اتهمت موسكو، اليوم الأربعاء، “مخربين أوكرانيين” بتفجير جزء من خط أنابيب لضخ الأمونيا بمنطقة خاركيف، بعد يوم من تفجير سد نوفا كاخوفكا في خيرسون، الذي اقترحت تركيا تشكيل لجنة دولية للتحقيق في انهياره.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن إصلاح خط أنابيب “تولياتي-أوديسا” سيستغرق شهرا إلى 3 شهور.
وتقول أوكرانيا إن خط الأنابيب المذكور تعرض مرارا للقصف الروسي.
تطورات كاخوفكا
وفي تطورات تفجير سد كاخوفكا، حذر مسؤول أوكراني كبير اليوم الأربعاء من خطر ألغام عائمة طفت على السطح بسبب الفيضانات وكذلك من انتشار الأمراض والمواد الكيميائية الخطرة.
وأظهرت صور التقطتها بالأقمار الاصطناعية شركة “ماكسار تكنولوجيز” أمس الثلاثاء حدوث فيضان واسع النطاق في جنوبي أوكرانيا، ودمارا كبيرا بسد نوفا كاخوفكا ومحطة الطاقة الكهرومائية بالمنطقة.
وقالت الشركة إن صورا لمساحة تتجاوز 2500 كيلومتر مربع بين نوفا كاخوفكا وخليج دنيبروفسكا جنوب غرب مدينة خيرسون المطلة على البحر الأسود، تظهر أن المياه غمرت العديد من البلدات والقرى.
وتظهر الصور المنازل والمباني غارقة في المياه، ولا يظهر منها في الكثير من الصور سوى الأسطح، في حين تغطي المياه الحدائق والأراضي والبنية التحتية.
ويقع السد على نهر دنيبرو الذي يوفر المياه لتبريد محطة زاباروجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية وتعد الأكبر في أوروبا.
وقال أولكسندر كوبراكوف نائب رئيس الوزراء أثناء زيارته لمدينة خيرسون على نهر دنيبرو إن أكثر من 80 منطقة سكنية تضررت من الكارثة التي تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بالوقوف وراءها.
وأضاف كوبراكوف للصحفيين “المياه تقلقل الألغام التي زرعت في وقت سابق وتسبب انفجارها”، وأضاف أنه نتيجة للفيضانات، تنتشر الأمراض المعدية والمواد الكيميائية في المياه.
وأوضح أن السلطات الأوكرانية أجلت سكان 24 منطقة غمرتها مياه الفيضانات، وأن المياه غمرت كذلك 20 منطقة سكنية على الأقل في الأراضي التي تحتلها القوات الروسية.
وألقى كوبراكوف باللوم على روسيا في انهيار السد قائلا “فعلوا ذلك من أجل إفساح المجال أمام القوات في هذا الاتجاه من خلال إغراق هذا الجزء من خط المواجهة”.
في المقابل، قال مستشار مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إن واشنطن ولندن وشركاءهما أعطوا الضوء الأخضر لتفجير سد كاخوفكا ويتحملون مسؤولية ذلك.
ونفى المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا الاتهامات الأوكرانية، وقال في جلسة عقدت أمس الثلاثاء إن كييف هي التي قامت بتخريب متعمد ضد منشأة بنية تحتية بالغة الخطورة.
وأشار إلى أن قيادة القوات المسلحة الأوكرانية كانت أعلنت صراحة عن استعدادها لتفجير هذا السد لتحقيق مكاسب عسكرية منذ العام الماضي، مشيرا إلى أن هناك حملة تضليل منسقة من الغرب ومن كييف مفادها أن روسيا هي التي فجّرت السد.
جهود تركية
في غضون ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء -في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي- إنه من الممكن تشكيل لجنة دولية للتحقيق في انهيار سد كاخوفكا.
وذكر بيان صادر عن مكتب أردوغان أن الرئيس التركي أبلغ زيلينسكي بأن طريقة تفاوض مماثلة لتلك التي تم تبنيها فيما يتعلق بمبادرة ممر تصدير الحبوب من البحر الأسود يمكن اتباعها لتناول مسألة السد.
وحذّر الرئيس التركي من تزايد الخسائر البشرية كلما طال أمد الاشتباكات بين روسيا وأوكرانيا. ودعا الطرفين إلى العودة للمفاوضات، مؤكدا اعتزام تركيا مواصلة الجهود بحزم من أجل تأسيس السلام العادل بين البلدين.
من جهته، قال زيلينسكي إنه تحدث مع أردوغان عن العواقب الإنسانية والبيئية للعمل “الإرهابي” الروسي في محطة كاخوفكا، وأضاف “سلمت الرئيس التركي قائمة باحتياجات أوكرانيا الملحة للقضاء على الكارثة”.
وفي موسكو، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره التركي أن تفجير كييف محطة كاخوفكا الكهرومائية جاء بتحريض من الغرب.
وأضاف بيان صادر عن الكرملين أن بوتين بحث في اتصال مع أردوغان الوضع في كاخوفكا، واتهم كييف والغرب بتصعيد الأعمال القتالية.
وأنشئ سد نوفا كاخوفكا في خمسينيات القرن الماضي، وهو ذو قيمة إستراتيجية، إذ يضخ المياه إلى قناة شمال القرم التي تبدأ من جنوب أوكرانيا وتعبر شبه جزيرة القرم بأكملها، ويعني ذلك أن من شأن أي مشكلة تطرأ على السد أن تؤدي إلى مشاكل في إمدادات المياه بالنسبة للقرم الخاضعة لسيطرة روسيا منذ عام 2014.
قصف متبادل
وفي التطورات الميدانية، انطلقت صفارات الإنذار صباح اليوم في العاصمة كييف، وفقا لما أفاد به مراسل الجزيرة، ودعت السلطات السكان للتوجه إلى الملاجئ.
في خيرسون، أعلنت الإدارة العسكرية في المقاطعة مقتل شخص واحد وإصابة آخر جراء قصف القوات الروسية المنطقة مرات عدة خلال يوم أمس.
وفي باخموت، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الأوكرانية تقدمت أمس مسافة تتراوح بين 200 و1100 متر في مناطق مختلفة باتجاه المدينة الواقعة شرقي أوكرانيا.
وأفادت هيئة الأركان الأوكرانية بأن القوات الروسية شنت أمس 41 غارة جوية ونحو 60 هجمة صاروخية، في حين وقع 30 اشتباكا على جبهات القتال شرقي البلاد.
وأضافت الهيئة أن القوات الأوكرانية نفذت 21 غارة جوية على مواقع روسية ومنصات صواريخ مضادة للطائرات، كما أسقطت طائرة حربية من طراز سوخوي 25، و4 طائرات استطلاع.
في المقابل، اتهم حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية القوات الأوكرانية بقصف مناطق في المقاطعة المتاخمة لأوكرانيا بصواريخ غراد، من دون وقوع إصابات. وقال إن الصواريخ أصابت منطقتي غرافوفكا وشيبيكينسكي، وإن بعضها سقط بالقرب من مدرسة.
كما أعلن حاكم مقاطعة كورسك انقطاع الكهرباء عن بلدتين في المقاطعة الروسية، وإصابة شخص إثر إسقاط متفجرات على محطة كهرباء فرعية قرب الحدود خلال الليل.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.