لوح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، بأن بلاده ستمنع صدور إعلان ختامي لقمة مجموعة العشرين التي تعقد هذا الشهر بالهند إذا لم يُتبن موقف موسكو فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وأزمات أخرى، وذلك ما يجعل الخيار أمام المشاركين هو إصدار بيان جزئي أو غير ملزم.
ومن المقرر أن يمثل لافروف، وزير خارجية روسيا في عهد الرئيس فلاديمير بوتين منذ 2004، بلاده في القمة التي تعقد يومي التاسع والعاشر من سبتمبر/ أيلول في نيودلهي.
ولم تشر أي تقارير إلى سفر بوتين للخارج منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه في مارس/ آذار الماضي للاشتباه في جرائم حرب بأوكرانيا وهو ما تنكره موسكو.
وقال لافروف لطلاب في معهد العلاقات الدولية في موسكو “لن يكون هناك إعلان عام نيابة عن كل الأعضاء إذا لم يُتبن موقفُنا”. وأضاف أن الغرب أثار ملف أوكرانيا في اجتماعات تحضيرية للقمة وردّت روسيا بالقول “الأمر منتهٍ بالنسبة إلينا”.
واتهم الوزير الروسي الغرب “بتقويض دور المؤسسات الدولية” من خلال الدفع بأجندته الخاصة، وأشار إلى أن رئاسة مجموعة العشرين قد تصدر بيانا غير ملزم إذا لم يتسن التوصل لتوافق في القمة.
وتابع لافروف قائلا “خيار آخر هو تبني وثيقة تركز على قرارات بعينها في نطاق مجموعة العشرين وترك المجال لكل دولة للتعبير بنفسها عن وجهة نظرها في باقي الملفات”.
وتتألف مجموعة العشرين من معظم الاقتصادات الكبرى في العالم، بما في ذلك الدول الصناعية. وتمثل الدول الأعضاء في المجموعة أكثر من 85% من إجمالي الناتج العالمي، وثلاثة أرباع التجارة العالمية، وتضم ما يقرب من ثلثي سكان العالم.
وتضمّ المجموعة 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وهذه الدول هي: الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، واليابان، والأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، والمكسيك، وتركيا، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، والمملكة العربية السعودية.
إجراءات مشددة
وفي السياق، تعتزم الهند تطبيق إجراءات مشددة لتأمين القمة، ومن المقرر أن ينتشر عشرات الآلاف من أفراد الأمن في موقع استضافة القمة وهو حدث تعول عليه نيودلهي في إبراز مكانة رئيس الوزراء ناريندرا مودي وبلاده على الساحة العالمية.
وقائمة حضور القمة التي تبدأ في التاسع من سبتمبر/ أيلول الجاري تضم أبرز شخصيات تستضيفها الهند في تاريخها على رأسهم الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وزعماء وقادة من اليابان وأستراليا وفرنسا وألمانيا والسعودية. لكن الرئيس الصيني شي جين بينغ لن يحضر على الأرجح الاجتماع وفقا لما أشارت إليه مصادر في نيودلهي وبكين.
كما ستشهد القمة حضور الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي ورؤساء البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية.
ومن المقرر أن تغلق الحكومة الهندية جزئيا نيودلهي التي يقطنها نحو 20 مليون نسمة خلال القمة إذ طلبت مسبقا من المدارس والإدارات الحكومية والأعمال الإغلاق لمدة 3 أيام.
وقال مسؤولون إن المدينة ستخضع لحراسة ما يقرب من 130 ألف فرد من قوات الأمن، بما في ذلك شرطة دلهي التي يبلغ قوامها 80 ألف فرد.
وقال متحدث باسم القوات الجوية الهندية لوكالة رويترز إن السلطات “ستنفذ إجراءات للدفاع الجوي المتكامل في دلهي والمناطق القريبة”.
وأضاف أن الجيش الهندي بما يشمل القوات الجوية وشرطة دلهي وقوات شبه عسكرية سيستعينون بأنظمة دفاع مضادة للطائرات المسيرة للتصدي لأي تهديدات جوية.
كما استأجرت الحكومة 20 سيارة ليموزين مصفحة مضادة للرصاص بتكلفة بلغت 180 مليون روبية (2.18 مليون دولار) لنقل الزعماء والقادة وقت القمة.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.