في ملاعب كرة القدم الإسبانية تتداخل اللعبة الجميلة مع دهاليز السياسة والحملات الإعلامية، و يتحول التنافس التاريخي بين الناديين العريقين، ريال مدريد وبرشلونة إلى جدل يدور بتبادل الاتهامات بشأن من الفريق الأقرب إلى النظام السياسي في البلاد؟
فعلى هامش الانتخابات العامة الإسبانية التي جرت أواخر يوليو/تموز الماضي، كانت منازلة من نوع آخر تجري عبر المؤتمرات الصحفية وعلى شاشات التلفزيون بين المسؤولين في ناديي برشلونة وريال مدريد..
ونشطت الطواقم الإعلامية في الفريقين بنبش “أرشيف سياسي مصور” من حقبة الدكتاتور السابق الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي حكم 36 عاما، ولم ينعم الشعب الإسباني بالحرية إلا بعد وفاته عام 1975، وحاول إعلام الناديين العريقين إلصاق تهمة القرب من الحقبة الدكتاتورية هذه للفريق الآخر المنافس له.
وكان فرانكو قد فهم قوة الرياضة وعشق الجماهير لها، فاستخدمها في دعايته السياسية لاعبا على وتر التنافس التاريخي بين فريقي القمة ريال مدريد وبرشلونة.
وخلال مؤتمر صحفي سابق نظمه نادي برشلونة لكرة القدم، استهدف رئيس النادي جوان لابورتا في تصريحاته الفريق المنافس، ريال مدريد، مشعلا الجدل بشأن التنافس التاريخي بين الناديين العريقين، وبشأن من هو النادي الأقرب إلى النظام السياسي في إسبانيا؟
ولم يتأخر رد ريال مدريد على برشلونة، فبعد ساعات فقط من تصريحات لابورتا، بثت قناة تلفزيونية خاصة بريال مدريد فيديو مدته 4 دقائق بعنوان: من هو فريق النظام؟ وحاول الريال نبش علاقة فريق برشلونة بالجنرال فرانكو.
وحسب سيد لو، وهو كاتب مراسل صحيفة ” الغارديان”، فإن جماهير برشلونة مقتنعة بأن ريال مدريد هو فريق النظام لأنه يرتبط تاريخيا بنظام فرانكو.
استخدام سياسي
في حين يرى أليخاندرو كويروغا، وهو أستاذ مادة التاريخ الإسباني في جامعة نيوكاسل أنه من الصعب تاريخيا تحديد من هو الفريق الأكثر التصاقا بنظام فرانكو، مؤكدا أن دكتاتورية فرانكو استخدمت ريال مدريد لأغراض دعائية لنيل الاعتراف الدولي عندما كانت منبوذة من طرف الأوروبيين والعالم، ولكن عندما حقق برشلونة النجاح لاحقا قال النظام إن هذا الفريق هو الذي يمثل إسبانيا.
ويرى مراقبون أن التنوع الموجود في إسبانيا يحول دون تحديد الفريق الذي يمثلها، وفرق كرة القدم الإسبانية تمثل الهويات الإقليمية، واستخدمت هذه الفرق تاريخيا كقوة ناعمة في لعبة سياسية لا تنتهي.
ويقول غييم بالغيه، وهو صحفي ومعلق رياضي إن المجتمع الإسباني منقسم للغاية، وإن شعبية ناديي برشلونة وريال مدريد يتم استخدامهما من قبل السياسيين الموالين للحكومة المركزية ومن قبل حكومة كتالونيا والاستفادة منهما في أجنداتهم السياسية.
ويذكر أن القصة التي أوردها برنامج ” المرصد” ضمن حلقة (2023/8/28) هي من إنتاج برنامج “ذا ليسينينغ “.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.