب علي المرضي “هذا القرار يمثلني بشدة، السودان الأم الحنون رغم الألم والوجع، لا يطيب الجرح إلا في ترابه”.
فيما غردت تنزيل حسان “يا سلام على شجاعة وشهامة أهل السودان، بجد عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، بجد الحرب دي أظهرت لينا منو الصديق ومنو العدو، وأظهرت أصالة الشعب السوداني”.
ودفع هذا السفر العكسي لولي عمر إلى القول “والله خروج الإنسان من بلده وقت الحرب أكبر غلط، لازم كل الناس تتمسك ببلادها، يا تعيش فيها يا تموت على أرضها وهي بتدافع عنها.. الهروب مش حل، وربنا يفرج هم الجميع”.
وكان أحدث تقارير الأمم المتحدة قد ذكر أن نحو 73 ألف شخص وصلوا إلى البلدان المجاورة للسودان، بمن في ذلك اللاجئون السودانيون والعائدون من لاجئي الدول الأخرى، خاصة لاجئي جنوب السودان، في حين تخطط مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لاستقبال أكثر من 800 ألف شخص قد يفرون من القتال.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.