قال غزالي عثماني، رئيس جزر القُمُر والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي إن الحرب في السودان خطيرة لأنها ستؤثر على قارة أفريقيا بأكملها، مضيفا أنه على طرفي النزاع أن يعلما أنه لا منتصر في هذه الحرب مهما كانت النتائج، وأنه لا بد من إيقافها.
وكشف عثماني -في حديث لحلقة (2023/5/26) من برنامج لقاء خاص- عن اتصالات تجري مع طرفي الصراع (رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”)، للعمل على إقناعهما بالتواصل والتفاوض المباشر، ونتمنى أن نصل إلى نتيجة.
وتابع بأن الجميع واع بأنه لا أحد يمكن أن يربح هذه المعركة، فحتى في حال توقفها فإن هناك من التداعيات ما يؤكد ذلك، مشيرا إلى أن الاتحاد الأفريقي يعمل على لعب الدور المناط به من خلال دعم الحوار، وأنه من المهم التوصل إلى نتائج حقيقية.
وأشار إلى أن الاجتماع الطارئ الذي تمت الدعوة له على مستوى دول مجلس الأمن والسلم الأفريقي، سيناقش العديد من المبادرات، ومكتب مجلس الاتحاد بدوره سيعمل على التنسيق بين هذه المبادرات، لافتا إلى أنه يمكن دراسة رفع العقوبات عن السودان، والذي إن حدث فإن من شأنه أن يقود إلى نتائج إيجابية.
وحول موقف الاتحاد من المساعي السعودية الأميركية والتي تكللت باجتماع ممثلين لطرفي النزاع في جدة، أكد عثماني أن الاتحاد يدعم أي مبادرة تعمل على حل الأزمة، ولا يمكن أن يعرقل أي مسار للمساهمة في نزع فتيل الحرب، ولفت إلى إجرائه اتصالا بوزير الخارجية الأميركي، رحب فيه بتلك المساعي.
الحرية الاقتصادية
وفي معرض حديثه عن احتفال الاتحاد بالذكرى الـ60 لتأسيسه، يرى الرئيس الحالي للاتحاد أنه نجح في تحقيق العديد من الأهداف، لكن لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به، لافتا في هذا السياق إلى أن المسعى الأهم خلال المرحلة المقبلة هو تحقيق الحرية الاقتصادية لدول القارة، وتطوير فضاء التبادل المشترك بين القارة والدول الصديقة.
وأشار إلى أن أفريقيا تواجه تحديات عديدة، بينها النزاعات الداخلية وظاهرة الهجرة غير الشرعية، واعتبر أن إنشاء منطقة تبادل حر في القارة يمكن أن يسهم في تحقيق الاستقرار والأمن لها، وسيسهم في تحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي وثقافي شامل في القارة، مما يخدم مصلحة جميع سكانها.
وأشار عثماني إلى أن القارة تمتلك موارد طبيعية هائلة يمكن استغلالها بالتعاون مع الدول الأخرى، لافتا إلى أن الهدف الحالي للقارة هو تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجالات الغذائية والصحية، كما أكد أهمية توفير فرص العمل للشباب الأفريقي والتعاون في مجال التعليم والتنمية.
وحول اتساع دائرة الأزمات الأمنية والحروب في القارة، قال رئيس الاتحاد، إن أفريقيا لا تشكل استثناء لما يحدث في العالم، فحتى أوروبا تشهد حربا كبرى لم يكن لأحد أن يتصور وقوعها في القرن الـ21، وهو الأمر الذي يحدث كذلك في قارات أخرى.
مشاركة دولية فاعلة
ولفت إلى مشاركته في قمة مجموعة الدول السبع الأخيرة، ومساعي الاتحاد الأفريقي للانضمام إلى مجموعة العشرين، بحيث يصبح عضوا أساسيا بعد أن كان عضوًا مراقبًا، مشيرا إلى أمله في اعتماد ذلك من قبل المجموعة خلال الاجتماع المقبل المزمع عقده بالهند في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وفيما يتعلق بمساعي الانضمام إلى مجلس الأمن الدولي، أفاد عثماني بأنهم ليسوا الوحيدين الذين يسعون لذلك، معربا عن أمله في أن يتم النظر في طلبات الانضمام، ورغبة القارة في الحصول على مقاعد دائمة تتراوح بين مقعدين إلى 3 مقاعد.
ويشدد رئيس الاتحاد الأفريقي على أهمية أن يتم سماع صوت أفريقيا في المؤسسات الدولية، حيث تلعب القارة دورا فاعلا على الأرض، وهذه المؤسسات هي التي تتخذ القرارات الحاسمة والمهمة، وبالتالي يجب أن يحصل الاتحاد على حضور قوي وفعال فيها.
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشار عثماني إلى دعم الاتحاد لحل الدولتين، وانتقاد بلاده لانتهاكات وتجاوزات الاحتلال بحق الفلسطينيين، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن يبحث الاجتماع المقبل للأمم المتحدة تطورات ومستجدات الأزمة الفلسطينية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.