الاستقلال المالي حلم يراود الجميع، فمن منا لا يحلم بأن يكون في وضع مالي مستقر ويجد ما يكفيه من المال عند التقاعد؟! لكن تحقيق هذا الهدف يرتبط بالاستعداد الجيد واعتماد الخيارات الملائمة.
وفي مقال بموقع “إنفستوبيديا” (Investopedia) الأميركي، تحدثت الكاتبة إلكسندرا كير عن قاعدة “الاستقلال المالي والتقاعد المبكر” (Financial Independence Retire Early)، التي تعرف اختصارا بـ”فاير” (FIRE). وأشارت إلى أنها تهدف لأن يكون لديك ما يكفي من المال دائما لتغيير وظيفتك أو التقاعد في الوقت الذي تراه مناسبا، أو أن يكون لديك ما يكفي من المدخرات والنقود لتوفير نمط الحياة الذي تريده لنفسك ولعائلتك.
وأشارت الكاتبة إلى أن من بين تعريفات الاستقلال المالي، هو: أن يكون لديك العديد من مصادر الدخل السلبي. ويقصد بالدخل السلبي أن يكون لديك تدفقات مالية شهرية أو سنوية من دون الحاجة إلى وجودك الشخصي أو مجهود يطلب منك لكي تحصل عليها.
ويعتمد مبدأ “الاستقلال المالي والتقاعد المبكر” على تحديد المبلغ الذي تحتاجه ليكون لديك العائد الكافي لتغطية نفقاتك الشهرية دون الحاجة إلى العمل.
ووفقا لهذه القاعدة، يجب أن يكون لديك 25 ضعفا من حجم نفقاتك السنوية حتى تكون مستقلا ماليا. فعلى سبيل المثال، إذا كان دخلك الشهري 100 دولار فهذا يعني أن دخلك السنوي 1200 دولار، إذن فالمبلغ المطلوب هو 25 ضعف المبلغ السنوي وهو ما يعادل 30 ألف دولار. ويجب ألا يشمل هذا الرقم أي خصومات تدفع مثل التأمينات الاجتماعية أو الصحية.
وتعتمد هذه القاعدة على مبدأ اقتصادي معروف هو أن المتقاعد يمكنه سحب 4% من مدخراته سنويا بأمان، دون الخوف من نفاد تلك الأموال إذا تم استثمارها من خلال إحدى أدوات الاستثمار الفعالة.
ولكي تنجح في تحقيق هذا الهدف، يجب عليك اتباع العديد من الخطوات. وتقول الكاتبة إيسباليا فارياس، في تقرير نشره موقع “بسيكو أكتيفا”(Psicoactiva) الإسباني، إن السؤال المطروح هو كيفية تحقيق هذه الاستقلالية المالية. ويشير التقرير في بدايته إلى أن الكاتب نيلسون إنريكي رودريغيز -في دراسة نشرها بعنوان “المال والإدارة والبحث عن الحرية المالية”- نبه إلى أن كثيرين يخلطون بين تحقيق الثراء من جهة وتحقيق الاستقلال المالي من جهة أخرى، وهو خطأ لا يقتصر فقط على أرباب العائلات، بل حتى على رجال الأعمال.
وأشارت الدراسة إلى أن الذين يحسنون إدارة مدخراتهم والتصرف في أموالهم، يمكنهم بلوغ هدف تحقيق الاستقلال المالي، خاصة بعد اتباع مجموعة من النصائح والقواعد في التصرف المالي، ومن بينها:
1- السيطرة على أموالك
تجنب الإنفاق على مشتريات غير ضرورية، فالكثير مما تجلبه إلى المنزل قد ينتهي به الأمر دون استخدامه، لذلك يجب فقط شراء الأشياء التي تحتاج إليها فعلا، وتجنب السلوك غير العقلاني في التسوق خاصة خلال فترات التخفيضات، بالإضافة إلى ضرورة تسجيل وحساب كافة المداخيل والمصاريف ومراقبتها.
2- تحسين المسار المهني
ينصح التقرير بالمغامرة واقتحام المجالات المهنية الجديدة أو تغيير الوظيفة، إذا كنت ترى أن مسيرتك المهنية الحالية ليست واعدة ولا تحقق لك الرخاء المالي الذي تطمح إليه، ففي عصرنا الحالي نجح كثيرون في إعادة إطلاق مسيرتهم واقتحام مجالات جديدة، من خلال تطوير طريقة تفكيرهم ومهاراتهم ومواكبة التغيرات العصرية في العالم.
3- التخطيط على المدى الطويل
يجب الحذر من التصرفات الجنونية والإنفاق السريع، خاصة ممن لا يحسبون للمستقبل، وهؤلاء غالبا ما يكونون مصابين بمشكلة الإنفاق القهري عند التسوق.
لا أحد يمكنه توقع ما سيحدث في المستقبل، فكل إنسان معرض للعديد من الحوادث والمفاجآت غير السارة، كما أن الأوضاع المالية يمكن أن تنقلب رأسا على عقب بين يوم وليلة، لذلك يجب ادخار جزء من الدخل للأمور غير المتوقعة.
4- العمل المبني على أهداف واقعية
قد لا تكون قادرا على شراء السيارة التي تريدها خلال هذا العام أو حتى العام المقبل، لكن يمكنك تحقيق هذا الهدف من خلال التقدم بخطوات بسيطة وثابتة، وذلك عبر جمع المال بشكل متدرج، هذه الطريقة أفضل بكثير من الوقوع في فخ القروض ودوامة الديون التي ستحرمك من النوم.
5- تنويع مصادر الدخل
ربما تكون لديك العديد من المواهب والقدرات التي يمكنك تفعيلها وجعلها مصدرا لكسب المال، من خلال نشاط ثان إلى جانب وظيفتك.
كما يُنصح بتنويع الاستثمارات وتقسيمها على فرص ومجالات متنوعة، لتجنب خسارة كل شيء مرة واحدة في حال وقوع أزمة.
6- خصص بعض المال للتدريب
ينصح كل شخص طموح بالاستثمار في تحسين مؤهلاته المهنية واكتساب معارف ومهارات جديدة تمنحك فرصا أكثر، وهو أفضل استثمار من أجل كسب المزيد من المال في المستقبل.
ومن المهم أن يكافئ الشخص نفسه من وقت لآخر، في حال التقيد بالنصائح السابقة، إذ إن التقشف والانضباط المفرط والمستمر قد تكون له تأثيرات سلبية، لذلك يجب تخصيص جزء من المال للترفيه والتصرف فيه بحرية، والقيام بأنشطة فردية أو عائلية ممتعة.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.